في الثالث عشر من مايو الماضي توفي الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات بعد صراع مرير مع المرض، والذي أقعده عن متابعة أمور الحكم في الدولة الخليجية، تاركاً إياه لأخيه الأصغر محمد بن زايد ولي عهده والذي أصبح رئيساً للدولة بعد مماته.

 

وعلى الرغم من أن انتقال أمور الرئاسة إلى محمد بن زايد كان يسيراً، إلا أن خليفة ترك صراعاً بعد مماته من نوع آخر ألا وهو كرسي ولاية العهد والذي ظل شاغراً منذ وفاته وحتى الآن.

 

وبعد مرور خمسة أشهر على تلك الحوادث يشتد الصراع يوماً بعد يوم، وتتصاعد الأزمة بين أبناء زايد على هذا الكرسي، وتكبر كما تتضخم كرة الثلج، ذلك لأن هذا الكرسي دائماً ما يكون مدخلاً للرئاسة فيما بعد، كما أن أمراً آخر أثار حفيظة أبناء زايد المؤسس ألا وهو تصاعد دور خالد بن محمد بن زايد داخل الدولة الخليجية وحتى خارجها ودخوله بقوة في المنافسة على هذا المنصب.

 

 

خالد بن زايد.. نحو الكرسي 

 

عمل محمد بن زايد منذ أمد بعيد على تعزيز حضور نجله خالد الذي يبلغ من العمر 40 عاماً كان آخرها هو ترأسه وفداً إماراتياً لتوقيع اتفاقية الشراكة الإستراتيجية مع دولة اليابان بهدف تشجيع المزيد من المشاركات الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية بين البلدين وهو يترأس جهاز أمن الدولة أبوظبي!.

 

ولعل تلك الأعمال التي وكل بها خالد نجل الرئيس وهي أعمال في مجملها دبلوماسية، دفعت بعض الدبلوماسيين إلى الحديث حول تجهيزه لهذا المنصب لأنه في الأصل يحمل حقائب أمنية لكن والده ينظر لأبعد من ذلك.

 

خالد بن محمد بن زايد درس بالولايات المتحدة الأمريكية وبدأ عمله في جهاز الأمن بولاية أبوظبي وفي عام 2019 انضم خالد لمجلس أبوظبي التنفيذي والذي يعتبر الهيئة الحاكمة للإمارة الأولى في الدولة الخليجية.

 

ولم يلبث بعدها بعام حتى انضم لمجلس إدارة المجلس الأعلى للشؤون المالية والاقتصادية والتي تشرف على قطاع النفط، وفي مارس الماضي تم تعيينه في مجلس شركة النفط الوطنية في أبو ظبي.

 

ثم تولى خالد محمد بن زايد رئاسة جهاز أمن الدولة ما مكنه من سلطات أوسع في ظل الدولة التي تعتلي تصنيف الدول الأكثر قمعياً في العالم، ومن هنا بدأ في صراع جديد على ولاية العهد بمساعدة أبيه رئيس الدولة.

 

صراع الأخوة 

 

بعد وفاة رئيس اليابان شينزو آبي توجه خالد محمد بن زايد على رأس وفد دبلوماسي لتقديم العزاء فيه، ما جعل بعض الصحف تتكهن باختياره كولياً للعهد مع تصاعد دوره الملحوظ في الإمارات.

 

لكن إذا أراد محمد بن زايد أن يضع ابنه في الواجهة عليه أن يواجه جميع أخوته وعلى رأسهم الشيخ طحنون بن زايد الذي يعد الرجل الثاني في دولة الإمارات ومسؤول الملفات الحساسة دولياً إلى جانب نفوذه المتزايد في المجال الاقتصادي.

 

والرجل الثاني المهم في دولة الإمارات هو منصور بن زايد الذي توارد اسمه في تسهيل نقل أموال الأثرياء الروس بعدما وقعت عليهم عقوبات دولية بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا وهو أيضاً مالك نادي مانشستر سيتي الإنجليزي.

 

بالإضافة إلى هزاع وعبد الله بن زايد جميعهم ينظر إلى الكرسي ويطمع فيه بعد وفاة رئيس الدولة الحالي الذي يزيد من نفوذ ولده شيئاً فشيئاً ويجعل من المنصب شاغراً وقد يعلن في أي لحظة أن خالد بن محمد بن زايد بات ولياً للعهد بدولة الإمارات العربية المتحدة.

 

اقرأ أيضاً : العمالة الأجنبية في الإمارات مثال واضح للعبودية الحديثة!