تصريح فلسطيني:
قالت “هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار وإعادة الإعمار” (فلسطينية غير حكومية)، اليوم الجمعة، إن السلطات المصرية منعت عبور قافلة مساعدات إنسانية جزائرية عبر معبر رفح البري إلى قطاع غزة.
وذكرت الهيئة، في تصريح صحفي، إن “القرار المصري بمنع وصول قافلة المساعدات الإنسانية الجزائرية لغزة، محزن جدا ومؤسف، ولا يعكس الروح الإيجابية التي سادت العلاقات بيننا مؤخرا”.
وأضافت أن “السلطات المصرية رفضت دخول القافلة الجزائرية لغزة رغم حصولها على الموافقات اللازمة، والقافلة الآن في طريق عودتها للجزائر”.
وشددت الهيئة الفلسطينية على أن “القافلة الجزائرية بما تحمله من أدوية ومساعدات تعتبر حاجة ضرورية وملحة لمستشفيات القطاع”، الذي يقطنه قرابة مليوني نسمة، وتحاصره إسرائيل منذ أكثر من عشر سنوات.
وكان من المقرر إدخال الجانب المصري قافلة المساعدات الجزائرية لغزة خلال أيام فتح معبر رفح، لكن لم يحدث ذلك.
تصريح جزائري:
الثلاثاء الماضي، أعلن الشيخ يحيى صاري رئيس لجنة الإغاثة، في جمعية علماء الجزائر، في تصريح صحفي، عن انطلاق قافلة المساعدات “الجزائر 4” من ميناء بور سعيد البري باتجاه قطاع غزة، مشيراً إلى أنها تضم 14 شاحنة، وخمسة أعضاء من لجنة الإغاثة.
وأفاد صاري، بأنهم حصلوا على موافقة مصرية لتسهيل وصول القافلة إلى قطاع غزة.
وفتحت السلطات المصرية المعبر، الإثنين الماضي وحتى ظهر اليوم، في الاتجاهين استثنائيًا أمام الحجاج وحالات إنسانية.
ويربط معبر رفح البري قطاع غزة بمصر، وتغلقه الأخيرة بشكل شبه كامل، منذ يوليو 2013، حيث تفتحه على فترات متباعدة لعبور حالات إنسانية.
مناشدات جزائرية:
ناشد كريم رزقي مسؤول العلاقات في لجنة الإغاثة التابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الرئاسة المصرية بالتدخل للسماح للقافلة الجزائرية التي تحمل مساعدات لقطاع غزة بالعبور عبر معبر رفح.

وأكد رزقي أن القافلة حصلت على التصريحات اللازمة من السلطات المصرية في القاهرة والسفارة المصرية في الجزائر والسفارة الجزائرية في مصر، مضيفاً لكن السلطات المصرية تقول إنه لا يوجد تنسيق بين الجهات الأمنية والخارجية المصرية.

وأبدى رزقي تخوفاً من تلف الأدوية التي تحملها القافلة إلى غزة ومنها أدوية لمرضى السرطان، خاصة وأن القافلة بالعراء عند المعبر منذ أكثر من 24 ساعة ودرجة الحرارة تقريباً 50 درجة.

وقال رزقي إن “السلطات المصرية ككل مرة للأسف تتعاون معنا في البداية وتعطينا التراخيص ولكن عندما نصل المعبر تمنعنا، وهذه المرة الخامسة أو السادسة ولا نعرف لماذا هذا المنع”.

وأشار إلى أنه منذ 24 ساعة والوفد ينتظر عند بوابة معبر رفح، حيث سمح لهم بالدخول إلى الصالة في الصباح والحرارة مرتفعة في مصر، والقافلة تحتوي 14 حاوية، 90% من موادها أدوية.
ولفت رزقي إلى أن تكلفة هذه الأدوية تقدر بـ 3 ملايين يورو “جمعت من عرق جبين الجزائريين لإخوانهم في غزة المحاصرة”.

وأوضح رزقي أنه عند إرسال القافلة الماضية قبل عام ونصف حصل الأمر ذاته، وتدخلت الرئاسة الجزائرية واتصلت بالرئاسة المصرية حتى حُلّ الأمر، مؤكداً أن العلاقات المصرية الجزائرية جيدة جداً.

وكانت قد انطلقت من ميناء الجزائر قافلة مساعدات إنسانية نحو قطاع غزة المحاصر، المساعدات التي تأخرت أربع سنوات بسبب الإضطرابات الأمنية التي شهدتها صحراء مصر، تمثلتْ في مولدات للكهرباء وبعض الأدوية وسيارات إسعاف بقيمة إجمالية تجاوزت ثلاثة ملايين دولار. وأتت الخطوة في وقت يشتد فيه الخناق على قطاع غزة.