العدسة – أحمد عبد العزيز
يعيش ريال مدريد هذه الأيام، حالة هي ليست الأفضل له على الإطلاق، في ظل تراجع نتائجه ومستوى لاعبيه، وصوم العديد منهم عن التهديف في الدوري.
وأمام هذا التراجع، بدأت تثار الشائعات حول احتمالية رحيل المدرب الفرنسي زين الدين زيدان، الحاصل على لقب أفضل مدرب في العالم مؤخرا، عن الملكي.
“زيدان” كان حريصا على مكاشفة وسائل الإعلام بحقيقة وضع الفريق، مؤكدا أنه يعاني قصورا في بعض الجوانب على خلاف وضعه الموسم الماضي، الذي حصد فيه كل البطولات التي خاضها تقريبا.
وقال “زيدان” للصحفيين غير مرة، إن الأسباب الرئيسية وراء تراجع الفريق وابتعاده عن صدارة ترتيب الدوري الإسباني بفارق 10 نقاط، ليس الإصابات التي ضربت اللاعبين قبل فترة، وإنما هي “زيدان نفسه”.
فقد رأى نجم منتخب الديوك السابق والمتوج ببطولة كأس العالم، أنه يتحمل المسؤولية كاملة عن النتائج الحالية لـ”الميرينجي”، وأنه لابد أن يعود للانتصار قريبا، حتى يتمكن من مواصلة مشواره نحو الصدارة، أو على أقل تقدير، تحقيق نتيجة ترضي جماهير النادي الذي لا يقبل إلا البطولات ومنصات التتويج.
وبعدما تمكن الفريق مؤخرا من سحق فريق أبويل القبرصي بسداسية في دوري أبطال أوروبا، أكد “زيدان” أن الريال يسير على الطريق الصحيح، ويقوم بما هو مطلوب منه بالشكل المثالي، متمنيا أن يكون هذا الفوز العريض بداية لانتعاشة كبيرة في الدوري تحسن من ترتيب النادي.
وتعتبر تقارير صحفية رياضية، أن سجل “زيدان” في ريال مدريد يشفع له خلال الوضع الحالي، ويضفي على تصريحاته الكثير من المصداقية، فعندما يقول الرجل أن الفريق يسير على الطريق الصحيح، يجب على الجميع الاطمئنان، فليس من عادة مثل هذا المدرب صغير السن كبير المهارة، أن يطلق الوعود الزائفة، وهي صفة لازمته منذ أن كان لاعبًا في صفوف النادي.
فقد استطاع بفضل موهبته وقربه من اللاعبين، أن يحصد سبعة ألقاب في وقت قصير، كما أنه كان يقوم من عثراته سريعا، فعندما خسر ضد فولفسبورج 2-0 في الذهاب ببطولة أبطال الدوري 2016، فاجأ الجميع واستطاع أن يرد بثلاثة أهداف نظيفة في مباراة الإياب ليرسل رسالة إلى الجميع بأنه مدرب حقيقي.
الرحيل المحتمل
إلا أن إصرار “زيدان” على تحمل المسؤولية دائما بكل شجاعة، ورفضه تحميل الآخرين نتائج تعثر فريقه، يجعله في مرمى سهام الصحافة والمشجعين، الذين لا يرغبون سوى في حصد البطولات ومشاهدة لاعبيهم وهم يسجلون الأهداف في شباك الخصوم.
وأمام هذه الشجاعة المفرطة، بات “زيدان” مهددًا بالرحيل عن الريال، إذا ما لم ينجح في إرضاء الجمهور قريبا، والاقتراب من صدارة الدوري في أسرع وقت ممكن.
لذا انتشرت في الصحافة الإسبانية مؤخرا، تكهنات عمن سيخلف “زيدان” إذا ما انتهت الأمور إلى ضرورة رحيله عن الملكي.
وجاء على رأس هذه الترشيحات، اثنان من المدربين، أولهما هو مدرب نادي توتنهام الإنجليزي ماوريسيوبوتشيتينو، والثاني مدرب منتخب ألمانيا يواكيم لوف.
ماوريسيو بوتشيتينو
ويعتبر الأرجنتيني “ماوريسيو” البالغ من العمر 45 عاما، هو البديل الأقرب لخلافة “زيدان” من وجهة نظر الصحافة الإسبانية، بالنظر إلى النتائج الجيدة التي حققها مع فريق توتنهام حتى الآن، والظهور الرائع للاعبين الذين استطاعوا تحت قيادته هزيمة الريال في بطولة أبطال الدوري هذا الموسم، بينما تعادلا في المباراة الأخرى.
وترى تقارير صحفية، أن “ماوريسيو” سيكون المدرب الأكثر طلبا خلال الصيف المقبل، بفضل النتائج المميزة التي يقدمها سواء داخل الدوري أو البطولات القارية، ما يعني أن ليس ريال مدريد وحده الذي يسعى وراء هذا المدرب المميز، بل إن هناك العديد من الأندية بدأت بالفعل الركض خلفه للحصول على توقيعه.
وقالت صحيفة “ديلي إكسبريس”، إن إدارة مانشستر يونايتد تضع “ماوريسيو” على رأس قائمة الأسماء المرشحة لقيادة الفريق، في حال رحيل جوزيه مورينيو لتدريب باريس سان جيرمان الصيف المقبل.
الصحيفة ذاتها قالت إن باريس سان جيرمان هو الآخر يأمل في التعاقد مع “مورينيو”، ولكن إذا أخفق في ذلك فإن نادي العاصمة الفرنسية سيتوجه للتعاقد مع “ماوريسيو” فورا، وذلك بالرغم من أن “ماوريسيو” يرتبط بعقد مع توتنهام يمتد حتى صيف عام 2021، حيث بدأ الإشراف على الفريق اللندني منذ مايو 2014.
يواكيم لوف
أما ثاني الخيارات أمام الريال فهو الألماني يواكيم لوف، مدرب منتخب ألمانيا، والذي استطاع حصد بطولة كأس العالم في 2014 مع الماكينات الألمانية.
إلا أن هناك صعوبة كبيرة في التعاقد مع “يواكيم” نتيجة الانتصارات العريضة التي يحققها المدرب مع منتخب بلاده، الذي يتولى تدريبه منذ ما يزيد عن 11 عاما متواصلة، استطاع خلالها أن يحصد لقب كأس العالم ولقب كأس القارات في 2017.
وحتى لو فرضنا أن الريال سينتظر حتى نهاية مباريات كأس العالم التي ستقام في روسيا منتصف العام المقبل قبل التعاقد مع “يواكيم“، فإنه ليس من السهل أن يتخلى المنتخب الألماني عن الأب الروحي له في المرحلة الحالية، خاصة إذا استطاع “يواكيم” أن يحصد اللقب للمرة الثانية على التوالي، كون الماكينات الألمانية من أقوى المرشحين للبطولة القادمة.
بالإضافة إلى أن التعاقد معه سيكون مغامرة كبيرة بالنسبة للريال، فالرجل ليس له خبرة كبيرة في تدريب الأندية، حيث إنه لم يخض تجربة تدريب الأندية سوى مرتين، الأولى مع نادي شتوتجارت الألماني، والثانية مع نادي فاكر انسبروك النمساوي، وبالرغم من أنه حقق نتائج طيبة مع الناديين، إلا أن صراعات الأندية تختلف بشكل كبير عن صراعات المنتخبات والبطولات العالمية والقارية.
اضف تعليقا