العدسة – ربى الطاهر
ماذا تعني كلمة التعذيب؟ التعذيب ببساطة هو إنزال العقاب البدني أو المعنوي على ضحية ما كأسلوب للعقاب أحيانًا، أو لانتزاع الاعترافات في أحيان أخرى، والتعذيب أمر مُجَرَّم في كل الأديان سواء الوضعية منها أو السماوية، إلى جانب أنَّه في عالمنا المعاصر توجد اتفاقات دولية تجرم ممارسة التعذيب من قبل أجهزة الأمن لدى الحكومات، فقد توقع على الدولة التي يثبت ممارستها التعذيب بصورة ممنهجة عقوبات دولية.
والتعذيب المعنوي بالرغم من أنّه لا يسبّب الألم البدني على الشخص المتعرض له إلا أنَّه في أحيان كثيرة يكون أكثر إيلامًا من التعذيب البدني، وقد طوّرت أجهزة الأمن بالدول الديكتاتورية خصوصًا أساليبَ من التعذيب المعنوي قد تؤدّي بالشخص الذي تمارس عليه إلى الانتحار أو الجنون، مثل السجن الانفرادي لزمن طويل، أو رؤية الضحية لأحبائه يتعرّضون للأذى البدني أو المعنوي.
لكن موضوعنا اليوم يتعلق بالتعذيب البدني.. والتعذيب البدني عرّفه الإنسان ومارسه منذ فجر التاريخ؛ فشهوة السلطة والتملك والرغبة بإيذاء الآخر هي ملكات أصيلة في الإنسان، خصوصًا عندما تكون له سلطة مطلقة على ضحيته، فلا يتوقع مساءلة من أحد ولا يخشى عقابًا نتيجة ممارسته التعذيب، وهو أمر تمارسه حكومات وأجهزة أمن سواء بالتاريخ الماضي وحتى عالمنا المعاصر، وللأسف فإنَّ هذه الممارسات لا تأتي فقط من الدول أحادية الحكم أو الديكتاتورية فقط، لكن ثبتت ممارسة التعذيب البدني الشرس واللاإنساني من قبل حكومات طالما تشدقت بالديمقراطية وحقوق الإنسان والدفاع عن حقوق التعبير ووو…. إلى آخر تلك العبارات الرنانة التي ثبت أنهم أول من خالفوها، فعلى سبيل المثال فقد ثبت على الولايات المتحدة الأمريكية ممارسة التعذيب الممنهج، وهي الدولة التي طالما أطلقت عبارات الدفاع عن حقوق الإنسان، وذلك على مدى تاريخها سواء ببداياتها الأولى وما فعلته بحقّ شعب الهنود الحمر الذين تمّت إبادتهم للاستيلاء على أراضيهم، أو بحق العبيد الذين كانت تستجلبهم من إفريقيا على متن السفن مقيدين كالحيوانات، أو حتى بعصرنا الحالي، وما فعلته في سجونها بالعراق كسجن أبو غريب أو على جزيرتها التي تستخدمها كمعتقل ( جوانتانامو).
لكننا اليوم بصدد استعراض أساليب للتعذيب البدني كانت تمارس بالعصور القديمة، وهي أساليب تمتاز بالوحشية الشديدة حتى إنَّ التفكير يوصل أن مبتكرها شاذّ الأفق، هذا إن لم يكن محضّ جنون.
وسوف نجد أنَّ بعض تلك الأساليب لم تكن تؤدّي للموت، لكن فقط للإيذاء البدني الشديد الذي يدفع من تمارس بحقه للعتراف بأشياء أحيانًا لم يرتكبها من الأساس، وقد أخبرنا التاريخ عن ما فعلته أوروبا بمعارضيها سواء أثناء ما سُمِّي بمطاردة الساحرات والهراطقة، حيث كانت الكنيسة تمارس التعذيب بحقّ من تقول إنهم كفار أو هراطقة أو يمارسون السحر وعلى علاقة بالشياطين، أو ما مارسته بحق اليهود والمسلمين فيما عرف تاريخيًا باسم محاكم التفتيش.
وإليك عزيزي القارئ (ونعتذر لك مقدمًا) أفظع طرق التعذيب التي مورست عبر التاريخ.
الثور المعدني
ويعرف أيضًا باسم ثور صقلية، وقد تمّ تصميمه باليونان القديمة، وكان عبارة عن ثور من النحاس الأصفر مفرَّغ من الداخل وله باب يمكن فتحه وإغلاقه، ويتم وضع الضحية داخله، ومن ثم يتم إشعال النار تحت جسم الثور، ثم يتم (تحميص الضحية) ببطء حتى الموت بينما يصرخ من الألم، وقد تمّ تصميم الآلة على هيئة الثور حتى يصبح الصراخ الصادر من الضحية وكأنّه خوار الثور. (منتهى الجنون).
الخازوق
وهو أسلوب تمّت ممارسته في الكثير من العصور، حتى إنَّ بعض الدول الإسلامية مارسته بحق مخالفيها في حقب من التاريخ، لكن أصل الخازوق هو ملك روماني عرف باسم ( فلاد المخوزق) وكان يعيش بالقرن الـ15 في رومانيا.
وبموجب هذه الطريقة كان يتم وضع الضحية على قطب حادّ وسميك، ويترك لينزلق على القطب بوزنه.
وكانت الضحية تأخذ وقتًا يصل لثلاثة أيام حتى تموت، وقد قيل إنَّ فلاد هذا أمر بخوزقة 20000 شخص واستمتع بمشاهدتهم أثناء تناوله الطعام.
شوكة الزنادقة
والواضح من اسمها أنها كانت تستخدم بحق المتهمين بالزندقة من قبل الكنيسة، وتتكون هذه الأداة من قطعة معدنية من شوكتين متعارضتين الاتجاه مربوطة بحزام، ويدفع أحد طرفيها تحت الذقن والطرف الآخر إلى الصدر، وتعلق الضحية إلى السقف فلا تتمكن من النوم؛ حيث تخرق الشوكة حلوقهم وصدورهم إذا سقطت رؤسهم غفوًا.
سرير يهوذا
وكان يُجْبَر الضحية على الجلوس على شكل هرمي مدبَّب، ومن ثم شدّ أطرافه إلى جهات متعددة وتمدد الضحية فترة طويلة من الزمن وهي عارية تمامًا بقصد الإذلال والإيذاء البدني الذي أحيانًا كان يؤدي لقتل الضحية.
العذراء الحديدية
وهي عبارة عن خزانة حديدية على شكل امرأة، وتكفي لاحتواء إنسان واحد، وكانت الضحية توضع واقفة وغير قادرة على الحركة بسبب عدد كبير من المسامير الصلبة الموجهة إلى جسده من كل اتجاه، في حين يتم استجوابه.
الحمالة
وهي آلة مصممة لتفريق كل جزء من جسد الضحية باتجاه مختلف، وهي عبارة عن إطار خشبي مع حبلين مثبتين أحدهم بالقاع والآخر بالمقبض العلوي ويبدأ الشخص المشغل بلي المقبض فتمدد أطرافه حتى تنخلع، وهذه الطريقة معروفة بأنها الأشد إيلامًا بالقرون الوسطى.
الفأر
بموجب هذه الطريقة البشعة تمدّد الضحية ويوضع على بطنها قفصًا معدنيًا به فأر ضخم، ومن ثم يتم تسخين القفص من الأعلى، وعندما يشعر الفأر بهذه الحرارة المميتة يبدأ بفتح طريقه عن طريق أكل لحم بطن الضحية الذي يظلّ يصرخ من الألم الهستيري حتى وفاته.
كرسي يهوذا
وكان يستخدم بالعصور الوسطى بأوروبا حتى القرن الثامن عشر، وكان عبارة عن كرسي من الخشب به طبقات من المسامير الصلبة المدبّبة على كل أسطحه، وكان بأسفله مكان لتسخينه بصورة شديدة، وكان يستخدم لانتزاع الاعترافات من الضحايا.
الحمار الأسباني
وكان يستخدم بمحاكم التفتيش الإسبانية، وكان يتم وضع الضحية عاريًا على جهاز يشبه ظهر الحمار، وسطحه ممتلئ بالمسامير الحادة وتربط على قدميه أوزان من الحديد.
اضف تعليقا