كشفت تقارير بريطانية صدرت في وقت سابق من هذا الأسبوع أن نتائج التحقيقات في وفاة شاب بريطاني داخل أحد مراكز الاحتجاز في دبي قبل تسع سنوات توصلت إلى تعرض الشاب للضرب والتعذيب والمعاملة المهنية، ما أدى إلى تدهور صحته الجسدية والنفسية ليفارق الحياة بعد مرور أقل من أسبوع على اعتقاله.

تعود الواقعة إلى أبريل/نيسان 2011، حين سافر لي براون البالغ من العمر 39 عامًا آنذاك إلى الإمارات العربية المتحدة في رحلة قصيرة قبل أن يغادر إلى إندونيسيا لزيارة بعض أصدقائه، ولكن وحسب مصادر مطلعة، نشب شجارًا بين براون وأحد موظفي الفندق في دبي وجاءت الشرطة واصطحبته إلى مركز الاحتجاز بملابسه الداخلية، كما قال المصدر.

لجنة التحقيق البريطانية التي شُكلت بعد وفاته استمعت لشهادات من محتجزين آخرين كانوا معه، وعدد من الشهود، وحسب ما قيل للمحلفين، فإن براون تُرك ليموت “كالكلب” في مركز شرطة بر دبي.

بعض النزلاء الآخرين قالوا للجنة إنه لم يكن في حالة طبيعية حين وصل إلى مركز الشرطة، كان يصرخ بطريقة هيستيرية، وكان يطلب النجدة والعون ولم يتوقف عن الصراخ والقفز، وظل يردد أنه تعرضه للاختطاف من غرباء.

بعد إلقاء القبض عليه واقتياده إلى مركز الشرطة في 7 أبريل/ نيسان 2011، نُقل إلى مكتب المدعي العام بعد 24 ساعة، ثم أُعيد إلى الحجز مرة أخرى حيث يقول الشهود إنه تعرض للضرب والركل في رأسه من قبل الحراس قبل أن يوضع في الحبس الانفرادي، حيث تعرض للتجويع والضرب، ولم تمض سوى خمس أيام حتى فارق الحياة.

قال أحد المحتجزين، المشار إليه باسم المحتجز الأول، للمحلفين في بيان مكتوب قرأه الطبيب الشرعي: “في 7 أبريل/نيسان 2011، أحضر الحراس رجل بريطاني أبيض في الفناء، لم يكن طبيعيًا، كان يصرخ باستمرار، ربما سبب بعض الإزعاج لكنه لم يشكل أي تهديد جسدي أو معنوي بأي شكل من الأشكال”.

وأضاف ” كانت تصرفاته تشير إلى أنه مجنون، لكننا شعرنا بالشفقة تجاهه بعض الشيء رُغم انزعاجنا من الضوضاء التي كان يصدرها… مع ذلك، لقد كان ودودًا وممتعًا للغاية”.

وتابع في إفادته “في 8 أبريل/نيسان، جمعت روايات مختلفة من سجناء آخرين كانوا هناك أيضًا (في مكتب المدعي العام)، الذين قالوا إن براون خلع سرواله أمام المدعي عام وأشار إلى أعضائه التناسلية، في إشارة إلى تعرضه للتحرش أو الضرب ربما”.

بدلًا من التحقيق في أقوال براون، أمرت النيابة بإعادته إلى الحجز، وحسب “المحتجز الأول”: “قيل لي إن براون تعرض للضرب في مكتب المدعي العام ثم نُقل بالقوة إلى الشاحنة حيث ضُرب هناك أيضًا… قيل لي من قبل العديد من السجناء أن الحراس تفاخروا بضربه والاعتداء عليه”.

نُقل براون بعد ذلك إلى الحبس الانفرادي “وذهبت إليه حوالي 15 مرة في الأيام القليلة التالية لكنه لم يرد مُطلقًا… ظننت أنه فاقدًا للوعي أو في حالة إعياء شديد، بخاصة وأن أحد السجناء سمعه يطلب النجدة والمساعدة…. وبعد حوالي خمسة أيام استيقظت وسمعت خبر وفاته… لقد تُرك ببساطة ليموت بمفرده مثل الكلب”.

في إفادة أخرى لسجين أطلق عليه اسم “محتجز 2″، قال: “عندما عاد براون من النيابة كان ينزف من رأسه حتى أخمص قدميه… كانت توجد آثار وعلامات ضرب على معصميه لم تكن موجودة قبل ذهابه للنيابة”.

وأضاف “قال براون إنه تعرض للضرب والركل في رأسه، وفي وقت لاحق من ذلك المساء كان لا يزال ينزف من رأسه… قلت للحراس: دعوه يخرج، لكنهم قالوا: إنه مجنون، ثم سمعت استغاثات براون وهو يقول “النجدة ساعدوني”/

وتابع المحتجز 2 “في 12 أبريل/نيسان نزل نزيل وطلب جواز سفر براون… قائلًا: لأن البريطاني مات”.

أما “المحتجز 3” قال في إفادته “عندما وصل السيد براون، ادعى أنه تعرض للاختطاف من قبل غرباء…. ولدى عودته من مكتب المدعي العام كان معصمه ينزف بشده ويداه مقيدتان”.

وأضاف “قال إنه أصيب برصاص الشرطة لكن لم يكن هذا واضحًا… في نظري، كان يجب وضعه في قسم للأمراض النفسية”.

وتابع “لم يستطع التحرك… كان الأمر شبيه بطرق التعذيب في العصور الوسطى… تكبيل يديه بهذه الطريقة كان أمرًا مروعًا”.

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا