قبل ثلاثة أعوام أقيمت بطولة الأمم الإفريقية في مصر 2019، وعلى الرغم من كثرة الأحداث المتوالية في تلك البطولة إلا أن هناك مشهداً تم توثيقه لن تنساه الأمة العربية بأكملها.
حضر قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي في مباراة مصر وجنوب إفريقيا والتي كانت المحطة الأخيرة للمنتخب المصري بالبطولة بعد الخسارة، لكن أحد المشجعين حاول استغلال هذا الحدث وقام برفع علم فلسطين مناصرة للقضية الأولى التي تخص جميع أبناء الوطن العربي.
تفاجئ الحضور بانقضاض عناصر الشرطة على ذلك الشاب وقاموا بالقبض عليه بتهمة “حيازة علم فلسطين” وهو ما جعل الجميع في دهشة، لكن ذلك يحدث في نظام يحكمه من تعهد بأمن وسلامة المواطن الإسرائيلي.
مرت الأيام وقامت دولة الإمارات والبحرين بإبرام اتفاقية التطبيع مع دولة الاحتلال في خيانة منكرة للشعب الفلسطيني، لحقها فيما بعد السودان والمغرب.. تلك الأنظمة التي قمعت الشعوب وحاولت التفرقة بينها من أجل الكيان المحتل الذي يحمي كراسيهم ومناصبهم.
ولم يعلم هؤلاء أن الشعوب ستجد حدثاً أكبر من ذلك للتعبير عن رأيها في تلك الخيانة ألا وهو مونديال كأس العالم قطر 2022.. فكانت هناك كلمة الشعوب
تبرئة القاتل وشيطنة المقتول
سخّرت الأنظمة التي سارعت بالتطبيع مع العدو الإسرائيلي إعلامها لشيطنة القضية الفلسطينية وتبرئة القتلة من الكيان المحتل بداعي أنهم أصبحوا فجأة دعاة سلام في المنطقة ولابد من التعايش معهم.
لكن تلك الحيلة لم ينصع لها الشعوب، فمع بدء بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر حاول مراسلون تابعون لدولة الاحتلال من تسجيل بعض اللقاءات مع الجمهور المتواجد ولا سيما العربي بالأخص لكن بمجرد معرفة انتماء المراسل يتم رفض وجوده بشكل قطعي.
حاول احد المراسلين القيام بحيلة وكذب على المشجعين مدعي أنه من دولة الإكوادور ليتم كشفه فيما بعد وطرده، والحقيقة أن المراسل نفسه بتلك الحيلة أساء إلى كيانه المزعوم الذي بكل إمكانياته يتخفى من الوجود بهويته الحقيقية أمام الجمهور.
ضمير الشعوب يقظٌ
عند المقارنة مع مثال الشاب المصري السابق ذكره الذي اعتقل بسبب رفعه علم فلسطين بالقاهرة فقد حدث أمر مشابه في الدوحة بمباراة تونس وفرنسا حيث قام شاب تونسي باقتحام الملعب رافعاً علم فلسطين، لكنه لم يلق المصير ذاته وبقي في الدوحة وعاد لبلاده في أمان.
علاوة عن مشجعي المنتخبات العربية من السعودية إلى تونس والمغرب وكذلك الجمهور القطري فإن الشعوب أظهرت مدى بقاء القضية في ضمائرها حتى لو تم تغييبها في الإعلام وتمت شيطنتها تبقى الشعوب يقظة.
إضافة لذلك وجب أن نذكر عامل وجود البطولة في دولة قطر والتي تمنح المتواجدين على أراضيها فرصة للتعبير عن آرائهم لما يجدون من حرية لا يمكن توفرها في مصر التي تعتقل من يساند القضية أو المغرب التي تسن القوانين لقبول التطبيع كأمر واقع أو السعودية التي تفرض قبضة أمنية واسعة على شعبها.
الخلاصة أن الشعب العربي الذي لم يمت ضميره مختلف تماماً عن الحكام الذين يدعمون القتلة ويقومون بخيانة الشعب الفلسطيني بتطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك فإن الشعوب العربية وجدت في قطر بيئة الحرية المناسبة للتعبير عن رأيها برفضها وجود ذلك الكيان المزعوم.
اقرأ أيضاً : الكيل بمكيالين تجاه قطر.. افتتاح مونديال كأس العالم لكرة القدم بالقرآن الكريم والمظاهر العربية
اضف تعليقا