أحدث صفقة استحواذ منصور بن زايد رئيس ديوان الرئاسة بدولة الإمارات ورجل الاقتصاد القوى على نادي مانشستر سيتي الإنجليزي ضجة كبيرة حيث أنها تمت بما يقرب من 210 مليون جنيه استرليني لكن تقارير إعلامية اكدت أن الشيخ الإماراتي أنفق أكثر من 1.5 مليار دولار في ذلك النادي.

وللوهلة الأولى، يشعر البعض أن أموال دولة الإمارات السخية قد نجحت في تغيير وجهة الفريق الذي استطاع تحقيق الألقاب الرياضية بعد ذلك وضم عدد هائل من أفضل لاعبي كرة القدم في العالم.

لكن الجانب المظلم بدأ يظهر مؤخرًا خاصة بعد صدور بعض التقارير التي أشارت إلى الاستثمار الرياضي الذي يعتبر وسيلة دولة الإمارات لإخفاء الانتهاكات الصارخة لملف حقوق الإنسان.

وعند ذكر السلطة في الإمارات فيجب أن تذكر الأعمال الخفية والمشبوهة التي انتهجها محمد بن زايد رئيس الدولة وإخوته فقد تخطت الأمور حد خطوة غسيل السمعة وارتقت إلى غسيل الأموال والتلاعب في قواعد الرياضة وهو ما أثر وقد يؤثر في المستقبل على نادي مانشستر سيتي على وجه الخصوص.

شبهات وانتهاكات

كشفت تقارير صحفية عن شبهات عديدة تدور حول النادي الإنجليزي واسع الشعبية خاصة في الأعوام الأربعة الأخيرة والتي تمت خلالها تحقيقات من قبل الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإنجليزي لكرة القدم حول الانتهاكات التي قامت بها إدارة النادي.

أصدر الاتحاد الإنجليزي بيانًا يتهم فيه نادي مانشستر سيتي بالقيام بانتهاكات في الفترة من 2009 إلى 2018 تخطت الـ 100 مرة كلها تخص تلاعبات خول تقارير رسمية.

أكد كير مغواير الخبير في المالية الرياضية أن تلك الانتهاكات تدور حول جانبين فقط، الأول هو تضخم إيرادات النادي حيث أن المالك الشيخ منصور يقوم بضخ أموال بشكل لا يحفظ التنافس العادل بين الأندية ولأنه يعلم أن ذلك مخالف للقانون قام بإرفاق تقارير تدل على أن تلك الأموال هي عبارة عن إيرادات النادي وهذا غير حقيقي.

أما الجانب الأخر فهو محالة الشيخ منصور التقليل من تكاليف النادي حتى لا يظهر حجم المبلغ الحقيقي الذي يضخه باللعبة والذي يتسبب في إحداث تنافس غير عادل بين الأندية.

كشفت صحيفة دير شبيغل عن قضية تضليل النادي الإنجليزي مانشستر سيتي للاتحاد الأوروبي لكرة القدم والتي ظلت قيد التحقيق لأعوام طويلة قبل أن يتم إلغاء العقوبة من المحكمة وهو ما وضع علامات استفهام حول ذلك السلوك ما يوضح أن الإمارات استخدمت لوبياتها من أجل ذلك القرار.

مخاطر حول النادي

أكد كير مغواير الخبير المالي الرياضي أن النادي الإنجليزي أصبح معرض للخطر بفعل مالك النادي الذي تلاعب به مشيرًا إلى أنه قد زج باللعبة الرياضية في معارك السياسية ولذلك تم تدشين هيئة قضائية مستقلة لمحاسبة تلك الانتهاكات.

كما أكد أن النادي أصبح معرض إلى سلسلة من العقوبات لكنه قد يخسر في المقام الأول مدربه ذو الخبرات الواسعة بيب جوارديولا الذي أكد أنه سيترك النادي مباشرة فور إثبات تلك التهم على الإدارة.

أما عن العقوبات التي تنتظر النادي فهي قد تبدأ بخصم نقاط من الدوري التي حصل عليها النادي أو غرامة مالية كبيرة وقد يصل الأمر إلى تجريد النادي من بعض ألقابه وطرده من الدوري الإنجليزي.

الخلاصة أن منصور بن زايد زج بالنادي في اللعبة السياسية وهو لا يريد الاستثمار الرياضي به بل استخدمه لأغراض خبيثة ومشبوهة أضرت بالنادي التاريخي وجعلته على حافة العقوبات.

اقرأ أيضًا : كيف دعمت دولة الإمارات موقف الهند في قضية كشمير على حساب المسلمين؟!