كشفت تقارير أعدتها صحف ومؤسسات عالمية عن دعم دولة الإمارات العربية المتحدة للمرتزقة والحركات الانفصالية المتمردة في عدد من البلدان العربية والإفريقية، لزعزعة استقرار أنظمتها من أجل بسط نفوذ الدولة الخليجية فيها والاستيلاء على مقدراتها.
وضعت الإمارات أعينها على خير اليمن السعيد الذي تحول إلى بلد بائس بعدما خربها بن زايد بالحصار تارة وبالقصف والقتل تارة أخرى، وكذلك فعلت في ليبيا عندما دعمت الانقلابي خليفة حفتر بالسلاح والعتاد والمرتزقة من أجل تخريب البلد الغنية بالنفط.
أما في مصر فقامت الإمارات بدعم حركة تمرد التي أسست من قبل أجهزة الجيش للانقلاب على الرئيس الشرعي للبلاد وأول رئيس جمهورية منتخب في تاريخ المحروسة الدكتور الراحل محمد مرسي، فسخرت أجهزتها وأموالها لدعم قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي من أجل بسط نفوذه على الدولة.
مؤخراً بدأ السيسي يهتز وقد بدت بوادر ثورة مصرية جديدة قد تطيح بـ الجنرال الانقلابي الذي دعمه بن زايد بالمال لعدة مرات وسخر أجهزة الدولة الخليجية لخدمته لتلعب دوراً خبيثاً في ملاحقة معارضي السيسي في الخارج.
ملاحقة المعارضين في الخارج
رغم الحديث الطويل عن تفعيل الاتفاقيات الأمنية إلا أنه لم يخطر على خاطر أحد أن تسخر دولة كاملة أجهزتها لخدمة منقلب في دولة أخرى وتقوم بملاحقة المعارضين له حتى خارج أراضيها.
برجوع لعام 2018 أظهرت حادثة محاولة ترحيل أحد الشباب المصريين المعارضين في السيسي للخارج مدى دعم الإمارات لقائد الانقلاب حتى خارج أراضيها، فقد خرج الشاب أحمد المقدم من مصر هارباً من بطش السيسي إلى دولة السودان ومنها خرج إلى دولة كوريا الجنوبية مقدماً طلباً للجوء لحماية نفسه.
لكن الشاب المصري فوجئ بتصرف غريب من قبل إدارة الهجرة بدولة كوريا الجنوبية، والتي قبضت عليه وشرعت في ترحيله إلى مصر، وبعد مفاوضات معهم تم الاتفاق على ترحيله خارج كوريا الجنوبية في أي دولة دون مصر خوفاً على حياته.
لتتدخل السلطات الإماراتية وتطلب ترحيله عبر خطوطها الجوية وتسعى جاهدة لاعتقاله من كوريا ومنه إلى الإمارات وبالتأكيد تسليمه للسلطات المصرية إلا أن المنظمات الحقوقية تدخلت ومنعت ترحيله إلى أبو ظبي أو القاهرة.
يد واحدة ضد المعارضين
يتصادف بتلك الأيام دعوات لإسقاط قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي ونظامه وهي تشبه إلى حد كبير دعوات شهر سبتمبر 2019 والتي دعت لها قوى المعارضة خارج مصر، لكنه في تلك الأثناء ذهب أحد قيادات الجيش في مصر اللواء محمد العصار إلى أبوظبي من أجل الدعم ضد المعارضين.
وهو ما حدث عندما تكررت تلك الدعوات في شهرنا هذا فقد قامت الإمارات باعتقال أحد الداعين إلى تلك التظاهرات السلمية وهو يدعى شريف عثمان وهو ضابط مصري معارض لنظام السيسي، وقد ذهب إلى الإمارات للقاء والدته وإخوته بعدما منعه النظام المصري من رؤيتهم ليتفاجأ بالسلطات الإماراتية تقبض عليه وتنوي ترحيله لمصر.
على الرغم من الدعوات الحقوقية والمطالبات إلى أن السلطات الإماراتية تتعنت في الإفراج عن شريف عثمان وتنوي ترحيله إلى مصر حيث زبانية السيسي، الذي سلم الأراضي والأصول المصرية لابن زايد مقابل استمراره على كرسي الحكم.
الخلاصة أن محمد بن زايد بات يسخر أجهزة بلاده لدعم السيسي وملاحقة المعارضين في الخارج خوفاً من فقدان حليفه المقرب الذي أهداه الأصول والأراضي والشركات المصرية مقابل حفنة من المال واستمراره في الحكم.
اقرأ أيضاً : دور الإعلام الإماراتي في إخفاء القمع والترويج للتطبيع
اضف تعليقا