العدسة – أحمد عبد العزيز

تعيش الفرق الإنجليزية هذه الأيام، حالة من الانتعاش في دوري أبطال أوروبا للموسم الحالي، ومع اقتراب دور المجموعات من نهايته، باتت الفرق الخمسة الإنجليزية المشاركة في البطولة قاب قوسين أو أدنى من التأهل رسميًّا لدور الـ16، بعدما احتلوا جميعا صدارة مجموعاتهم بعد انقضاء خمس جولات حتى الآن.

وتمكن كل من مانشستر سيتي وتوتنهام وتشيلسي من حجز مقاعدهم في الدور المقبل بالفعل، بعدما تألقوا في الدور الحالي، وحصلوا بالترتيب على 15، 13، 10، من النقاط استطاعوا بها ضمان التأهل.

أما ليفربول فقد اقترب بشدة من التأهل هو الآخر، مع توقعات بصعوده كوصيف لمجموعته، خاصة وأن الفارق بينه وبين التالي له في المجموعة، أشبيلية، نقطة واحدة فقط.

فيما بات مانشستر يونايتد على أعتاب التأهل، بشق الأنفس، بعد تعادله السلبي مع ضيفه بازل، حيث يصعد إلى دور الـ16 بصعوبة، بالرغم من خلو مجموعته من أي من الفرق الكبار، حيث ضمت مجموعته بازل وسيسكا موسكو وبنفيكا.

وأفردت صحيفة “إندبندنت” البريطانية، تقريرا مطولا، كشفت فيه عن المواجهات الصعبة التي قد تصطدم بها الفرق الإنجليزية في دور الـ16، قبل أسبوعين تقريبا على سحب القرعة رسميا، بهدف توقع الفرق التي ستنجح في التأهل إلى ربع النهائي.

قواعد دور الـ16

وتنص قواعد بطولة دوري أبطال أوروبا، على صعود أصحاب المراكز الأولى والثانية في كل من المجموعات الثمانية، وتأهلهم إلى الدور التالي.

ويتم رسم ملامح المواجهات في هذا الدور، عبر وضع الفرق القوية، التي استطاعت تصدر مجموعاتها، مع الفرق الأقل قوة، والتي جاءت في مركز الوصيف، منعا لما يسمى بـ”تكسير العظام المبكر” بين الفرق الكبيرة.

حتى الآن القواعد بسيطة وواضحة.

ولكن الأمور تتعقد عندما نعلم أنه لا يمكن للفرق من نفس المجموعة أن تلعب مع بعضها البعض في دور الـ16، بالإضافة إلى أنه لا يمكن للأندية من البلد ذاتها أن يتواجهوا في دور الـ16 بالبطولة.

ما يعني أننا لن نشاهد مثلا مانشستر يونايتد في مواجهة ليفربول في البطولة الأوروبية، قبل بلوغ الاثنين دور ربع النهائي على الأقل، حيث يسمح في هذا الدور للفرق من الدولة ذاتها بمواجهة بعضهم البعض.

وسيتم سحب قرعة دور الـ16 من بطولة دوري أبطال أوروبا، في 11 ديسمبر المقبل، في مقر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في نيون بسويسرا .

وستقام مباريات الذهاب أيام 13 و14 و20 و21 من فبراير المقبل، فيما تقام مباريات العودة أيام 6 و7 و13 و14 من مارس 2018.

وطبقا لهذه القواعد، يمكن تخمين مواجهات الفرق الإنجليزية الخمسة التي أوشكت على التأهل إلى دور ثمن النهائي بالبطولة.

ففي المستوى الأول، الذي يضم متصدري المجموعات، سيأتي كل من: مانشيستر يونايتد، باريس سان جرمان، تشيلسي، برشلونة، ليفربول، مانشستر سيتي، بشكتاش، توتنهام.

أما في المستوى الثاني، والذي يضم الوصفاء فسيأتي: بازل، بايرن ميونخ، روما، يوفنتوس، أشبيلية، شختار، بورتو، ريال مدريد.

وبالتالي، فإن الفرق الإنجليزية التي جاءت جميعها في المستوى الأول، سوف تكون المواجهة معها مفتوحة أمام الفرق الموجودة في المستوى الثاني، وعلى رأسهم بايرن ميونخ ويوفنتوس وريال مدريد.

 

مانشستر يونايتد

بالرغم من نجاح فريق توتنهام في رفع رأس الكرة الإنجليزية عاليا، بعدما استطاع هزيمة ريال مدريد رفيقه في مجموعته، والذي لن يقابله في دور الـ16 بكل تأكيد.

إلا أن المان يونايتد لا يريد أن يخوض هذه المواجهة، لعلمه بعدم قدرته على تحقيق النتيجة ذاتها مع ريال مدريد.

كما أنه لا يتمنى بكل تأكيد أن يواجه أي فرق كبيرة أمثال بايرن ويوفنتوس وروما، صاحبة التاريخ الكبير في هذه البطولة العريقة.

وفي الوقت الذي يحاول فيه المان يونايتد الهروب من الفرق التي يمكن أن تقصيه بسهولة، أمثال يوفنتوس وروما وبايرن، نجد أن الجولة الأخيرة، قد تغير من ترتيب ليفربول وأشبيلية في مجموعتهما، مما قد يزيد من صعوبة الموقف على المان يونايتد الذي ستزيد بذلك فرص مواجهته لأحد الفرق الكبيرة.

 

تشيلسي

أسفر الفوز الكبير لتشيلسي على كاراباج عن احتلاله لصدارة مجموعته، ما يعني على الأقل تجنبه للمواجهات النارية مع برشلونة وباريس سان جرمان.

إلا أن الفرق في المستوى الثاني ليست سهلة بطبيعة الحال، فبايرن ميونخ وريال دريد، هما الفرقتان اللتان يجب على البلوز تجنبهما.

كما لا يتمنى أنصار الفريق الإنجليزي حامل لقب الدوري، أن يوضعوا في المواجهة مع بطل الدوري الإيطالي يوفنتوس، بعدما أخفقوا في مواجهة روما الإيطالي، حيث تعادل في إحدى مبارياته معه بثلاثة أهداف لكل منهما، بينما خسر في المباراة الأخرى بثلاثة أهداف نظيفة.

 

ليفربول

ربما يشعر ليفربول باليأس من قدرته على تجاوز فرق كبيرة من أمثال البايرن أو اليوفي أو الريال، كما أنه ينظر إلى روما على أنها عقبة صعبة للغاية يصعب تجاوزها بسهولة.

فيما يرى الفريق أن فرصه وحظوظه سوف تكون أكبر إذا ما حالفه الحظ وأوقعه مع أحد الثلاثي: بازل، شاختار، بورتو، وهي فرق يمكن له أن يتغلب عليها دون مشقة كبيرة.

ويحتاج ليفربول أن يفوز في الجولة الأخيرة من دور المجموعات، في مباراته أمام سبارتاك، وإلا سيتم إقصاؤه من صدارة المجموعة بمعرفة أشبيلية، لينتقل رسميا من المستوى الأول إلى المستوى الثاني، وحينها سيكون في مواجهة باريس سان جيرمان أو بشكتاش.

 

مانشستر سيتي

كما هو الحال مع الفرق الإنجليزية الأخرى، فإن المان سيتي يحتاج الابتعاد عن الثلاثي الكبير، بايرن، يوفنتوس، ريال، حتى ولو توهم أن طريقة لعبه الحالية يمكن أن تساعده في التغلب على هذا الثلاثي.

وبالرغم من أن مباراة روما ستكون صعبة على السيتي، إلا أن أشبيلية وبورتو لا ينبغي أن تشكل أي مخاوف للفريق الذي يقوده جوارديولا.

 

توتنهام

بالتأكيد يشعر مشجعو توتنهام بسعادة غامرة، بعدما استطاع فريقهم أن يضع كل الفرق الإنجليزية الأخرى في المواجهة مع ريال مدريد في دور الـ16، بعدما استطاع الفريق الإنجليزي أن يتصدر المجموعة ويبقى في المستوى الأول، وسيصبح هو الفريق الإنجليزي الوحيد الذي ليس له أي فرص لمواجهة الريال في دور الـ16، كونهما صعدا من المجموعة ذاتها.

إلا أن ذلك لا يعني أن المواجهات الصعبة انتهت أمام توتنهام، فلازال أمامه خيارات نارية أمثال البايرن ويوفنتوس، وهما من أكبر وأقوى الفرق التي تنافس على البطولة.

أما الطريق أمام توتنهام، فسيكون أكثر سهولة ويسرًا في التأهل إلى دور ربع النهائي، إذا ما حالفه الحظ وقابل بازل أوبورتو، وهذا لا يعني أيضا أن أشبيلية وروما فرق يمكن الاستهانة بها.