أطلق البعض على الإعلام اسم السلطة الرابعة بسبب الدور الكبير الذي تقوم به المؤسسات الإعلامية من كشف الحقائق وتوعية الشعوب لنهضة المجتمعات وتوجيهها نحو الرقي والتقدم.
وعلى عكس كل تلك الأهداف النبيلة عمل إعلام دولة الإمارات العربية المتحدة على إخفاء الحقائق ودفع الشعب نحو الجهل، خدمةً لحكام النظام الإماراتي، أبناء زايد، الذين ارتكبوا كل الأخطاء والفضائح في حق الشعب.
تحت قيادة محمد بن زايد، قام الإعلام الإماراتي بالتمجيد للحكام وإخفاء حالة القمع والتنكيل التي تقوم بها قوات الأمن، كما أنه قام بتشويه النبلاء من ناشطين وحقوقيين وأساتذة الجامعات من الذين وضعهم بن زايد في غياهب السجون من أجل آرائهم وأفكارهم السلمية.
أما في الفترة الأخيرة وبالتحديد منذ سبتمبر 2020 حين وقعت الإمارات مع دولة البحرين التي تتبعها، اتفاقية التطبيع والتي يسميها الشعب العربي اتفاقية العار والخيانة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، ظهر دور جديد للإعلام الإماراتي، ألا وهو الترويج للتطبيع.. فكيف روج الإعلام الإماراتي لتلك الاتفاقية كي يقبلها الشعب وكيف عمل على تمجيد الحاكم الديكتاتور على حساب المفكرين والناشطين؟!.
بيئة إعلامية قمعية
تتطرق مؤسسات حقوقية أوروبية إلى سمعة دولة الإمارات كمركز إعلامي والتي تعتبرها بيئة شديدة القمع وتروج للديكتاتورية، وتعتبر شريكة في انهيار الملف الحقوقي في الدولة الخليجية.
وأشارت المؤسسة إلى أن الإمارات باتت تحتل المرتبة 119 من أصل 180 بلداً في مؤشر حرية الصحافة لمنظمة مراسلون بلا حدود، فعلى الرغم من أن الدستور الإماراتي يكفل في مادته رقم 30 “حرية الرأي والتعبير” إلا أن الإمارات باتت من أشد الدول تقييداً لحرية الرأي.
كما أن القوانين الإماراتية الصارمة باتت تنص على فرض غرامات وعقوبات بالسجن لفترات طويلة الأمد لأي شخص مواطن / أجنبي، ينتقد الأسرة الحاكمة أو حكام الدول الحليفة، كما أنها تعتبر أي رأي أو نقد بناء مادة إعلامية مضرة بالصورة الوطنية في دولة الإمارات.
كل هذه المقدمات أدت إلى انهيار الملف الحقوقي، كما شاركت المؤسسات الإعلامية في ذلك عبر تشويه المعتقلين على أنهم أناس مأجورين أو خونة، فقاموا بالتحريض عليهم من أجل فقط استمرار محمد بن زايد في الحكم، ولذلك امتلأت السجون الإماراتية بالمفكرين والناشطين وأساتذة الجامعة والحقوقيين مثل الناشط أحمد منصور.
الترويج للتطبيع
استكمالاً لهذا الدور الذي لعبه الإعلام لصالح بن زايد من أجل ترسيخ حكمه، عمل الإعلام خدمة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي ودعمه في سرقته للثقافة العربية بأمر من محمد بن زايد أيضاً.
مؤخراً استضافت قناة دبي الفضائية حاخاماً يهودياً في إحدى البرامج المتخصصة بالطبخ للحديث عن الطبخ الإسرائيلي وهو ما فاجأ جميع المشاهدين وأثار الجدل على منصات التواصل بسبب أن أغلب المعروض هي أكلات فلسطينية تاريخية وبعدها يرجع للتراث العربي.
علاوة على ذلك فقد وصف معدو البرنامج في القناة الإماراتية في شريط التعريف بالبرنامج الشعب الفلسطيني بكلمة “السكان الأصليين” و تعمدوا محو كلمة فلسطين من الشاشة وهو ما يدل على دعمهم لدولة الاحتلال على حساب الشعب الفلسطيني.
الخلاصة أن الإعلام الإماراتي في عهد بن زايد بات يدعم الأعداء بدولة الاحتلال الإسرائيلي على حساب الأشقاء أبناء القضية الفلسطينية، والتي يحاربها محمد بن زايد خدمة لأبناء صهيون.
اقرأ أيضاً : كيف تنامت علاقة دولة الإمارات بالجماعات المتطرفة؟
اضف تعليقا