في شهر مايو الماضي توفي الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة بعد صراع طويل مع المرض جعله يتنحى جانباً بمنصب شرفي تاركاً الحكم الفعلي لأخيه الأصغر محمد بن زايد آل نهيان.
وبعد تلك الواقعة بأقل من أسبوع تولى الشيخ محمد بن زايد مقاليد الحكم رسمياً تاركاً منصبه القديم شاغراً وقد وضع جميع إخوته الذين يتولون مناصب مختلفة بالدولة الخليجية أعينهم عليه لأن منصب ولي العهد يعتبر هو سلم الارتقاء لمنصب رئيس الدولة بعد وفاة الرئيس.
لكن المنصب الذي بات يشغل أكبر صراع في الإمارات ظل شاغراً حتى الآن ما ينم عن اختلاف حقيقي بين أبناء فاطمة وعلى رأسهم محمد بن زايد الذي يطمع الآن في تولية ابنه الأكبر خالد ولاية العهد وسط رفض قاطع من إخوته.
عمل أبناء زايد على إخفاء ذلك الخلاف، لكنه رويداً رويداً بات يطفو على السطح وحتى إن لم يتم تداوله إعلامياً، فتحركات كل منهم وخاصة نجل الرئيس خالد بن زايد وعمه طحنون بن زايد تدل على بدء حرب تكسير العظام بينهما وأننا في المستقبل القريب أمام حالة من الصراع على العرش بين أبناء زايد.
تحركات خفية
يعد طحنون بن زايد الذي يشغل مستشار الأمن الوطني بالإمارات هو رجل الحقائب السرية بالدولة، فهو مهندس الحرب التي شاركت فيها الدولة الخليجية باليمن، وكذلك مدير ملفات مهمة بالمنطقة كملف التطبيع مع دولة الاحتلال ودعم خليفة حفتر في ليبيا والانقلابي السيسي في مصر.
يرى طحنون في نفسه الأفضل لتولي المنصب الذي يطمح محمد بن زايد أن يكون لابنه لذلك كان أول تحرك لمستشار الأمن الوطني بعد وفاة الشيخ خليفة هو زيارة المملكة المتحدة والتي حملت معانِ خفية، غير التي تداولتها وسائل الإعلام، منها أن طحنون قد يستعين بالقوى الخارجية أمام أخيه حال تم تعيين خالد بن زايد كولياً للعهد.
من جهة أخرى فقد أعطى محمد بن زايد صلاحيات أكبر لابنه خالد وكلفة ببعض الأعمال الدبلوماسية وهو رجل أمني كي يؤهله للمنصب كان أهمها زيارة اليابان على رأس وفد دبلوماسي للتعزية في رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، علاوة عن توقيع اتفاقيات استراتيجية مع دولة اليابان.
تكسير العظام
على ما يبدو أن رجل الظل الإماراتي طحنون بن زايد لن يستسلم في تلك الحرب بسهولة فقد قام بتنويع أدواته وأولها هو استحواذه على العديد من الصناديق الاقتصادية علاوة عن إحكام قبضته على الشركات الدفاعية بالإمارات.
سلط موقع إنتيليجنس الاستخباراتي الفرنسي الضوء على تحركات طحنون بن زايد الاقتصادية إذ أنه يشرف على دمج عدد من الصناديق الاستثمارية في إطار شركته الدولية القابضة IHC.
علاوة على ذلك فإن طحنون الآن يسعى للسيطرة على طيران أبو ظبي ADA والذي يشرف عليه خلدون المبارك الذراع الأيمن للرئيس الإماراتي محمد بن زايد، فقد تقدم بعرض لدمج 3 كيانات بصناعة الطيران في الإمارات بهدف إنشاء كيان عملاق للقطاع.
إضافة لذلك فقد عمل على دمج شركته الخاصة بإصلاح الطيران المدني MRO مع الشركة العسكرية AMMROC كلها تحت قيادة محفظة استثمارية تقودها شركة GAL التي يتولى طحنون مسؤوليتها، كما سعى لفرض سيطرته على شركة IGG للصناعات الدفاعية وكذلك شركة توازن القابضة المسؤولة عن عمليات الاستحواذ والمشتريات والعقود العسكرية.
الخلاصة أن المعركة بدأت بشكل فعلي بين طحنون بن زايد ومحمد بن زايد الذي يسعى لتولية ابنه الحكم من بعده لكن تحركات مستشار الأمن الوطني بدولة الإمارات ورجلها الأمني الأول تدل عن حرب طاحنة قد بدأت لكنه لم يتم الإعلان عنها بعد.
اقرأ أيضاً : زيارة طحنون بن زايد لبريطانيا.. هل هي تعزيزاً للعلاقات أم تمرد خفي!
اضف تعليقا