في العقد الأخير ازدادت وتيرة الحروب والتوترات السياسية في المنطقة العربية والشرق الأوسط، ما اضطر عدد غير قليل من سكان تلك البلاد إلى ترك بيوتهم والهروب إلى بلاد أخرى من أجل مستقبل أفضل.
وعلى الأغلب كانت وجهة هؤلاء تتجه لأوروبا القارة العجوز، التي ترعى الإنسانية وتحترم حقوق الإنسان بشكل أفضل من غيرها، لكن المهاجرين المضطرين للهروب إلى المجهول، لم يجدوا تلك المعاملة بل وجدوا أسلوبًا مناف لأبسط درجات المعاملة مع إنسان.
وفي الآونة الأخيرة ارتفعت وتيرة الهجرة ومعها ارتفعت حالات التجاوز في حق اللاجئين، وصولاً لدرجة تركهم يموتون جوعاً، أو العمل على إغراقهم في البحر من خلال خفر السواحل بعيداً عن تعرضهم للأذى النفسي والجسدي من قبل الشرطة في بعض الدول الأوروبية.
عصابات ليبيا ومواجهة الموت
يواجه المهاجرين الموت المحقق في رحلتهم إلى أوروبا من أجل حياة أفضل، لكن بعد تلك المعاناة قد ينتهي بهم المطاف للوقوع فريسة في يد بعض العصابات في دولة ليبيا.
حيث يمر أغلب المهاجرين إلى أوروبا عبر البحر على سواحل ليبيا، والتي يتعرضون فيها للعنف والاختطاف والتعذيب والاستغلال، وكل ذلك من أجل تحجيم حالات الهجرة وهو يتم بمعرفة الدول الأوروبية.
فقد مولت دول أوروبا خفر السواحل الليبية من أجل تحجيم اللاجئين، ووضعت سياسة وحشية في التعامل معهم، وقوضت جهود البحث وإمكانات الإنقاذ في البحر.
والأخطر من ذلك أن تقارير حقوقية صدرت بحق دول القارة العجوز، تؤكد عقد صفقات من قبل مسؤولين مع الشبكات الإجرامية في ليبيا، وشبكات التهريب من أجل إبعاد أكبر كم ممكن من اللاجئين، إما بإعادتهم قسراً إلى ليبيا أو تركهم للموت في لجيّ البحر.
حدود الموت اليونانية
أما من جهة البر عن طريق الجزر اليونانية فالحال يكون أسوأ، حيث أن الشرطة اليونانية تتعامل بشكل غير إنساني مع اللاجئين من خلال الضرب والتعذيب.
وقد قص أحد الشباب الناجين من رحلة الموت إلى الجزر اليونانية قصة وصوله إلى جزيرة تسمى جزيرة ساموس، أنه فور وصوله الجزيرة بعد رحلة طويلة في البحر، بحث هو ورفاقه عن الشرطة اليونانية من أجل البدء في إجراءات اللجوء.
لكن هذا الشاب تفاجأ هو ومن معه بالشرطة اليونانية تدفعهم في قارب هوائي، يعمل دون محرك ووضعتهم فيه ثم دفعتهم إلى البحر مرة أخرى، وقد ظلوا يصارعون المياه دون مأكل أو مشرب، حتى دفعتهم المياة مرة أخرى إلى السواحل اليونانية حيث قامت البحرية باصطناع الأمواج من أجل إغراقهم.
وظلوا على هذا الحال لمدة يوم كامل حتى أنقذهم خفر السواحل التركية بعد معاناة كادوا يلقون حتفهم بها.
الخلاصة أن الدول الأوروبية التي تدعي أنها تعمل من أجل حقوق الإنسان تتعامل مع اللاجئين بدرجة منحطة، حيث أنها تعتبرهم أنهم ليسو ببشر وإن تظاهر البعض أن هذه المعاملة تصدر من أفراد بشكل فردي من خفر السواحل اليوناني، فإن اللاجئين في فرنسا يواجهون أشد أنواع الظلم ويعيشون في مخيمات رديئة.
اقرأ أيضاً : حرس سواحل دول أوروبية يرفض إنقاذ عشرات المهاجرين المحاصرين في البحر
اضف تعليقا