العدسة – هادي أحمد

سلط موقع “جلوبال ريسيرش” البحثي الكندي الداعم للسياسات الروسية، أن وثائق سرية كشفت أن المملكة وإسرائيل يعملان سويا لإثارة الحرب في لبنان ، مشيرا إلى إجبار المملكة لرئيس الوزاء سعد الحريري على تقديم استقالته من المملكة تأتي ضمن هذا المخطط.

إلى نص التقرير ..

بعد يوم واحد فقط من الهزيمة الكبرى لتنظيم “داعش” الإرهابي في كل من سوريا والعراق، في إشارة إلى  أن الحرب ربما في طريقها للنهاية؛ أثارت سلسلة من الأحداث الاستثنائية خطر اندلاع حرب جديدة، هذه المرة في لبنان .

هذه الأحداث بدأت في الرابع من شهر نوفمبر الحالي، عندما قامت السعودية بزعزعة استقرار الحكومة اللبنانية، من خلال إجبار رئيس الوزراء سعد الحريري على الاستقالة، الذي اندفع وراء مزاعم زائفة من الحكومة السعودية، في السابع من نوفمبر، بأن لبنان أعلنت الحرب على المملكة .

وثائق سرية نشرتها القناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيلي أشارت إلى أن سيناريو هذه الحرب التحريضية تم تنسيقها من قبل السعودية وإسرائيل للتحريض على حرب جديدة في الشرق الأوسط، وأن الهدف هو لبنان، والذي تم تبريره في هذا الاستهداف أن لبنان هو وكيل إيران في المنطقة .

” سعد الحريري “

ويأتي هذا الاستفراز بعد تدريب عسكري ضخم أجرته إسرائيل في سبتمبر يحاكي غزو لبنان، وصمم خصيصا لاستهداف حزب الله اللبناني، وكان هذا أضخم تمرين عسكري لتل أبيت منذ 20 عاما، شمل جميع أفرع الجيش الإسرائيلي .

وفي حين وصفت واشنطن حزب الله اللبناني بالإرهابي، يري التقدميون في الشرق الأوسط أن المجموعة دافعت عن السيادة اللبنانية، مرتين، في 2000 و2006 ، ونجحت في طرد القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية .

لقد قاتل حزب الله جنبا إلى جنب مع الحكومة السورية، ليس فقط لمنع تقسيم العربي المجاور، ولكن أيضا لمنع داعش من غزو لبنان وترويع المواطنين هناك.

كما أن إيران التي تشوهها الإمبريالية الأمريكية وعملاؤها، وفرت دعما سياسيا وماديا وعسكريا حاسما ولازما لهزيمة داعش.

من أحداث “حرب الكيان الصهيوني على حزب الله “

والأحداث هي كالتالي:

في 3 نوفمبر سقطت معاقل “داعش” الأخيرة في العراق وسوريا، وتسعي كل من المملكة وإسرائيل إلى تقطيع سوريا كما ساعدا داعش .

وفي إجراء غير مسبوق على الساحة الدولية، في 4 نوفمبر بناء على أوامر من النظام السعودي، أعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري من المملكة على شاشة التليفزيون السعودي استقالته من منصبه، وهاجم إيران لتدخلها في لبنان، وأن حزب الله يحاول اغتياله.

وبعد ساعات أعلنت المملكة اعتراض صاروخ يمني استهدف العاصمة الرياض. ولسنوات ظل النظام السعودي يعتمد في تسليحه على الولايات المتحدة وشن غارات على الشعب اليمني وقتل المدنيين بشكل عشوائي.

وفي حين يقول اليمنيون إن الصاروخ الذي أطلقوه صنع في اليمن ، زعم وزير الخارجية عادل الجبير أن حزب الله اللبناني هو من أطلق الصاروخ البالستي باتجاه العاصمة السعودية الرياض، معتبرا أن إطلاق حزب الله صواريخ إيرانية على السعودية هو عمل حربي ضد بلاده.

” صاروخ حوثي في إتجاه السعودية “

وفي السابع من نوفمبر، سارع السعوديون إلى زيادة التصعيد، واتهموا لبنان بإعلان الحرب ضد بلادهم.

وفي نفس الوقت، وفي محاولة لتوطيد السلطة، شن النظام السعودي حملة اعتقالات واسعة النطاق، شملت المئات داخل المملكة لاتهامهم بالفساد، بما في ذلك بعض كبار الأمراء ورجال الأعمال في البلاد.

وقد أعطت وسائل الإعلام انطباعا، منذ فترة طويلة، أن المملكة وإسرائيل على جانبين متضادين، وهذا الأمر ثبت أنه للاستهلاك العام، فكلا النظامين مدعومان من قبل واشنطن، ويتم تسليحهما حتى يتمكنا من التغلب على كفاح التحرر، والحكومات المستقلة في الشرق الأوسط، والحفاظ على هذه المنطقة الغنية بالنفط وجعلها في أمان من أجل “إكسون موبيل” و “جيه.بي مورجان تشيس آند كو”.

والآن هناك دليل قاطع على أن إسرائيل والسعودية تعملان معا من أجل إشعال الحرب في لبنان .

“نتنياهو” و “بن سلمان”

وفي 7 نوفمبر، نشرت القناة الإسرائيلية 10 برقيات دبلوماسية مسربة أرسلت إلى جميع السفراء الإسرائيليين في جميع أنحاء العالم بشأن الأحداث السابقة.

وتُظِهر البرقية التي كتبت بالعبرية أن تل أبيب والرياض تنسقان عمدا من أجل تأجيج الأوضاع في الشرق الأوسط، وتَوفُّر هذه المستندات أول دليل على التعاون الإسرائيلي المباشر بين هذين العميلين الأمريكيين في المنطقة.

وسرب “باراك رافيد” وهو كبير المراسلين الدبلوماسيين في القناة العاشرة الإخبارية الإسرائيلية، البرقية، وقال: إن البيان جاء من وزارة الخارجية الإسرائيلية في القدس يوم 6 نوفمبر، ليصل إلى جميع السفارات الإسرائيلية .

وطلبت الوزارة من الدبلوماسيين الإسرائيليين بذل قصارى جهدهم لرفع الضغط الدبلوماسي على حزب الله وإيران، وحثت الرسالة على دعم حرب السعودية في اليمن ودعت الدبلوماسيين الإسرائيليين إلى مناشدة كبار المسؤولين في الدول المضيفة إلى طرد حزب الله من الحكومة اللبنانية والسياسة، وفقا لموقع zerohedge.com.

الاستقالة تجعل لبنان عرضة للهجوم

ويري اللبنانيون أن  استقالة الحريري جاءت بضغط من المملكة من أجل زعزعة استقرار الحكومة اللبنانية، وخلق فتنة، وترك لبنان عرضة للهجوم الإسرائيلي.

وقد ألمح الكثيرون أن بيان الاستقالة، كتب بأسلوب يستخدمه السعوديون، وقد صدمت الاستقالة حتى أقرب مساعدي الحريري، ونفى الجيش وجود أي تهديد بالاغتيال بحق الحريري.

إن النظام السياسي صعْبَ المراس في لبنان، يُسهل من زعزعة استقراره، ويجمع بين المستعمرين الفرنسيين في 1925، وينص على أن تكون المناصب الحكومية والمخصصات البرلمانية قائمة على المحاصصة الطائفية، الحكومة مع سعد الحريري، والرئاسة مع ميشيل عون المدعوم من حزب الله والذي تولي المنصب العام الماضي منهيا سنوات من الجمود الحكومي، وأصدرت لبنان الشهر الماضي  ميزانيتها للمرة الأولي منذ 2005.

ويعتبر الحريري الذي يحمل الجنسية المزدوجة السعودية-اللبنانية، وله مصالح تجارية ضخمة مع السعودية، ورجل المملكة الأول في لبنان.

ولم يفقد رئيس الوزراء اللبناني تأييد اللبنانيين بعد تقديمه الاستقالة من المملكة واتهامه وهجومه على إيران، حيث أعلن رئيس الجمهورية ميشال عون أنه لن يقرر ما إذا كان سيقبل أو يرفض استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري حتى يعود إلى لبنان لشرح أسبابه.

ودعا زعيم حزب الله الشيعي حسن نصر الله لبنان إلى الحفاظ على الهدوء في التعامل مع أزمة الحريري.

” حسن نصر الله “

لماذا يستهدف حزب الله ؟

تريد إسرائيل التي تشترك في الحدود مع لبنان منذ وقت طويل احتواء السيادة اللبنانية، وحتى ضم أراض لبنانية، وقد قصف الجيش الإسرائيلي جنوب لبنان لعقود من البر والبحر والجو.

وفي عام 1982، قتل عشرات الآلاف من المدنيين اللبنانيين، فيما احتلت القوات الإسرائيلية جنوب لبنان لمدة 18 عاما.

وفي 2006، استهدفت القنابل الإسرائيلية البنية التحتية المدنية في لبنان، ونفذت المقاتلات الإسرائيلية غارات بقنابل عنقودية على جنوب لبنان.

وتسعي إسرائيل لتدمير حزب الله، لأنه يتميز بقوة قتالية هائلة، وهو السبب الرئيسي في عدم قيامها باحتلال لبنان.

وكانت عناصر الحزب قد طردت القوات الإسرائيلية من لبنان في عام 2000 وأنهوا الاحتلال الذي استمر لـ18 عاما، وصد الغزو الإسرائيلي عن لبنان عام 2006 وأجبرهم على التراجع.

وتسعي التطورات الاستفزازية لهذا الأسبوع من جانب إسرائيل والسعودية، إلى التصدي لهزيمة “داعش” في سوريا والعراق بالحرب في لبنان .

ولكن إذا ما كانت الإمبريالية الأمريكية وعملاؤها في المنطقة سيكونون قادرين على القيام بذلك أو لا، وإن كان الأمر يبدو بعيد المنال، فلقد استلهمت شعوب الشرق الأوسط المحاصرة من الانتصارات على “داعش”، ولا يزالون مصممين على الكفاح من أجل حقوقهم.