العدسة – غراس غزوان

قبل أيام طلب الرئيس السوداني عمر البشير من روسيا إنشاء قاعدة عسكرية على البحر الأحمر لحماية بلاده مما وصفها بالتصرفات العدائية لأمريكا.

وقال البشير، إن بلاده تسعى لتطوير العلاقات مع روسيا وإعادة تحديث القوات المسلحة السودانية؛ لأن بلاده خرجت من مشاكل وحروب كثيرة وتحتاج لترتيب وتحديث، خاصة وأن السودان يستخدم معدات وأسلحة وآليات روسية، وهو ما يستدعي وجود مدربين ومستشارين.

وأشار البشير إلى أهمية البحر الأحمر كممر مائي ومدخل حيوي للسودان، وأنه أيضا يمثل ثغرة في نفس الوقت، وأن أي تهديد أمني على سواحله يشكل خطورة على البلد، ولذلك فإن بلاده بحاجة إلى حماية قوية.

القاعدة العسكرية التي توشك روسيا على الموافقة على إنشائها ليست الأولى في المنطقة العربية، فهناك العشرات من القواعد الأمريكية والروسية تم بناؤها خلال العقود الأخيرة.

حيث تسعى كل من روسيا وأمريكا إلى توسيع نفوذهما في الشرق الأوسط، عبر إنشاء قواعد عسكرية لحماية مصالحها في المنطقة.

كما يوفر الوجود العسكري للدول الكبرى داخل حدود الدول العربية، التعاون السياسي والعسكري والإستراتيجي مع الأنظمة، فضلا عن التأثير الكبير لهذه القوات على الدول المجاورة.

” بوتين و البشير “

 

القواعد الغربية في الإمارات

أقامت الولايات المتحدة 4 قواعد بحرية لها في دولة الإمارات، على موانئ “زايد، وجبل علي، ودبي، والفجيرة” وذلك بموجب الاتفاق العسكري الذي وقعته أبو ظبي مع واشنطن عام 1994، وتستخدم هذه القواعد في أغراض الدعم اللوجستي.

وبعدها بـ 3 سنوات أقامت الولايات المتحدة قاعدة جوية في منطقة “الظفرة”، وتشير التقديرات إلى وجود ما بين 3500 إلى 3800 جندي أمريكي في القاعدة، بالإضافة إلى أكثر من 60 طائرة، تشمل طائرات استطلاع من طراز “جلوبال هوك” و “أواكس”، وطائرات إعادة تزود بالوقود، وسرب من مقاتلات إف 15 إس و يو 22، وهي القاعدة العسكرية الوحيدة خارج الولايات المتحدة التي تضم هذا النوع المتطور من الطائرات الحربية.

وتعود أهمية قاعدة الظفرة الجوية لكونها تقع بالقرب من الجمهورية الإيرانية، ما يسهل توجيه ضربات أمريكية لطهران في حالة تصاعد الخلاف بينهما.

ولا يتوقف التواجد العسكري في الإمارات على الجانب الأمريكي ففي يوليو 2009 افتتحت فرنسا قاعدة عسكرية “بحرية وجوية” في أبو ظبي تضم نحو 500 عسكري فرنسي، وتستخدم في شن ضربات ضد تنظيم الدولة في سوريا، كما تستخدم في التدريب العسكري.

كما تضم الإمارات قاعدة أسترالية منذ عام 2008 في قاعدة “المنهاد” الجوية، ويصل قوام القوات الأسترالية في القاعدة لنحو 600 مقاتل، كجزء من التحالف الدولي للحرب على تنظيم الدولة، وتضم القاعدة أيضا طائرات من طراز سي 130 وسي 17، وطائرات سوبر هورنتيس، وطائرات للتزود بالوقود، وأخرى تستخدم في عمليات الإنقاذ والإنذار المبكر.

 

قاعدة أجنبية في “الإمارات”

 

السعودية الحليف الأكبر لأمريكا

تعد السعودية أهم حليف إستراتيجي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بعد أن تحولت إلى مرتع لقواتها، حيث استضافت المملكة العشرات من القواعد العسكرية شبه الدائمة منذ عام 1990.

ويوجد بالمملكة أكبر عدد من القواعد الجوية والبحرية الأمريكية، ففي عام 2001 وبعد هجمات 11 سبتمبر كان للقيادة المركزية الأمريكية 13 مرفقا خاصا بها، بالإضافة إلى حقها في استخدام 66 مرفقا تابعا للقوات المسلحة السعودية.

يضاف إلى ذلك إخضاع السعودية مطاراتها المدنية البالغ عددها 21 مطارا للاستخدام العسكري الأمريكي وقامت بإضافة عدد من المدارج الجديدة وتعديل البعض الآخر ليصبح صالحا لاستقبال الطائرات العملاقة مثل سي 5، كما أنشأت عددا من المهابط الإضافية في المنطقة الشرقية ومدينة الملك خالد العسكرية، وقسمت المطارات بحيث خصصت لكل منها مهمة محددة أو حولته إلى قاعدة للقوات الأمريكية.

ومن أهم القواعد الأمريكية في السعودية “مدينة الملك خالد العسكرية، وقاعدة الملك عبد العزيز، وقاعدة الأمير سلطان، وقاعدة الرياض الجوية، وقاعدة تبوك، وقاعدة خميس مشيط، وقاعدة الغربية في جدة، وقاعدة الظهران في المنطقة الشرقية” وتشرف هذه القواعد على القواعد الجوية والبحرية الامريكية الأخرى بالمنطقة.

 

قواعد أمريكية وبريطانية في البحرين

كانت تستضيف البحرين القواعد العسكرية البريطانية منذ عام 1967، وبعد انسحاب تلك القوات استضافت البحرين عددا من القواعد الأجنبية.

أول هذه القواعد هي قاعدة الجفير البحرية، وهي وتضم مركز قيادة الأسطول الأمريكي الخامس بالقرب من المنامة، وتستخدمها الولايات المتحدة في التدريبات البحرية والدعم اللوجستي، وتضم نحو 4200 عسكري، و 70 طائرة مقاتلة أمريكية وعددا من القاذفات التكتيكية، وطائرات تزويد الوقود في قاعدة الشيخ عيسى الجوية.

كما تحتوي البحرين على قاعدة جوية أمريكية “قاعدة الشيخ عيسى” أنشئت عام 1988، واستخدمتها الولايات المتحدة في الحرب ضد أفغانستان .

وآخر القواعد الأجنبية التي أنشئت حديثا في البحرين هي القاعدة البحرية البريطانية ،التي أعلنت عنها في نهاية عام 2015، بهدف دعم استقرار الخليج، عن طريق حضور دائم للقوات البريطانية في المنطقة، وتبلغ تكلفة إنشاء القاعدة 23 مليون دولار تدفع البحرين معظمها.

 القاعدة العسكرية “الأمريكية” في البحرين

 

القواعد الأمريكية في العراق

قبل انسحاب القوات الأمريكية من العراق نهاية عام 2011، تواجدت على مدى عقدين العديد من القواعد العسكرية الأمريكية قدرها بعض الخبراء العسكريين بنحو 75 قاعدة عسكرية، كان أغلبها يعود للمواقع العسكرية التابعة لنظام الرئيس الراحل صدام حسين وقت غزو العراق واحتلالها من جانب أمريكا.

وحاليا لم يتبق في العراق سوى 3800 أمريكي في عدة معسكرات وقواعد، منها؛ قاعدة “بلد” وهي الأكبر والأهم، حيث تحتوي على منشآت عسكرية متعددة، بالإضافة إلى مدرج لطائرات إف 16، وقاعدة “التاجي”، وقاعدة كركوك “رينج” وهي بمثابة معسكر نموذجي للتدريب والتأهيل العسكري، وقاعدة  فكتوري “النصر” وتقع داخل مطار بغداد الدولي، وهي تستخدم للقيادة والتحكم والتحقيقات والمعلومات الاستخبارية، وقاعدة عين الأسد “القادسية” في غرب الأنبار، وهي بمثابة معسكر محصن لانطلاق العمليات الخاصة، وقاعدة الحبانية “التقدم” وتستخدم للتخزين واللطائرات المروحية ومدارس للتعليم الأمني ومقرات للتحكم والسيطرة.

 قاعدة “أمريكية” في العراق

 

قاعدة عمان

وللقاعدة الجوية الأمريكية في عمان أهمية كبيرة، كونها تطل على مضيق هرمز، وتستخدمها في تقديم الخدمات وإسناد الجسور الجوية بين القواعد الأمريكية المختلفة، كما تنشر فيها الولايات المتحدة قاذفات بي 1 وطائرت تزويد الوقود.

وقبل أحداث 11 سبتمبر كانت هناك 5 قواعد أمريكية في عمان، وحسب الاتفاقيات المبرمة بين البلدين يمكن للأمريكان الاستفادة من 24 قاعدة عسكرية في عمان.

 

القواعد في الكويت

تحتفظ الكويت بأهم القواعد التابعة للقوات الاميركية في شمال شبه الجزيرة العربية، كما تُعد مقرا للقيادة المركزية الأمريكية،  حيث تحتوي على 13500 عنصر أمريكي، إلى جانب أكثر من 1000 دبابة، وعدة مئات من الطائرات المقاتلة والمروحيات، بالإضافة إلى 20000 جندي بريطاني في الكويت.

ويعتبر معسكر الدوحة ومعسكر “عريفان” ومعسكر التدريب “فرجينيار” من أهم القواعد في الكويت، حيث يتواجد بهم أكثر من 8000 جندي في المنطقة التي تقع على الحدود مع العراق.

القاعدة العسكرية “الأمريكية” في الكويت

 

قاعدتان أمريكيتان في قطر

تضم قطر قاعدتين أمريكيتين أولاهما قاعدة “العديد” التي تستضيف مقر القيادة المركزية الأمريكية، كما أنها تعد مقرا لمجموعة No. 83 Group RAF  التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، كما أنها مقر مجموعة 379th Air Expeditionary Wing  التابعة للقوات الجوية الأمريكية.

وتعتبر هذه القاعدة أيضا مقرا للمجموعة 319 الاستكشافية الجوية التي تضم نحو 3000 آلاف عسكري، وقاذفات ومقاتلات وطائرات استطلاع، إضافة لعدد من الدبابات ووحدات الدعم العسكري، ما جعل بعض العسكريين يصنفونها أكبر مخزن إستراتيجي للأسلحة الأمريكية في المنطقة.

وتعد قاعدة “السيلية” جنوب غرب الدوحة ثانيهما، وتم بناؤها عقب حرب الخليج الثانية، لكنها بدأت في استقبال القوات الأمريكية عام 1995، بهدف حماية قطر من الخطر الخارجي.

واستخدمتها الولايات المتحدة في حربيها على العراق وأفغانستان، وتستخدمها حالياً ضد تنظيم الدولة، وتضم 3000 جندي أميركي يقيمون فيها بشكل دائم، ومدرجاً كبيراً للطائرات، وتحوي إضافة إلى الطائرات المقاتلة، قاذفات قنابل.