قام عدد من الشبان الهندوس في مدينة ليستر البريطانية بمحاولة استفزاز المسلمين هناك، حيث أنه نظموا مظاهرة بالقرب من مسجد في تلك المنطقة المكتظة بالسكان المسلمين.

كما أنهم شرعوا إلى تخريب ممتلكات المسلمين هناك، ما تسبب في اندلاع اشتباكات أسفرت عن وجود إصابات فيما قامت الشرطة البريطانية بالقبض على 47 فرد من الطرفين، وزعمت أن تلك المظاهرة غير مخطط لها.

لكن المجلس الإسلامي في بريطانيا أصدر بياناً طالب فيه بمعاقبة هؤلاء الأشخاص الذين ينتمون إلى طائفة “الهندوتفا” المتطرفة مؤكداً أنهم فعلوا ذلك عن عمد.

فما هي طائفة هندوتفا المتطرفة؟! وكيف كانت معادية للإسلام على مر التاريخ؟! وما علاقة رئيس الوزراء ناريندرا مودي بتلك الطائفة؟!.

هندوتفا 

تسبب الاحتلال البريطاني في نهايات القرن التاسع عشر في وجود نزعات قومية في الهند، فبدأ بعض المنظمات النشطة في الظهور مثل “براهمو ساماج و آريا ساماج” والتي دعت إلى النظر الديانة الهندوسة بأنه أكبر من مجرد دين بل هي هوية قومية.

وعلى هذا الأساس برزت هندوتفا كفكرة سياسية في عام 1923 عن طريق مفكر يسمى دامودار سافاركار الذي قام بتأليف كتاب ” هندوتفا.. من هو هندوسي؟!” والذي ساعد في توجيه الشباب الهندي آنذاك إلى ارتكاب أساليب التخريب والاغتيال.

وقد تمت إدانة أعضاء تلك الطائفة باغتيال قاضي بريطاني ومن بعده المهاتما غاندي، حيث أنهم يبرزون العرق الهندوسي ويرون أنه من حقه وحده حكم الهند وبالتالي فإن الإسلام والمسيحية هما ديانتين دخيلتين ويجب طردهما.

علاوة على ذلك فهم يصفون المسلمين الهنود بالغزاة، وأن عليهم أن يستكملوا الصراع معهم الذي دام قرابة الألف عام، ولا يعترفون بالمواطنة أو القوانين الدولية.

تطورت تلك الطائفة الخطيرة وأصبحت منظمة شبه عسكرية عام 1925م وتطورت بشكل مخيف في عام 1940م، عندما ترأسها شخص يدعى “غولوالكار هيدجوار” والذي استلهم في قيادته للمنظمة نموذج موسوليني الفاشي في إيطاليا، فأقاموا المجازر بحق المسلمين.

ليس ذلك فحسب، بل اعتبروا كل من يخرج عنهم خائن ومتخاذل، وبهذه الذريعة اغتالوا المهاتما غاندي لأنه رفض أن ينضم أعضاء الحركة إلى حزبه، ثم قامت الشرطة الهندية بعد ذلك الحين بتحجيم الحركة والقبض على زعيمها حتى انحسرت بشكل كبير.

مودي يعيد هندوتفا

ظل نشاط الحركة في حالة انحسار حتى ظهر الموالي للحركة مودي في تسعينات القرن الماضي ثم استطاع حزب بهاراتيا جاناتا” الوصول للحكم من خلال استخدام الشعارات المعادية للأسلام والذي استخدامها مودي نفسه في أكثر من مناسبة.

بيد أنه قاد مسيرة للفخر الهندوسي في بداية حكمه بولاية غوجارات، قال فيه أن مسلمي الدولة يشكلون عائقاً يجب التغلب عليه قائلاً “إذا رفعنا من احترام الذات والروح المعنوية لـ50 مليون غوجاراتي، فلن تكون مخططات أولئك الذين أسماؤهم “علي” و”جمال” قادرة على إلحاق الضرر بنا”.

ومنذ ذلك الحين قاد مودي وحاشيته الدولة الهندية لتطبيق عقيدة هندوتفا العنصرية تجاه المسلمين وأقاموا المذابح على مرآي ومسمع أجهزة الدولة التي تغض الطرف عن الجماعات المتطرفة 

الخلاصة أن عقيدة هندوتفا تتمدد الآن وتتوسع خارج حدود الهند مستهدفة المسلمين في كل مكان دون وجود رادع مع تواطؤ الأجهزة الامنية.

اقرأ أيضاً : وسط تواطؤ عربي.. كيف تحرض حكومة الهند على المسلمين؟!