قبل عام أو يزيد ، غرقت شوارع الإسكندرية على إثر موجة من الأمطار ، تداول نشطاء على مواقع التواصل حينها مزحة بمسؤولية جماعة الإخوان عن الغرق ،نكتة وجدت فيها السلطة ملاذًا وشماعة لحملات جديدة للقبض على معارضين

17 شابًا قالت إنهم مسؤولون عن الإغراق ، سجلت لهم مقطعًا مصورًا و ملامح التعذيب على وجوههم تفضح ما أخفوه بين الكلمات ، أجبرتهم على الاعتراف أنهم سدوا بالوعات الصرف الصحي بأمر من قيادات الجماعة

بحث النظام فوجد في المزحة ضالته ، حبك السيناريو وأطلق أبواقه الإعلامية وزبانيته تضلل مجاذيبه ، الإخوان أغرقوا الإسكندرية

قبل أيام أعلنت وزارة الري فشل المفاوضات بخصوص سد النهضة وهو أول إعلان يحمل الرسالة بهذا الوضوح ، لا جدوى من المفاوضات ، بعد أن أوشك بناء السد على الانتهاء

لا مكان للجماعة هذه المرة في السيناريو ، فكان لزامًا البحث عن شماعة جديدة

فكانت “شيرين عبد الوهاب” ،لا أحد يعلم مصدر المقطع الذي انتشر على مواقع التواصل كالنار في الهشيم ، من حفل أقامته في الشارقة قبل عام أو أكثر ، و هي ترد على إحداهن ردًا على طلبها بغناء “مشربتش منيلها ” ، هيجيلك بلهارسيا

صحيح أنها دعابة سخيفة لا ترقى لإثارة الضحك أصلًا، لكن بدت كرد تلقائي من شخص لا يحمل حديثه ما حُمّل ليغطى على ما هو أكبر

الفشل الذي أغرق دولة في وحلها كما أغرقها من قبل في “شبر ماء”

والاهتراء الذي جعل دولة تسخّرأجهزتها الاعلامية للنيل من شخص أتفه من يشوه سمعة الوطن كما يدعون

صحيح أنها أخطأت ، لكن الخطأ الأكبر كان على جنرال ادعى زورًا انه رئيس للجمهورية خرج في المحافل الدولية ينكر أن لدينا تعليم أو صحة ، ناهيك عن حقوق الإنسان

الإهانة الأكبر كانت من حديثه في حضرة شيوخ الأزهر أن الملحدين ليسوا كفارًا ، أننا نحمي أمن الاحتلال الإسرائيلي ، أن تيران وصنافير خارج ترسيم حدود الدولة المصرية ، أن قناة السويس الجديدة مشروع قومي ، اننا فقراء أوي ،، أوى

الإهانة تكمن في خروجنا من التصنيف العالمي للتعليم ، وتصنيفنا من أخطر 10 دول على المرأة ، والأسوأ في الحريات ، و في حقوق الإنسان ، الأسوأ في كل شيء وفي أي شيء

أبانا الذي في المخابرات ، إذا أردت أن تستخدم “الشماعة” للتعتيم على خروجنا كل يوم من حيز الآدمية ، فاختار شماعة تليق بجيل صنع ذات يوم .. ثورة!

الآراء الواردة في التدوينة تعبر فقط عن رأي صاحبها، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر “العدسة“.