تتواتر الأنباء بشكل متتالي عن تعزيز ولي العهد السعودي محمد بن سلمان نفقاته من أموال المملكة على الاستثمار بمجال كرة القدم خصيصاً، والتي ازدادت بشكل كبير بعد استحواذ صندوق الثروة السيادي على نادي نيوكاسل الإنجليزي.
وبالرجوع لتلك الصفقة التي تمت بعد عناد كبير بسبب سمعة ولي العهد السعودي السيئة خاصة بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية السعودية في مدينة إسطنبول التركية، فإن الاستحواذ تم بعد استهلاك خزينة المملكة بمبلغ تخطى 300 مليون جنيه استرليني.
لكن الأهم من ذلك هو توجه ولي العهد للاستحواذ على هذا النادي بوجه الخصوص والتي بينت تقارير عالمية أنه كان صارماً في قراره، وقد اتضح ذلك من مراسلاته إلى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على “واتساب”.
علاوة على ذلك هو سلوك الإدارة السعودية تجاه النادي وكيف استخدمته للدعاية وغسل السمعة بعدما تم الاستحواذ بالعام الماضي.. فلماذا اختار بن سلمان نيوكاسل الإنجليزي وكيف كان رد الفعل من الجمهور؟! وكيف أظهر الاستحواذ وجه ولي العهد الحقيقي ولم يحسنه؟!.
إنفاق لا يتوقف
تطرقت صحف عالمية إلى عملية الغسيل الرياضي التي يقوم بها محمد بن سلمان من خلال دعمه للألعاب الرياضية المختلفة وعلى رأسها الغولف وكرة القدم، فقد اختار ولي العهد الأولى ودعم دوري السعودي “سعودي لايف” من أجل غسيل سمعته بالولايات المتحدة، ووقع اختياره على نادي نيوكاسل الإنجليزي لكرة القدم.
النادي الإنجليزي ليس له تاريخ كبير في كرة القدم كأمثاله ” مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وليفربول” لكنه نادي يحظى بجماهيرية كبيرة، ولذلك وضعه ولي العهد ضمن أولوياته، لكنه في بداية الأمر كان يقارن بينه وبين نادي إنتر ميلان الإيطالي إلى أن استقر الأمر على الاستحواذ عليه في النهاية.
عملية استحواذ صندوق الثروة السعودي لم تتم بسهولة ويسر كما تمنى ولي العهد فبسبب سمعته السيئة في مجال حقوق الإنسان اعترض جانب من جماهير النادي بالإضافة إلى بعض الحقوقيين على تلك الصفقة، ما دفع محمد بن سلمان إلى إرسال رسالة نصية عبر “واتساب” لرئيس الوزراء البريطاني “بوريس جونسون” يقول فيها أن العلاقات بين البلدين ستتوتر حال لم تتم الصفقة.
وبعيداً عن أنها هي المرة الأولى في التاريخ التي تتوتر فيها علاقة بين بلدين بسبب نادي رياضي إلا أن تلك الرسالة عندما تسربت للإعلام أظهرت نوع العقلية التي تدار بها المملكة العربية السعودية.
بعد الاستحواذ على النادي راح ينفق محمد بن سلمان الغالي والنفيس من أجل تحسين صورته عبر نيوكاسل، فقد كشفت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية حجم الإنفاق الكبير التي قام به ولي العهد عقب الاستحواذ على النادي بما يقرب 400 مليون دولار.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها أن صندوق الثروة السيادي السعودي أنفق على نيوكاسل 250 مليون دولار على اللاعبين والمدربين والمدراء، مؤكدة أنه بذلك ارتفعت حصيلة الإنفاق في مجال كرة القدم من جانب السعودية إلى 2 مليار دولار.
النفاق الرياضي
أنفق ولي العهد بشكل جنوني من أجل تحسين السمعة السيئة التي ألحقها بالمملكة، لكنه انقلب السحر على الساحر وتشكلت مجموعة من مشجعي نادي نيوكاسل تعارض الاستحواذ السعودي على ناديهم بسبب ما أسموه “النفاق الرياضي”.
غرد بعض المشجعين منتقد المملكة بسبب سماح إدارة النادي لبناء فرق رياضية نسائية خاصة بنيوكاسل وخصصت لها ميزانية متكاملة، في ظل اعتقالها للنساء التي حكمت عليهم بسنوات سجن طويلة ما اعتبروه أنه قمة النفاق الرياضي، وأن المملكة لم يكن غرضها الاستثمار بالاستحواذ على ناديهم، بل كان كل ذلك من أجل تحسين الصورة.
الخلاصة أن بن سلمان بدد أموال المملكة على تحسين صورته التي عرفها العالم كله وأنه وراء تلك الاستثمارات الكبيرة يخفي وجه قبيح يحمل القتل والقمع والتنكيل.
اقرأ أيضاً : السعودية.. من سرقة البث إلى الاستثمار في “بي إن سبورت” القطرية!
اضف تعليقا