قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن البرلماني التشيكي توماش زديتشوفسكي يواجه استجوابات حول رحلاته إلى البحرين ودفاعه المستميت عن النظام الملكي المستبد في البلاد أمام البرلمان الأوروبي فيما يتعلق بملفات حقوق الإنسان والمعتقلين السياسيين.

يرأس زديتشوفسكي مجموعة الصداقة البحرينية في البرلمان الأوروبي، ومجموعات الصداقة هيئات غير رسمية لا تخضع للقواعد الرسمية، ترعاها أحيانًا جماعات الضغط والحكومات الأجنبية.

وحسب الغارديان، فإن زديتشوفسكي زار البحرين بشكل سري في أبريل/نيسان 2022 وعقد اجتماعات مع مسؤولين في غرفة التجارة في البحرين.

يأتي ذلك في وقت يستعد فيه البرلمان الأوروبي للتصويت يوم الخميس على قرار يطالب بالإفراج عن الناشط الحقوقي عبد الهادي الخواجة الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة خلال حملة قمع احتجاجات 2011 في البحرين.

حسب مصادر مطلعة، ليس هناك ما يشير إلى نشاط غير قانوني من قبل البحرين أو زديشوفسكي، الذي يقود المفاوضات بشأن قرار خواجة نيابة عن مجموعته من يمين الوسط حزب الشعب الأوروبي، لكن عدم الإعلان عن الزيارة يثير الشبهات حول الدور الحقيقي الذي يمارسه زديتشوفسكي فيما يتعلق بالبحرين.

خلصت مجموعة عمل تابعة للأمم المتحدة عام 2012 إلى أن الخواجة، وهو مواطن دنماركي بحريني رُشح لجائزة نوبل للسلام عام 2013، تعرض للاعتقال التعسفي من قبل الأمن البحرين، وذكرت مجموعة الأمم المتحدة أن الخواجة تعرض للضرب الوحشي في السجن ما نتج عنه كسور في عظام الجسد والفك.

بعد أكثر من عقد من الزمان، لا يزال خواجة في السجن، وحسب جماعات حقوقية بارزة، فإنه يتعرض لانتهاكات منهجية على يد القضاء والشرطة، لافتين أنه أدين الشهر الماضي بجريمتين منفصلتين هما تحطيم كرسي وإهانة موظف حكومي، وحسب منظمة العفو الدولية، لم يكن هو ولا محاميه حاضرين في هذه المحاكمات.

موقف زديتشوفسكي الداعم للنظام البحريني والرافض بطبيعة الحال لقرار الإفراج عن الخواجة أثار دهشة كبيرة لدى البرلمانيين والمجموعات الحقوقية البارزة، بل إنه يصفه بأنه عضو في جماعة إرهابية ولا يتوقف عن ترديد رواية النظام البحريني حول التهم الموجهة للخواجة، إذ يقول إنه متهم بتمويل الإرهاب والتخطيط لقلب نظام الحكم، وهي الاتهامات التي شككت الأمم المتحدة في صحتها ونزاهتها عام 2012.

في تصريح خاص، قالت كارين ملكيور- النائبة الدنماركية الليبرالية في البرلمان الأوروبي- إن “انحياز قرار حزب الشعب الأوروبي ضد الإفراج عن الخواجة يدق جرس الإنذار “، مضيفة أن الاتهامات بالإرهاب تهدف إلى تشويه صورة الخواجة “إنه يتماشى إلى حد كبير مع ما ستقوله الحكومة البحرينية إذا طلبت منهم ذلك.”

فيما قال مصدر برلماني آخر عن نص موقف زديتشوفسكي وجماعته “ما يقولونه أساسًا هو ما تقوله حكومة البحرين”.

يوم الجمعة الماضي، وزعت سفارة البحرين في بروكسل وثائق على أعضاء البرلمان الأوروبي، بما في ذلك السجلات الطبية المزعومة لخواجة، والتي تنتقد “الصورة غير الدقيقة لحالة حقوق الإنسان” في مشروع القرار.

حول ذلك قال معهد البحرين للحقوق والديمقراطية إن الوثائق التي قدمتها السفارة البحرينية لا تعكس بدقة الحالة الصحية للخواجة، مؤكدين أنه حُرم من العرض على الطبيب أو النقل للمستشفى رٌغم شكاوى جلدية ومشاكل في الظهر والكتف بالإضافة إلى إجراء عملية جراحية لإصابات في الوجه أثناء التعذيب.

من جانبه اتهم سيد أحمد الوداعي، مدير المعهد، النائ زديتشوفسكي بالعمل كناطق بلسان الديكتاتوريات الخليجية.

وسلط الوداعي الضوء على قرار زديتشوفسكي بقبول الضيافة من السلطات البحرينية، مشيرًا إلى زيارة النائب للمنامة في نوفمبر/تشرين الثاني 2021 للقاء الوزراء والمسؤولين، وهي زيارة استغرقت أربعة شملت الإقامة في فندق خمس نجوم وخدمة على أعلى مستوى.

وأضاف الوداعي، وهو معارض بحريني أُجبر على مغادرة البلاد بسبب الملاحقات الأمنية، إن أعضاء البرلمان الأوروبي مثل زديتشوفسكي يجب أن يكونوا واضحين أنهم كانوا في رحلات ممولة من قبل حكومة البحرين عندما يتحدثون عن البلاد في البرلمان الأوروبي.

في سياق متصل، نشرت مريم الخواجة، ابنة عبد الهادي الخواجة، فيديو حماسيًا قبل التصويت تنتقد فيه عضو البرلمان الأوروبي، إذ قالت “توماش، ما قيمة ضميرك؟ أن تكون مستعدًا للتشهير بمدافع عن حقوق الإنسان تعرض للتعذيب الوحشي وسُجن لمدة 11 عامًا… كم كلفك بيع سمعة إنسان؟ كم تقاضيت؟”

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا