نظم الآلاف من أعضاء الاتحاد العام التونسي للشغل وقفات ومسيرات حاشدة في 8 محافظات، احتجاجا على سياسات رئيس البلاد قيس سعيد، الذي اتهموه بخنق الحريات الأساسية بما في ذلك الحقوق النقابية.

وشملت قائمة المحافظات التي شهدت وقفات كل من صفاقس، القيروان، القصرين، المنستير، نابل، بنزرت، مدنين، توزر، رفع خلالها المحتجون شعارات تنادي بتوفير الكرامة للتونسيين وتندد بسياسات الحكومة.

ويشكل تنفيذ الاحتجاجات التي جاءت بدعوة من الاتحاد في 8 مدن دفعة واحدة، تصعيدا من قبل المنظمة النقابية الأكبر فى البلاد ضد الرئيس سعيد.

وتأتي الاحتجاجات في أعقاب انتقادات من الاتحاد للسلطات التونسية بعد اعتقالها عدد من الشخصيات المناهضة للحكومة ومن بينهم سياسيون وصحفي وقاضيان ومسؤول كبير في الاتحاد العام التونسي للشغل.

جاءت الدعوة على خلفية توقيف السلطات للكاتب العام للنقابة الخصوصية للطرقات السيارة، أنيس الكعبي، بتهمة “استغلال وظيفته العمومية للإضرار بالإدارة وتعطيل خدمة عمومية”، بعد ما دعا للإضراب لتحقيق مطالب اجتماعية، ما اعتبره الاتحاد “ضربًا للحق النقابي والعمالي”.

وأواخر يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن سعيد خلال زيارته ثكنة عسكرية بالعاصمة تونس، إن “الحق النقابي مضمون بموجب الدستور لكن لا يمكن أن يتحول لتحقيق مآرب سياسية”.

واعتبر الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل التونسي حفيظ حفيظ، أن المنظمة النقابية “تعيش اليوم محطة جديدة على المستوى الوطني والدولي خاصة في المجال الاقتصادي والاجتماعي، ولهذا قررت الهيئة الإدارية الوطنية الدخول في سلسلة من التحركات الاحتجاجية السلمية الحضارية”.

وقال حفيظ إن هذه التحركات تأتي “بعد محاصرة واعتقال عدد من النقابيين والنقابيات نتيجة ممارستهم لنشاطهم النقابي، وتنظيم إضرابات بما يضمنه الدستور والمواثيق الدولية”

وندد بما سماه “الإجراءات المجحفة التي تضمنها قانون المالية لهذه السنة، خاصة في باب الدعم وتقليص نسبة 26.5 % من الدعم مما تسبب في ارتفاع الأسعار، لا سيما في المواد الأساسية”، معتبرًا أن “الاتحاد لم يبق مكتوف الأيدي ويترك شعبه يعاني الويلات، وقرر إعداد مبادرة “إنقاذ تونس” بالتنسيق مع المنظمات الوطنية الأخرى”.

اقرأ أيضا: قيس سعيد يطالب بإسقاط ديون تونس