كتبه- هادي أحمد
اعتبر الكاتب الإسرائيلي زيفيبرئيل في مقاله بصحيفة “هاآرتس” أنَّ المملكة العربية السعودية الأداة التي يمكن من خلالها تحقيق حلم الدولة اليهودية، لكن المشكلة الوحيدة تَكْمُن فى دفع إسرائيل ثمنًا سياسيًا ثقيلًا من وجهة نظرها هو الدخول فى عملية سلام حقيقة.
وإلى نصِّ المقال
” إسرائيل سعيدة بالسماح للرياض بقيادة التحالف المناهض لإيران، ولكنها ليست سعيدة على نحو كبير لدفع ثمن هذا التعاون السياسي الحقيقي.
ليس لدى إسرائيل حليف أفضل من المملكة العربية السعودية، التي تحارب حزب الله وأطاحت برئيس الوزراء اللبناني الذي عاش فى سلامٍ مع الحزب لمدة عام.
ليس هناك بلد آخر في العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، يتصرف بحزم من هذا القبيل ضد إيران، فالسعودية ذهبت إلى الحرب ليس بهدف حماية اليمنيين، ولكن من أجل منع نفوذ إيران.
وقد حذَّرت السعودية حماس من استئناف علاقتها مع طهران، وتضغط على واشنطن للخروج من الغيبوبة لكي تتصدَّى إلى التهديد الإيراني.
ويبدو أنَّ المملكة ستكون سعيدةً بأن تنضم إسرائيل إلى المحور السُّنِّي، وهذا جيد أيضًا لولي العهد الذي تجرّأ ونفَّذ حملة للتخلص من العديد من الأمراء والوزراء ورجال الأعمال فى معركته ضد الفساد، ولا يخشى الدخول في مواجهات سواء مع العائلة المالكة أو المؤسسة الدينية. ”
محمد بن سلمان
فالمملكة العربية السعودية أصبحت بمثابة حلم الدولة اليهودية، فتصرفاتها تجاه إيران تجعل من ينسف الاستراتيجية الأمنية الإسرائيلية المبنية على الاعتقاد أنَّ كافة الدول العربية تسعي لتدميرها، وفى المقابل تعزّز المملكة العربية من وضع إيران كعدو نهائي.
ويمكن أن يتوقع البعض أنَّ مثل هذا التحالف مع القوى العربية، التي تتفق مع الرؤية الاسرائيلية بشأن عدوها الأكبر إيران، سوف تتطلب إعادة النظر في بعض المصالح السعودية فيما يتعلق بالمسألة الفلسطينية- الاسرائيلي، على سبيل المثال إحياء مبادرة السلام السعودية، التي تدعو إلى تطبيع العلاقات مقابل الانسحاب من الأراضي.
ولن يحدث أي ضرر إذا قامت إسرائيل ببادرة تجاه المملكة، وعرضت استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، وفقًا للمبادرة السعودية بل ودعوة الرياض للتوسط.
ولن يكون مبالغًا فيه إذا ما حاولت إسرائيل تشكيل تحالف عربي يتكون من مصر والأردن والإمارات والمملكة العربية السعودية لهذا الغرض.
وبغضّ النظر عن أي شيء، لم يسبق أن فشل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو أبدًا في صنع علاقات جيدة، نجح فى تطويرها مع الدول العربية حتى تلك التي لا تجمعها بإسرائيل معاهدة سلام .
فالتحالف مع مصر يحمل بشكل جيد على طول الحدود الجنوبية، وهناك تعاون هادئ وممتاز مع الأردن، في حين أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة بمثابة الشريك الصامت لإسرائيل، من هنا، لا يمكن أن يتوفر مزيج أفضل من ذلك من القوى العربية لإسرائيل.
نتنياهو و السيسي
المشكلة هي أنّه حتى تحالف المصالح مع المملكة هناك عيب قاتل، وهو أنه يتطلب أن تدفع إسرائيل ثمنًا سياسيًا ثقيلًا جدًا، حيث تعتقد إسرائيل أنها يمكنها التحالف مع الدول العربية ضد عدو مشترك، ولكن ليس على حساب دخولها فى عملية سلام حقيقة.
إنَّ الفوائد الأمنية والاقتصادية الهائلة التي يمكن أن تستمد من عملية دبلوماسية تشارك فيها الدول العربية المناهضة لإيران، تبدو بلا جدوى فى نظر إسرائيل، فهي تفضل دفع التكاليف الاقتصادية والأمنية لرعاية نصف مليون مستوطن، ناهيك عن انهيار الديمقراطية الإسرائيلية، فالتحالف مع السعودية أو دولة عربية أخرى ممكن فقط إذا كان مجانًا وبدون ثمن سياسي.
وهكذا، فبينما إسرائيل تبتهج عندما أطلق صاروخ باليستي من اليمن تجاه السعودية، واحتفلت باستقالة الحريري لأنَّ ذلك كله يعزِّز من تكثيف المواجهة مع إيران، فإنها تعتبر الأمر شائكًا عندما يذكر أحد مبادرة السلام السعودية.
وتفترض إسرائيل أنَّ العدو المشترك سيجعل المملكة وغيرها من الدول العربية تنسي ما تعتبره رجسًا وهو عملية السلام.
حسن روحاني
وفي السنوات السبع التي مرَّت منذ الربيع العربي، والسنوات الثلاث منذ سيطرة تنظيم داعش على الأراضي في سوريا والعراق، والتحالفات فى الشرق الأوسط تغيرت.
إنَّ الدول التي تعرف كيفية استغلال الفرص مثل روسيا وإيران وتركيا، سوف تحصل على رأس المال الدبلوماسي، وتتمثل هذه الفرص الآن أمام إسرائيل لكن إسرائيل تعلمت الدرس الفلسطيني جيدًا، (لا يفوتون فرصة لتفويت فرصة).
اضف تعليقا