العدسة – ربى الطاهر
الشخير هو الصوت الناتج بسبب حركة الهواء المتعسِّرة خلال التنفس أثناء النوم. وهو اهتزاز في الأجزاء التنفسية وفي بعض الحالات، قد يكون الصوت ناعمًا، ولكن في حالات أخر، يمكن أن يكون عاليًا ومزعجًا.
والشخير أثناء النوم قد يكون علامة، أو إنذارًا لانقطاع النفس (OSA)، ويقول الباحثون إنه عامل من عوامل الحرمان من النوم.
كما كشفت العديد من الدراسات عن ارتباط الشخير خاصة المرتفع بالإصابة بالنوبات القلبية، إضافة إلى أنه يسبّب التهيج، ونقص التركيز، إلى جانب تطور تصلب الشريان السباتي، بعد أن أثبتت دراسة حديثة “أنَّ اهتزازات الشخير تنقل إلى الشريان السباتي وتتسبب في الإضرار به.
وقد قدرت إحدى الدراسات الأمريكية أنه من بين كل 15 مواطنًا أمريكيًا شخص واحد على الأقل يتأثر بدرجة من درجات توقف التنفس أثناء النوم، كما كشفت تجربة أخرى أنَّ الشخير قد يؤثّر على باقي نواحي الحياة- وليست الصحية فقط – بالنسبة للمشخرين حتي إنَّ الأشخاص الذين تمّت عليهم التجربة لوحظ تحسن واضح في علاقاتهم الزوجية بعد أن تمّت معالجة الشخير جراحيًا.
ولعلَّ ما يتسبب في إحداث هذا الصوت أثناء النوم ليس سببًا واحدًا، فإنّ الأجزاء المرتبطة بالشخير هي اللهاة والحنك الرخو، كما أنَّ انغلاق المجرى الهوائي يحدث عادة بسبب أحد العوامل الآتية:
- ضعف الحلق، مسببًا انغلاقه أثناء النوم.
- انحراف الفك، الناتج عادة عن إجهاد في العضلات.
- تجمع الدهون داخل وحول الحلق.
- انسداد في الممرات الأنفية.
- انقطاع النَفَس الانسدادي النومي.
- ملامسة الأنسجة في أعلى الممرات الهوائية لبعضها البعض مسببة اهتزازات.
- المرخيات كالكحول أو الأدوية المرخية لعضلات الحلق.
- النوم على الظهر مما قد يؤدّي إلى رجوع اللسان إلى مؤخرة الفم.
وقد توصف بعض الأساليب الغذائية بإضافة بعض العناصر إلى طعامك أو الامتناع عن أنواع من الأطعمة للحدّ من هذه المشكلة، ولعل أهم تلك العناصر الغذائية هو العسل لما هو معروف عنه بأنه مضاد حيوي طبيعي معروف بقدرته على تسهيل شفاء الجروح الخارجية، لذلك فإنّه قد يكون الحل على المدى البعيد فقد يوقف الشخير أو على أقل تقدير يحدّ منه ويخففه.
لذلك ينصح بتناول معلقة قبل الذهاب إلى الفراش كل ليلة لتحقيق أقصى استفادة من خصائصه المضادة للالتهاب.
أما الكركم فإنه أيضا يساعد في تقليل علامات الالتهابات التي يمكن أن تمنع مرور الهواء، وأفضل الطرق لتحقيق الهدف المرجو منه هو إضافته إلى ماء مغلى لتناوله مثل أي مشروب ساخن.
بينما الشاي فيوصف بأنّه علاج ممتاز لمكافحة الشخير، فكوب واحد من الشاي قبل أن تذهب إلى النوم يحقق لك أعلى استفادة منه خاصة إذا أضيف إليه القليل من العسل، ويفضل أن يكون من أوراق الشاي الطازجة بدلًا من تلك العبوات المعبأة في المتاجر، ولكن إذا لم يتواجد فلا بأس من استخدام المتاح.
كما ينصح كذلك بتناول الزنجبيل مثله مثل الشاي والكركم فإضافته إلى الماء المغلي في كوب محلَّى بالعسل أيضًا قبل ذهابك إلى النوم يحقق الغرض المرجو منه على أن يكون طعم الزنجبيل فيه قويًا جدًا.
أما إذا كنت من محبي تناول اللبن قبل دخولك إلى النوم فيمكنك استبدال اللبن الحليب بلبن الصويا، وليس ذلك لفاعلية لبن الصويا في علاج الشخير، ولكن لأنَّ اللبن الحليب من أسباب تصاعد صوت الشخير، ومن ثمَّ فانَّ استبداله بلبن الصويا سيحد من استمرارية الشخير، أما إذا لم تكن تتناول اللبن الحليب شكل يومي فلا داعي لاستبداله بلبن الصويا.
ولا يخفى على أحد الفوائد العظيمة التي يتمتع بها زيت الزيتون، واحد تلك الفوائد شهرته بأنه من المواد الطبيعية التي تساعد على الاسترخاء والتي تمنع الحلق من الاهتزاز أثناء النوم.
ولا ينصح في استخدامه كعلاج للشخير بالاكتفاء بإضافته إلى طعامك أثناء الطهي، ولكن عليك بتناول رشفتين أو ثلاثة قبل ذهابك إلى النوم يوميًا، ويمكن ذلك أن تضيف إليه أيضا العسل أو الماء إذا كان من الصعب عليك استساغة طعمه منفردًا.
وتشترك الأسماك أيضًا في المساعدة على التخلص من الشخير، ولكن ذلك بطريقة غير مباشرة كذلك مثلها مثل لبن الصويا فاستبدال اللحوم الحمراء التى تؤدي إلى الإصابة بالشخير بالأسماك قد يقلّل من تعرضك لأزمة الشخير.
أما إذا لم يكن لنظامك الغذائي علاقة بمشكلة الشخير فعليك أن تبحث عن السبب وراء ذلك من الناحية الطبية ومحاولة علاجها، فهناك حلول أخرى تساهم في علاج الشخير، ومنها اقتراحات تخفيف الوزن (لمنع الدهون من الضغط على الحلق) وإيقاف التدخين (التدخين يضعف ويسد الحلق)، والنوم على الجانب (لمنع اللسان من أن يسبب انسدادًا في الحلق).
إلى جانب بعض الأدوية أو وصفات أخرى كبخاخات الأنف، شرائط الأنف، ملاقط الأنف، بخاخات التشحيم، أجهزة فموية، أو النصح باستخدام الأغطية والوسادات المضادة للشخير، كما يتدخل أحيانًا العلاج بالليزر للمساعدة على رفع الحنك الرخو واللهاة.
وقيل أيضا عن النوم والشخير أن:
- تقاسم السرير مع من يشخر أثناء النوم قد يسبب ارتفاعًا في ضغط الدم.
- تبقى أجزاء من دماغنا نشيطة تنذرنا بالأخطار أثناء النوم.
- كمية الطاقة التي نوفرها ونحن نيام تُعتبر صغيرة جدًا.
- النوم متعلق بجوهره بالدماغ أكثر من صلته بالجسد.
- تُغلق أجزاء من الدماغ بشكل كامل تقريبًا أثناء النوم.
- يعطينا النوم فرصة لتنظيم ذكرياتنا وتعزيز تجاربنا التي نمر بها خلال النهار.
- يتعرض العاملون بنظام المناوبات الليلية أكثر من غيرهم لخطر الإصابة بمشاكل وأمراض القلب والأمعاء والمعدة.
اضف تعليقا