منذ وفاة الشيخ خليفة بن زايد الرئيس الإماراتي في مايو الماضي بعد رحلة مرض طويلة أقعدته عن الحكم، وقد اندلع صراع كبير بين أخوة الرئيس أبناء الشيخ زايد مؤسس الدولة.

اعتلى محمد بن زايد سدة الحكم بعد وفاة أخيه، لكنه على ما يبدو لم يكتف بذلك بل أراد توريث الحكم لأبنائه من بعده على عكس إرادة الشيخ زايد الذي أرادها بالترتيب بين أبنائه من الأكبر إلى الأصغر.

وصل محمد بن زايد إلى كرسي العرش وهي ليست بالنقلة الكبيرة له لأنه كان الحاكم الفعلي في الإمارات لمدة تخطت العقد من الزمان، أقام خلالها المؤامرات وأشعل حروب ودعم مرتزقة ونكل بالمعارضين.

لكنه لم يعلن عن خليفته في منصب ولي العهد حتى الآن، وهذا ما أظهر نية الرئيس المبيتة منذ سنوات لإزاحة إخوته “عبد الله ومنصور وهزاع وطحنون”، وأراد تمكين إبنه خالد الذي صعد بقوة على الرغم من حداثة سنه الأربعيني.

استطاع محمد بن زايد إزاحة إخوته عبد الله وهزاع ومنصور بطريقة بسيطة، لكن بقي طحنون بن زايد مستشار الأمن الوطني وصاحب إمبراطورية اقتصادية قوية وحامل الملفات السرية للإمارات صعب الكسر.. واتخذ كل منهم خطوات تشبة حلبة الملاكمة كل منهم يلكم الآخر على طريقته.

ملفات سرية 

استخدم محمد بن زايد طرق خبيثة تشبه ما يقوم به قادة العصابات، فقام بتلفيق قضايا غسيل الأموال لكن من هزاع ومنصور مالك نادي مانشستر سيتي وصاحب إمبراطورية اقتصادية كبيرة وهو ما كشفت عنه تقارير سرية.

التقارير ذاتها أكدت أن محمد بن زايد كان يشعر بالخطر نسبة ما عند وفاة أخيه وهو ما تسبب في إحداثه تغيرات جذرية في قيادات الجيش والأمن، والدلالة على صحة وجهة النظر تلك هي إقالته لرئيس الأركان حمد الرميثي بعد 18 عامًا من تقلده ذلك المنصب.

لذا استطاع بن زايد أن يزيح الأخوين هزاع ومنصور بالتشويه والتهديد بملفات فساد علاوة عن القبض على المقربين من أخوته منصور كالمهيري والقبيسي اللذان تم إصدار أحكام قضائية ضدهما، لكن تلك الطريقة حتى الآن لم تفلح مع طحنون الذي كان الرميثي من المقربين منه، كذلك فقد حاول تهديده كما فعل مع منصور وهزاع بملفات أمنية لكن منصور كان أكثر حرصًا وقوة منهم.

من جهة أخرى، سعى طحنون للاستحواذ على شركات الأمن والدفاع وإحكام السيطرة عليهما، وهو ما أكده موقع “إنتلجنس أونلاين” الاستخباري الفرنسي علاوة عن سيطرته كيانات الاستخبارات الإلكترونية.

يمتلك طحنون شركة قابضة تسمى IHC وقد حاول من تعزيز قدراتها من خلال استقطاب موظفين سابقين بشركة DarkMatter التي تعمل بالمجال ذاته، لكن ذلك الاستقطاب هو إحدى الضربات التي يريد توجيهها طحنون إلى خالد نجل الرئيس حيث أنه يريد إعادة هيكلة خريطة العمل في المجال السيبراني ليصبح هو المتحكم الأول به.

صعود قوي 

تحدث موقع تاكتيكال ريبورت عن الصعود القوي لخالد نجل محمد بن زايد الذي بلغ الأربعين من عمره، حيث إنه تقلد العديد من المناصب علاوة عن سعي أبيه لكسبه الدعم المطلوب كي يصبح ولي العهد القادم وهذا ما يمهد صعوده لسدة الحكم.

عُين خالد في جهاز أمن الدولة وكان في كنف عمه طحنون في بادئ الأمر، لكن سرعان ما تولى رئاسة مجلس أبوظبي التنفيذي عام 2019، وخلال عام واحد تولى رئاسة مجلس الإدارة التابع للمجلس الأعلى للشؤون المالية والاقتصادية 2022.

ضم خالد بن محمد بن زايد إدارة شركة النفط الوطنية إلى مسؤولياته، وبعدها تولى المكاتب التنفيذية لقطاعي السياحة والبترول في الإمارات ومن قبل كان قد تولى جهاز الأمن الوطني.

الخلاصة أن محمد بن زايد يصدر ابنه ليكون ولي العهد القادم لكن طحنون رجل الاستخبارات القوي لا يقبل بذلك حتى الآن وبات كلٍ منهما يحاول سباق الآخر بخطوة وأصبح الصراع بينهما أشبه بحلبة المصارعة.

اقرأ أيضًا : علاقات الإمارات المتداخلة مع الاحتلال.. دعم المستوطنات