العدسة – أحمد عبدالعزيز

كان أهالي حي الروضة ببئر العبد، بمحافظة شمال سيناء، على موعد مع حادث مأساوي جديد، عقب صلاة ظهر الجمعة، حيث فوجئ المصلون أثناء خروجهم من المسجد، بعبوة ناسفة تنفجر داخل أروقة المكان، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والمصابين.

وبطبيعة الحال، مرت الساعات الأولى عقب الحادث في حالة شديدة من التكتم من قبل أجهزة الدولة، لتفتح المجال أمام وسائل الإعلام للاجتهاد وتخمين أعداد الضحايا.

إلا أن وكالات الأنباء العالمية، مثل “بي بي سي”، نقلت عن مصادر أمنية وطبية، أن التفجير أسفر عن سقوط قتلى ومصابين بأعداد كبيرة، كما قام مجهولون بإطلاق النيران على من نجا من التفجير من المصلين.

وبحسب ما أعلنته قناة “أون لايف”، فإن أعداد القتلى وصل إلى 85، وإصابة 80 آخرين.

وأعلنت مديرية الصحة في شمال سيناء حالة الطوارئ إلى الحد الأقصى في جميع المستشفيات الحكومية، وصدرت نداءات للمواطنين بالتوجه للمستشفيات للتبرع بالدم.

فيما نقلت صحيفة “المصري اليوم” عن مصادر وصفتها بالرسمية، قولها إن عدد ضحايا تفجير مسجد الروضة بلغ حتى الثانية والنصف من ظهر الجمعة، 54 شهيدا، و75 مصابا.

فيما تداول صحفيون من شمال سيناء، عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه حتى ذلك التوقيت، كان قد تم نقل 85 مصابا إلى مستشفى بئر العبد ومستشفى العريش العام، مرجحين أن عدد الشهداء قد يصل إلى 70 شهيدا، وقد يتجاوز الـ200 شهيد بحسب ترجيحات أخرى لم يتم التأكد منها.

 

 

 

 

صحيفة “اليوم السابع” المعروفة بقربها من النظام المصري، نقلت عن شهود عيان، قولهم إن إرهابيين أضرموا النار في سيارات الأهالي عقب التفجير ثم قاموا بقطع الطريق المؤدي إلى القرية الواقع بها مسجد الروضة، فيما أوقفت قوات الأمن حركة السير على طريق العريش-القنطرة وتم الدفع بسيارات إسعاف لنقل الضحايا.

فيما لفتت صحيفة “الفجر”، إلى أن قوات الأمن بدأت عمليات تمشيط موسعة بالمنطقة بهدف الوصول إلى الجناة، ووسعت دائرة التفتيش والتمشيط بالمنطقة التي وقعها فيها الحادث، واستمتعت الأجهزة الأمنية لعدد من شهود العيان، والأشخاص الذين كانوا متواجدين في المنطقة أثناء وقوع الحادث، بالتزامن مع حالة استنفار أمني كامل، ومت تدعيم الأكمنة بعدد من رجال الشرطة والمعدات الحديثة.

رئيس هيئة الإسعاف، الدكتور أحمد الأنصاري، كشف من جانبه لوسائل الإعلان، أن الإرهابيين الذين نفذوا التفجير، استهدفوا سيارات الإسعاف أثناء إجلائها للمصابين، حيث تم إطلاق النار على أطقم السيارات.

النائب بالبرلمان المصري والمعروف بقربه من الأجهزة الأمنية في مصر، مصطفى بكري، قال عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، إن الوضع في القرية كارثي عقب التفجير نظرا لكثرة أعداد الضحايا، كاشفا أن الإرهابيين كانوا ملثمين وطوقوا المسجد أثناء الصلاة، فيما قام بعضهم ممن يرتدون أحزمة ناسفة بالدخول وسط المصلين لتنفيذ الجريمة، ومن استطاع الهروب من داخل المسجد، اصطادوه بالأسلحة الآلية من الخارج.

فيما كشفت صحفية من شمال سيناء، على صفحتها بفيسبوك، أن السبب وراء استهداف مسجد الروضة، أنه يشهد تجمعات للفرق الصوفية بين الحين والآخر وتقام فيه احتفالاتهم بالمناسبات الدينية.