في وقت سابق من الأسبوع الماضي سافر دوق يورك الأمير أندرو -62 عامًا- إلى البحرين في زيارة سرية قوبلت بعدد كبير من الانتقادات الحقوقية التي رأت أن هذه الخطوة ترسيخ لممارسات البحرين القمعية نظرًا لما يتمتع به الأمير من سمعة سيئة.

حسب المصادر المطلعة فإن أندرو زار البحرين رغبًة منه في أن يكون وسيطًا غير رسميًا بين الغرب ودول الخليج الغنية بالنفط في أزمة الطاقة، إذ سافر الدوق على متن طائرة تابعة للملياردير السويسري توماس فلور ومكث في فندق خمس نجوم في المنامة في رحلة مدفوعة التكاليف بالكامل من قبل أصدقائه القدامى في العائلة المالكة في المملكة.

أفيد مؤخرًا أن الدوق كان يتطلع إلى العودة إلى الحياة العامة من خلال تمثيل بريطانيا تجاريًا ولعب دورًا هامًا لإنعاش العلاقات بينها وبين الخليج، لكن سبب الرحلة لم يتم تسجيله في نشرة المحكمة لأنه لم يعد عضوًا عاملًا في العائلة الملكية.

تزعم المصادر أنه “يحاول انتهاز الفرصة” ويعود إلى منصبه كممثل حكومي خاص للتجارة والاستثمار الدوليين – ويعتقد أنه يمكن أن يحاول إقناع المملكة العربية السعودية بزيادة إنتاج النفط.

وقال آخرون إنه كان في البحرين في إجازة كضيف شرف “بتمويل خاص”، توجد أيضًا مزاعم بأنه يرى الشرق الأوسط كملاذ آمن يمكن أن يستقر فيه بعد أن أصبحت سمعته في المملكة المتحدة في حالة يرثى لها.

الجدير بالذكر أن هذه هي أول رحلة للأمير أندرو خارج بريطانيا منذ صيف عام 2019 عندما نُقل جرًا إلى جنوب إسبانيا في رحلة جولف بعد أسابيع قليلة من وفاة الممول “الذي يمارس الجنس مع الأطفال جيفري إبستين” في السجن، والذي ترك أندرو منصبه التجاري بسبب صلاته بإبستين -66 عامًا- الذي التقى من خلاله بضحية الاتجار بالجنس فيرجينيا جوفري.

كان أندرو، وهو أب لطفلين، متهمًا بالاعتداء عليها جنسيًا، لكنهم توصلوا إلى تسوية خارج المحكمة بقيمة 10 ملايين جنيه إسترليني في فبراير/شباط.

ونقلت مصادر خاصة أن الدوق – الملقب بـ “Air Miles Andy” لرحلاته المتكررة إلى الخارج قبل منعه من العمل – يقيم في فندق Four Seasons في المنامة حيث تبلغ تكلفة الجناح الملكي 8600 جنيه إسترليني في الليلة، وتُقدم إليه القهوة في فنجاين ذهبية بالكامل.

كان زائرًا منتظمًا للبحرين على مدار السنوات الماضية قبل توقفه عن ممارسة حياته المهنية، ومن المعروف أنه معجب بملعبها النموذجي للبطولات، نادي الجولف الملكي.

وبصفته أحد أفراد العائلة المالكة، كانت له صلات وثيقة بالعائلة المالكة وكان مع الملك حمد بن عيسى آل خليفة في معرض رويال ويندسور للخيول في 2014 و2018 و2019.

وزار نجل الملك الأكبر ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة في مقر إقامته بلندن عام 2011 بعد مقتل أكثر من 40 متظاهرا مؤيدا للديمقراطية في هجوم أمني في البحرين، كما سافر الدوق إلى البحرين في يناير/كانون الثاني 2014 واستقبله الشيخ عبد الله، الابن الثاني للملك حمد.

كان لأندرو أيضًا علاقة وثيقة مع الشيخ عبد الله، الذي دفع لمايكل جاكسون ملايين الدولارات للعيش في البحرين لمدة 11 شهرًا بعد تبرئته من تهم التحرش بالأطفال.

وفي أبريل 2018/نيسان، افتتح أندرو قاعدة بحرية بريطانية ومركزًا لتدريب الشرطة قدمته جامعة هيدرسفيلد، والتي كان مستشارًا لها، والتقى بالملك حمد مرة أخرى ووزير داخلية البحرين بعد حضوره مأدبة عشاء في منتدى الأعمال البحريني البريطاني في فندق راديسون دبلومات في المنامة، حيث التقى الملك حمد وولي العهد الأمير سلمان.

عاد أندرو في مارس/آذار 2019 لزيارة القاعدة البحرية مع الملك حمد، وفي مايو/أيار، اصطحب زوجته السابقة سارة فيرجسون إلى سباق جائزة البحرين الكبرى وأقام في فندق ريتز كارلتون كضيف على العائلة المالكة البحرينية.

كان من المقرر أن يعود في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، لكن الرحلة أُلغيت لأنها جاءت بعد أيام من مقابلة Newsnight التي تحدث فيها عن صداقته مع إبستين.

قال أحد المطلعين عن رحلته الأخيرة: “لم يعد للأمير أندرو دائرة واسعة من الأصدقاء، لكن العائلات الملكية لديها عادة البقاء معًا… لقد كان مقربًا من العائلة المالكة البحرينية لسنوات عديدة وكان دائمًا يستمتع برحلاته إلى البحرين.

من جانبها، انتقدت جماعة حقوقية بحرينية الأمير أندرو لصلاته العميقة مع النظام البحريني، إذ وصف سيد أحمد الوداعي، من معهد البحرين للحقوق والديمقراطية، علاقته بالعائلة الحاكمة “الفاسدة” في البحرين بأنها “سامة ومخزية”.

وأضاف “على مدى عدة سنوات، زار البلاد والتقى بقوة الشرطة البحرينية، على الرغم من سجلها في العنف وتكتيكات الاستجواب المتطرفة واستخدام التعذيب”.

وتابع “عندما ظهرت علاقة أندرو بإيبستين، كانت البحرين هي المكان الأول الذي فكر في الهروب إليه من أجل الاختباء من الإحراج العام والفضيحة، وهذا يعكس مدى عمق علاقته المخزية بالديكتاتورية الفاسدة في البحرين”

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا