ويواصل ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان” سعيه للدخول في الصراعات العالمية بشكل أكبر من حجمه، وهو ما يهدد العلاقات الاستراتيجية طويلة الأمد مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضافت، يعكس دعم الرياض للتخفيضات قرارًا بدعم موسكو، في وقت تستطيع فيه الولايات المتحدة تقويض قدرة روسيا على مواصلة الحرب من خلال عدة طرق بما في ذلك تحجيم إيراداتها النفطية الهائلة.
وتابعت، سوف تزعم الرياض أن التخفيضات في مصلحة السعودية، وقد يكون هذا صحيحًا. وعلى المدى القصير، قد يؤدي الركود العالمي المحتمل إلى تخمة في المعروض ويخاطر بتخفيض أسعار النفط.
لكن على المدى الطويل، مع انتقال الطاقة العالمية بعيدًا عن الوقود الأحفوري، قد تعتقد الرياض أنه لم يتبق سوى سنوات عديدة من ارتفاع أسعار النفط لتحقيق الإيرادات اللازمة لإصلاح اقتصادها.
وزادت الصحيفة، لو كان هذا هو تفكير الرياض، فإن سلوكها يشير إلى الاعتقاد بأنه ليس لديها ما تخسره من التوافق مع روسيا في هذا الوقت.
وصحيح أنه إذا اتخذت الولايات المتحدة قرارًا متسرعًا وغير حكيم بسحب مظلة الأمن على الفور من السعودية، فإن واشنطن تخاطر بترك فراغ قد تملؤه الصين.
وتتردد بكين منذ فترة طويلة في لعب دور الضامن الأمني، ولا يمكن للصين ملء الفراغ الذي ستخلفه الولايات المتحدة خاصة في مجال الدفاع الصاروخي، وهو مجال لا تزال الصين تطور قدراتها فيه.
وتسائلت الصحيفة، هل ستحاول دول الاتحاد الأوروبي القفز لملء هذا الفراغ في الإمدادات العسكرية مثلما فعلت الشركة المصنعة لطائرات “رافال” الفرنسية في اتفاق مع الإمارات لبيع طائراتها بعد فترة وجيزة من إلغاء أبوظبي صفقة “إف 35” مع الولايات المتحدة.
وإذا حدث ذلك، فإنه سيقوض قدرة الولايات المتحدة على إعادة تقويم علاقتها مع السعودية.
وإذا لم تتدخل الدول الأوروبية، فستتخذ الولايات المتحدة أن قرارًا بشأن إجبار الرياض على إعادة التموضع مع واشنطن بشكل استراتيجي أو مواجهة التداعيات المحتملة.
لذلك يحتاج “بن سلمان” إلى توخي الحذر، فهناك حدود لما يمكن أن تتقبله إدارة “بايدن” من بلد من المفترض أن يكون حليفًا حاسمًا.
اقرأ أيضا: عائلات معتقلي الرأي تطالب الإدارة الأمريكية بالضغط على مصر والسعودية
اضف تعليقا