تستمر الأوساط الأوروبية التي تتابع كرة القدم بشغف في الإعلان عن غضبها واستنكارها لفضيحة التلاعب التي تم الكشف عنها والتي تخص نادي مانشستر سيتي الإنجليزي والمملوك لرئيس ديوان الرئاسة بدولة الإمارات الشيخ منصور بن زايد.
والحقيقة أن تلك الفضيحة ليست الأولى التي تخص منصور بن زايد الذي انتهج سلوك العصابات المجرمة وضلع في عمليات غسيل الأموال وخاصة تهريب أموال الأثرياء الروس هربًا من العقوبات الموقعة عليهم جراء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وبالتالي فإن اتهام منصور بالتلاعب في سجلات النادي الإنجليزي لا يأتي من فراغ حيث أنه لديه سوابق عديدة في ذلك المجال، لكن المثير للجدل في تلك القضية أن الإمارات بذلك التدخل باتت تفسد اللعبة الأكثر شعبية في العالم في موطن ناشئتها في إنجلترا.
لذلك فإن صحف عديدة علقت على القضية التي جذبت أنظار الرأي العام في المملكة المتحدة خاصة بعد انتشار رائحة الفساد التي تقيمه الإمارات أينما حلت في كل بقاع الأرض.
فساد غير محدود
سلطت صحيفة دير شبيجل الألمانية الضوء على قضية الفساد التي تخص نادي مانشستر سيتي الإنجليزي المملوك لمنصور بن زايد ولفتت إلى تحقيق الاتحاد الأوروبي مع النادي في عدة انتهاكات تجاوزت 115 انتهاك.
لكن الإمارات باستخدام اللوبيات وجماعات الضغط استطاعت التغطية على تلك الانتهاكات بشكل كبير وهو ما أدى إلى إغلاق التحقيقات في عام 2018، لكن الاتحاد الإنجليزي مؤخرًا قام بفتح تلك القضايا من جديد.
بعد استحواذ بن زايد على تلك الصفقة وجهت للإمارات انتقادات بأنها تدير النادي بشكل حكومي وهو ما تم نفيه فيما بعد على أساس أن الاستثمار في مانشستر سيتي هو شخصي يخص منصور بن زايد نفسه.
واتضح أن وكالة حكومية في أبو ظبي هي ما تدير النادي وهي تسمى جهاز الشؤون التنفيذية في الإمارات، علاوة على ذلك فإن الانتهاكات شملت تأخر شركة الاتصالات الإماراتية في دفع عقود الرعاية والتعاقد مع لاعبين قصر تحت 16 عام والتعاقد مع مدرب بشكل وهمي.
ردود أفعال صحفية
تطرقت الصحف العالمية إلى تلك الانتهاكات حيث قالت صحيفة “ذا صن” أن إدارة النادي الإماراتية قامت بما يقرب بـ 115 انتهاك أهمها أنها هددت قواعد اللعب النظيف إضافة إلى حالة التشويش التي تخص ميزانية النادي.
أما صحيفة مانشستر إيفننيج نيوز قد قالت “التداعيات أكبر” موضحة أن مانشستر سيتي أمام أزمة حقيقية مع الاتحاد الإنجليزي بسبب تلك الانتهاكات وخصوصًا مع تضخم ميزانية النادي التي يتحكم بها منصور بن زايد.
فيما أقامت صحيفة “إيتشو” استفتاءًا حول تلك الواقعة والذي جاء بنسبة كبيرة تخطت 79% أن الإدارة متورطة في تلك الاتهامات فيما اختلف البعض حول نمط العقوبة التي ستطبق على النادي جراء فعل الإدارة الإماراتية.
الخلاصة أن الإمارات استغلت نادي عريق بقيمة مانشستر سيتي الإنجليزي كي تغسل سمعتها وجراء ذلك ضخت الأموال بطريقة مشبوهة في النادي واستخدمته في عمليات غسيل الأموال المشبوهة وهو ما يؤثر على كرة القدم بالسلب في العالم كله وليس في انجلترا فقط.
اقرأ أيضًا : إلى أي مدى أضر الاستثمار الإماراتي بنادي مانشستر سيتي ؟!
اضف تعليقا