أقدم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في عام 2017 على تولية نجله محمد بن سلمان منصب ولي العهد والذي فشل في مهمات عديدة أسندت إليه قبل توليه المنصب كالحرب في اليمن حيث كان وزير دفاع المملكة.

ومنذ ذلك الحين، حاول ولي العهد الاستحواذ على كل مقدرات المملكة وراح يتحكم بمصيرها وقرارها حتى أصبح الحاكم الفعلي للسعودية وبات على بُعد خطوة واحدة من حكم المملكة.

على الرغم من امتلاكه المال والإعلام السعودي إلا أن ولي العهد أصبح سيئ السمعة بالعالم أجمع بسبب قمعه المعارضين وقتلهم وتقطيعهم كما حدث مع الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي قُتل في قنصلية بلاده باسطنبول بتركيا.

ولم يكتف ابن الملك بذلك بل راح يزيح كل من يقف في وجهه حتى من أبناء عائلته.. ولأجل تحسين تلك السمعة السيئة كان ولابد أن يظهر بمظهر القائد المنفتح، فأقام المشروعات الضخمة على حساب الشعب السعودي المطحون، فطرد المواطنين من منازلهم عنوةً، ولم يجد من اعترض منهم سوى رصاص الأمن جواباً أو حتى السجن مدى الحياة.

هدم جدة 

قرر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الإعلان عن مشروعه الجديد لتطوير مدينة جدة عام 2021، ومنذ ذلك الحين وراحت قواته تهدم منازل المواطنين في المدينة وتشردهم دون تعويضهم أو حتى إخطارهم بموعد الهدم.

المنظمات الحقوقية أكدت أن عدد النازحين من السعوديين داخل بلادهم بفعل أعمال الهدم، التي قام بها ولي العهد تخطى المليون شخص أي أن ربع سكان المدينة قد أصبحوا بلا مأوى.

ذلك فقد لتنفيذ خطة محمد بن سلمان لتحويل المدينة التي تحتوي على أحياء فقيرة ومتوسطة إلى منطقة خاصة بالأثرياء السعوديين وغيرهم من خارج البلاد، في مشروع يسمى “جدة داون تاون” وهو ضمن رؤية ولي العهد 2030.

لذا أراد ولي العهد تحويل تلك الأحياء الفقيرة إلى منازل فاخرة ومطاعم راقية على حساب المواطنين الذين تظاهروا ضد هذا الفعل إلا أن القبضة الامنية كانت أقوى منهم ولم يقوموا حتى بتعويضهم علماً أنه من المتوقع أن تنفق الحكومة 20 مليار دولار على هذا المشروع.

بدأت أعمال الهدم في شهر أكتوبر عام 2021 واستمرت السلطات السعودية في تهجير السكان قسراً دون سابق إنذار أو تقديم تعويض حتى استطاعت في مايو من العام الجاري أن تهدم 20 حياً على مساحة 4000 كيلومتر مربع.

لماذا جدة؟! 

وقع اختيار ولي العهد السعودي على منطقة جدة والتي تعد ثاني أكبر مدينة في المملكة ويبلغ عدد سكانها 4.5 مليون نسمة، كما أنها تعد مركز تجاري ثقافي وتتضمن أحياء عريقة إلا أن أغلب قاطنيها هم من الطبقة المتوسطة والفقيرة ولذلك لم يأبه لهم ولي العهد وأمر بإزالة بيوتهم واستولى على أملاكهم دون تعويض.

وعلى مدار تلك السنين التي سبقت الهدم، شهدت مدينة جدة وسكانها حالة من عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية وتعرضت للإهمال الحكومي، ومع بدأ الهدم راحت الأبواق الإعلامية التابعة لولي العهد محمد بن سلمان إلى تشويه صورة السكان وقامت باتهامهم بتجارة المخدرات في أحياء أطلقوا عليها عشوائية على الرغم من أن عمرها تخطى مئات السنين.

الخلاصة أن ولي العهد محمد بن سلمان مستخدماً قبضته الأمنية قام بتهجير أكثر من مليون سعودي قابلين للزيادة دون أن يعوضهم عن منازلهم التي هدمت تاركهم مشردين.. كل ذلك بسبب إقامة مشاريع تحسن من صورته وسمعته السيئة.

اقرأ أيضاً : بن سلمان يضاعف من إنفاقه على كرة القدم لتحسين السمعة… نيوكاسل يونايتد مثال!