اندلعت أحداث الثورة السورية في عام 2011، حيث ثار الشعب ضد الطاغية بشار الأسد بطريقة سلمية في بدء الأمر، إلى أن قام الديكتاتور السوري بقصف شعبه فقتل منهم الملايين ونكل بالبقية وأصبح جزء كبير من الشعب لاجئين يعيشون في المخيمات أو متفرقين بين الدول.
تلك الأحداث التي تصنف ضمن فعاليات الربيع العربي، الذي شهد انتفاضة الشعوب في وجه الطغاة وهو ما رفضته دولة الإمارات ودفعت بالأموال والسلاح والمرتزقة في بعض الأحيان من أجل إجهاض ذلك الحراك وهو ما تم في أغلب البلاد.
لكن في سوريا فاقت جرائم بشار كل الوصف وأصبح النظام السوري في عزلة دولية، بعدما أصبحت سوريا ساحة صراع وملتقى أجندات دولية ومطمع لدول كثيرة على رأسها الإمارات.
خلال شهر مارس الماضي تفاجأ الجميع بزيارة رأس النظام بشار الأسد إلى دولة الإمارات ليكسر عزلته التي تخطت عقد من الزمان وسط استنكار المعارضة السورية، وعدد كبير من الدول التي باتت لا تعترف به بسبب جرائمه الجائرة في حق الشعب.. لكن إمارات بن زايد احتضنت القاتل وباتت تروج له حتى أن وزير خارجيتها عبد الله بن زايد زار دمشق في الآونة الأخيرة من أجل الترويج للنظام.
مشاريع إعادة الإعمار
تطرق موقع middleeasteye البريطاني في تقرير إلى زيارة وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد الثانية لدمشق، مشيراً إلى الترويج التي تقوم به الدولة الخليجية لصالح نظام بشار الأسد “فاقد الشرعية”.
تحت حجة “مشاريع إعادة الإعمار” يزداد التقارب بين الدولتين طبقاً لما قال الموقع المذكور، والذي يرى أن إعادة الإعمار هي مجرد ثغرة تريد الإمارات أن تدخل منها إلى حلبة الصراع في الدولة الذي دمرها بشار الأسد نفسه.
ولفت الموقع إلى تحذير السيناتور الأمريكي جيم ريش الذي وجهه للإمارات في يوم 6 يناير 2023، بعد قيام عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي بالزيارة مشيرة إلى أنه على الولايات المتحدة اتخاذ إجراءات حيال تحركات الإمارات تلك.
علاوة عن ذلك، فقد أشار السيناتور الأمريكي ريش إلى أن الإمارات تستخدم علاقاتها مع النظام السوري كورقة مساومة على الإدارة الأمريكية، ولذا دعا الرئيس بايدن إلى تشديد العقوبات على الشركات الإماراتية.
حيلة الإمارات
تسعى الإمارات من وراء إعادة العلاقات مع النظام السوري لتحقيق أهدافاً خبيثة بالمنطقة، ولا يتعلق الأمر بإعادة الإعمار كما يحاول الإعلام الإماراتي الترويج له لذا وضع محمد بن زايد أهدافه قبل أن يستقبل المنبوذ بشار الأسد.
يريد بن زايد أولاً أن يضع قدم في سوريا لأنه يطمع في شبكة العلاقات التي كونت في تلك البلاد خاصة بعد اندلاع الحرب، علاوة عن ذلك فإنه يريد أن يضم سوريا إلى قطار التطبيع مع دولة الاحتلال التي تعمل أبوظبي كوكيل لها في المنطقة.
إضافة لذلك فإن الإمارات تضغط على الحكومة الأمريكية لتمرير أهدافها من خلال احتضانها للأسد، الذي أصبح منبوذاً عالمياً مثل تدخلها السافر في الأراضي اليمنية كما أن بن زايد يسعى لإبرام إتفاق إقليمي مع إيران، والتي تعتبر دولة معادية لكنهما اتفاقا على سحق معارضة بشار الأسد في سوريا.
الخلاصة أنه لدى الإمارات حيل خبيثة من أجل أهداف غير مشروعة بالمنطقة ولذلك قامت بدعم القاتل بشار الأسد على حساب الشعب، لكنها لا تعلم أن ذاكرة الشعوب أقوى من أن تنسى الخيانة التي قام بها محمد بن زايد وشركائه تجاهها.
اقرأ أيضاً : مليارات السعودية والإمارات تنهال على باكستان.. ما دلالة ذلك؟!
اضف تعليقا