شرعت المملكة العربية السعودية بقيادة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الاستثمار في المجال الرياضي بمبالغ ضخمة كان أهمها شراء نادي نيوكاسل الإنجليزي، بالإضافة إلى الاستثمار في فعاليات الجولف بملايين الدولارات.
ولعل دخول السعودية في المجال الرياضي كان سبب في غضب بعض الجماهير التي ترى أن المملكة تفسد الوسط الرياضي باستثماراتها أو لأن الغرض من وراء تلك الاستثمارات هو تبييض الصورة والسمعة السيئة لولي العهد وحكومته خاصة بعض مقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول التركية.
لكن اللافت للنظر هو سعي صندوق الاستثمارات السعودي إلى شراء حصة في قناة “بي إن سبورت” القطرية خاصة أننا على مشارف إقامة أهم حدث في لعبة كرة القدم وهو المونديال الذي يقام في الدوحة.
خاصة بعد المصالحة الخليجية التي تمت بالعام الماضي بعد ما يقرب من 4 أعوام من المقاطعة فلماذا تسعى السعودية لذلك؟! وكيف قامت السعودية من قبل بتشويه القناة القطرية وقامت بسرقة البث في المونديال الماضي؟!.
بي أوت كيو
بالعودة للوراء قليلاً وبالتحديد إلى كأس العالم لكرة القدم الماضي والذي أقيم في روسيا فقد قامت السعودية بسرقة البث من “بي إن سبورت” القطرية التي وقعت عقدا لبث مباريات كأس العالم بشكل حصري حتى عام 2030.
في تلك الأثناء انتشر بكثرة في المدن السعودية جهاز يدعى “بي أوت كيو” وهو اسم القناة التي قامت بسرقة مباريات كأس العالم وبثتها بعد وضع اللوجو الخاص بتلك القناة عليها وحجبت لوجو قناة بي إن سبورت واحتفظت بصوت المعلقين.
ليس ذلك فحسب فقد قامت تلك القناة بإذاعة مباريات لبطولات الدوريات الكبرى واضعة شعار “لا للاحتكار”، فيما رفعت “بي إن سبورت القطرية شعار “لا للسرقة” وبدأت باتخاذ إجراءات تجاه القناة المقرصنة للمباريات فتم التشويش عليها أثناء البث المباشر.
عربسات
استمرت قناة بي إن سبورت في المطالبة بحقوقها التي سرقتها ” بي أوت كيو” السعودية، فقد أعلنت في عام 2018 أن ثلاث مؤسسات عالمية في مجال الأمن الرقمي وحلول تكنولوجيا الإعلام تدعى “ناغرا وأفيرون وسيسكو” أكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن مؤسسة البث الفضائي عربسات ومقرها الرياض هي من توزع قناة القرصنة “بي أوت كيو”.
كما أكدت شركات الأمن الرقمي أن جميع مباريات كأس العالم في روسيا سرقت من خلالها بالإضافة إلى مباريات الدوري الإنجليزي والدوري الفرنسي لعام 2018/2019.
ذلك الإعلان دفع الهيئات الرياضية إلى تبرئة نفسها من القناة المشبوهة التي قامت بسرقة البث وطالبت مؤسسة عربسات بإنهاء دعمها لتلك القناة إلا أن عربسات قابلت ذلك بكل وقاحة وأعلنت رفض إنهاء دعمها لقناة “بي أوت كيو”.
عربسات هي مشغل للأقمار الصناعية مقرها الرياض بالمملكة العربية السعودية وهي في الأصل مملوكة لحكومات جامعة الدول العربية لكن المملكة تمتلك الحصة الأكبر فيها، وقد استخدمت لغرض سياسي حينئذ وهو سرقة البث من القناة القطرية التي قاطعتها المملكة مع جيرانها في دول الخليج بجانب مصر واتهمتها بالاحتكار.
والآن تسعى المملكة العربية السعودية للاستثمار في قناة بي إن سبورت بعد تحقيق الدوحة عدة نجاحات في المجال الرياضي وقد قامت الرياض برفع الحظر عن القناة في حدود التراب السعودي.
اقرأ أيضاً : ناصر القرني.. هرب من جحيم بن سلمان ليبدأ رحلة الدفاع عن والده
اضف تعليقا