العدسة – ربى الطاهر

هو الألم الأكثر شيوعاً، والأكثر اعتياداً حيث يبدأ الجميع معه في البحث عن سبل للتعايش، فهناك من تؤلمه ركبته، وهناك من تطقطق مفاصل ساقه، وهناك من يشعر بتيبس كتفه على مدار الوقت.

هذا الألم الذي لم يعد يرتبط بسن محدد فبعد الـ 25 مباشرة تبدأ مفاصل جسم الإنسان في فقدان زلالها، يُعاد تكوينه وفقدانه حسب مستوى التغذية ودرجة الراحة ولكن بكل الأحوال يبدأ عد تنازلي ومع توالي السنوات تبدأ آلام الخشونة وفي سن متقدمة يترامى إلى الآذان كلمات “تآكل الغضاريف” و “احتكاك المفاصل”.

صورة قاتمة ورغم هذا تبقى “الحركة” نعمة غالية، ولذا يتعايش الجميع مع تلك الآلام ولا تتوقف محاولات تحجيمه أو تقليله وجعله محتملاً.

تأتي على رأس تلك المحاولات تقليل السمنة، تقليل الجهد الزائد بالحركة وحمل الأشياء الثقيلة ثم يأتي الملف الثالث وهو الرئيسي والأخضر أي الغذاء.

فدائماً ما يوصي أطباء العظام بتناول كل ما يمد الجسم بالكالسيوم ويساعد على إعادة بناء الغضاريف التي تحمل داخلها مادة “الجيلاتين” المسئولة عن انسيابية الحركة وسهولتها، وهكذا تأتي على رأس قائمة الغذاء اللألبان ومشتقاتها واللحم الأبيض أي كل ما يخرج مع موج البحر  واستخدام زيت السمك في الطهي إضافة إلى المكسرات بكل أنواعها.


بالسنوات الأخيرة ومع تطور الاهتمام بالتغذية ودورها في الحماية من الأمراض أصبح التعامل مع الغذاء أشبه بتحويل المطبخ إلى صيدلية من أجل الحصول على المكملات الغذائية المطلوبة منه بدلاً من الاعتماد على المكملات الغذائية باهظة الثمن التي يتم بيعها في الصيدليات.

“نانيس عبد الفتاح” طبيبة خبيرة تغذية على سبيل المثال قدمت خلال الفترة الماضية عبر العديد من البرامج التليفزيونية وصفحات الإنترنت وصفات غذائية خاصة تساعد على إعاد تشكيل الغضاريف وأشهرها هذا المزيج الذي يُنصح بتناول كوب منه صباح كل يوم ويضم المكونات التالية: (الحلبة ـ بذرة الكتان ـ العسل ـ اللبن ـ الجيلاتين ـ الجنزبيل ـ خل التفاح ـ القرفة ـ سمسم مطحون) وتوصي الطبيبة بمحاولة الحصول على تلك العناصر ذاتها من مصادرها الطبيعبية مثل عسل النحل بحيث لا يكون مخلوطا بالسكر أو مضافا إليه أي من أنواع المضادات الحيوية ويبقى الحصول على “جيلاتين” نقي ونظيف هو تحدٍ آخر في ظل انتشار أنواع الغش .

وأمام هذا الخليط الشامل يأتي “الصبار” منفرداً كعلاج تاريخي لآلام المفاصل سواء عبر استخلاص عصارته وخلطها باللين والعسل وهو ما يسمى عالمياً بعصير “الاوليفرا”  ويُنصح بتناوله يومياً أو باستخدام لوحة لعمل وسادات ساخنة مزيلة للألم عبر نزع الشوك منه وتسخينه وتثبيت اللوح على المفصل المتألم، ومن المُمكن وضع جل الصّبار الذّي تمَّ استخراجه على المفاصل إلى أنْ يَمتصه الجلد للتخلّص من ألم الرّوماتيزم بسرعةٍ أكبر.

وتتعدد فوائد “الصبار” طبياً  فهو يحتوي على العديد من المعادن والفيتامينات المهمة للعظام والمفاصل؛ كالكالسيوم، والصّوديوم، وحمض الفوليك، وفيتامين A، B1 B2، C ،E، والعديدِ من الأحماض الأمينية، فيساعدُ على تقويةِ العظامِ والمفاصلِ، والتّخلصِ من مرضِ الرّوماتيزم، وألم المفاصل.

وكما تشمل النصائح الغذائية التوصية ببعض المواد، تشمل التحذير من بعضها وعلى رأسها المشروبات الغذائية والتدخين والإفراط في تناول اللحوم أو الاستسلام للسمنة بشكل عام، كما ينصح الأطباء في حالة زيادة آلام المفاصل الاعتماد على أسلوب الطهي بـ”البخار” لا عن طريق الشوي أو السلق أو القلي لأن جميعها تفقد المواد الغذائية كثيري من الفيتامينات المطلوبة لإعادة تشكيل الغضاريف.

إضافة إلى كل ما سبق من عادات غذائي، تأتي العادات الحركية المكتسبة في المرتبة التالية لمقاومة آلام المفاصل من خلال علم التمرينات الرياضية الملائمة و عمل الكمادات الباردة أو الساخنة للمناطق المصابة والخضوع لجلسات المعالجة الفيزيائية والمساجات، حيث يعمل التدليك على تحريك الدم وتنشيطه وبالتالي زيادة كفاءة العضو المصاب، والمفاصل والعظام.

وصفات بسيطة لكنها تستحق الاهتمام بها، ليس فقط من أجل المساعدة فى التحرك والانتقال والعيش بشكل طبيعي ولكن لأن أعراض آلام المفاصل لا تنحصر في وجع العظام فقط ولكن تشمل أيضاً  التورم والانتفاخ في مناطق اليدين والقدمين، الشعور بالغثيان، ارتفاعٌ في درجة حرارة الجسم. الشعور بالقشعريرة. التعب العام والضعف والشعور بالإعياء والإجهاد.

محاولات مستمرة للتعايش الهادئ مع  أوجاع ألم مستمر، وهو ما يشبه المثل الشعبي الذي يقول: “صاحب مرضك”.