كشفت مصادر مطلعة عن عزم السلطات السعودية على السماح بتقديم المشروبات الكحولية في منتجع شاطئي في مدينة نيوم التي تبلغ تكلفتها 400 مليار جنيه إسترليني، في خطوة هي الأولى من نوعها في المملكة المحافظة.

وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، سيتم إنشاء بار لتقديم النبيذ الفاخر والكوكتيل ومجموعة مختارة من “الشمبانيا والحلويات” في المنتجع الواقع على جزيرة في البحر الأحمر.

يعتبر استهلاك الكحول أو تخميره أو بيعه أمرًا غير قانوني في المملكة، ومن يخالف القواعد -التي ظلت صارمة لعقود- يمكن أن يواجه غرامات كبيرة أو السجن أو ما يصل إلى 500 جلدة.

يقع منتجع الجزيرة في البحر الأحمر وهو جزء من مدينة نيوم الضخمة التي تطل على البحر الأحمر وخليج العقبة.

وأوضحت صحيفة وول ستريت جورنال أن هذه الخطوة من المحتمل أن تُواجه بموجات غضب لكنها لن تكون بحدة الغضب إذا تم السماح بالكحوليات في المملكة كلها، لافتة أن “نيوم” تخضع لشروط اقتصادية واجتماعية خاصة، لا تنطبق سوى عليها.

وأضافت الصحيفة أنها اطلعت على صور دعائية للمنتجع، والتي أظهرت كوكتيلات تُسكب بجوار زجاجات من المشروبات الكحولية، بينما اشتملت إعلانات أخرى على صور لنساء يرتدين البكيني ورجال بلا قمصان على الشواطئ.

وحسب المادة الدعائية، فإن المنتجع “سيؤثر على البحر الأحمر كوجهة جديدة لليخوت الفاخرة وسيجذب عددًا من أكثر الأشخاص ثراءً وتأثيرًا في العالم”.

من جانبهم، صرح العمال الأجانب أن السماح ببيع الكحوليات سيكون له تأثير على اختيارهم للانتقال للعيش في نيوم.

وُصفت نيوم، وهي من بنات أفكار ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بأنها مشروع فخم ومستقبلي سيضم سيارات طائرة وديناصورات روبوت وقمر اصطناعي ضخم، بالإضافة إلى أنها ستشتمل على جزء يسمى مدينة The Line ، والتي ستكون على شكل حزام يبلغ طوله 100 ميل، ومن المفترض أن يطفو جزء آخر من المدينة على الماء.

لكن المشروع يواجه العديد من المشاكل والتحديات، من جهة لأن موقع البناء يعتمد على قطعة أرض يسكنها بها قبيلة الحويطات المهددة بالتهجير القسري لأجل المشروع، ومن جهة بسبب الأزمة الاقتصادية التي عانت منها المملكة في السنوات الأخيرة.

في أبريل / نيسان 2020، قُتل أحد أفراد قبيلة الحويطات، ويدعى عبد الرحيم الحويطي، برصاص قوات الأمن السعودية بعد أن رفض مغادرة منزله وتنفيذ قرار الإخلاء، كما حكم القضاء السعودي مؤخرًا على اثنين من أبناء القبيلة بالسجن لمدة خمسين عامًا بعد أن رفضا إخلاء أرضهما.

يقول منتقدو مشروع نيوم إنه يتم استخدامه لتلميع صورة المملكة، والتغطية على جرائم وانتهاكات النظام ضد حقوق الإنسان، إذ اتُهم ولي العهد بإصدار أمر شخصي بقتل جمال خاشقجي، كاتب العمود في صحيفة واشنطن بوست، الذي قُطعت أوصاله داخل قنصلية المملكة في اسطنبول عام 2018.

بالإضافة إلى ذلك، لا تزال حملات القمع والاعتقال مستمرة في صفوف النشطاء والمعارضين وكل من يغرد بآراء ناقدة للسلطات، فضلًا عن الأحكام القضائية القاسية، إلى جانب رجلي الحويطات، حكمت محكمة سعودية على المعتقلة سلمى الشهاب، طالبة الدكتوراه بجامعة ليدز، بالسجن 34 عامًا بسبب انتقادات للنظام نشرتها على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا