العدسة – هادي أحمد
اعتبرت تقارير غريبة أن عملية الإفراج عن رئيس الحرس الوطني السابق “متعب بن عبد الله”، تعد مؤشرًا على قرب انتهاء أزمة موقوفي فندق الريتز كارلتون، التي بدأت في الرابع من نوفمبر الجاري، وبالنهاية التي أرادها محمد بن سلمان ولي العهد الشاب الذي يترأس حملة مكافحة الفساد التي أطاحت بأمراء ووزراء ورجال أعمال.
وأفادت وكالة رويتز -نقلا عن مسؤول سعودي- تأكيده إطلاق سراح الأمير متعب، نجل الملك السابق عبد الله، بعد التوصل إلى “اتفاق تسوية مقبول” مع السلطات، يقضي بدفع أكثر من مليار دولار.
وأشارت رويترز إلى أن التسوية شملت الإقرار بالفساد في الاتهامات الموجهة إليه، ومن بينها الاختلاس وتعيين موظفين وهميين ومنح عقود لشركاته، بما في ذلك صفقة بقيمة عشرة مليارات دولار لشراء أجهزة لاسلكي وسترات عسكرية واقية من الرصاص.
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن “متعب” كان يعد المنافس الوحيد والعقبة الأخيرة في طريق الجلوس على العرش بعد إزاحة محمد بن نايف ولي العهد السابق، ووفق مراقبين، كان الهدف الرئيسي لحملة مكافحة الفساد، حيث كان يترأس جيش قوامه 100 ألف جندي، وباعتقاله ضرب ولي العهد عصفورين بحجر واحد؛ الأول إزاحته من طريقه، والثاني الحصول على شعبية بصفته مكافح الفساد الاول الذي لا يشق له غبار في المملكة.
وكان “متعب” قبل قرار إعفائه من منصبه العضو الوحيد الباقي في هيكل السلطة في المملكة من فرع الملك عبد الله بعد إعفاء أخويه مشعل وتركي ابني عبد الله من منصبيهما الحكوميين.
وذكرت الصحيفة أنه لم يتسن بعد التأكد إذا كان “متعب” قادرا على الحركة بحرية أم لا، لكن مسؤولا أمريكيا رجح وضعه تحت الإقامة الجبرية، على غرار محمد بن نايف وزير الداخلية السابق.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلي أنه بخلاف كل المتحجزين في الفندق ضمن الحملة، تعرض الأمير “متعب” لحملة إعلامية منظمة لتشويهه ووصمه بالفساد والتربح من منصبه، ويبدو أن الحملة كانت مدبرة من قبل ولي العهد وحلفائه لإحداث هزة كبيرة في سمعته.
الأمير “متعب بن عبد الله”
وقالت الصحيفة أن ولي العهد ترأس حملة مكافحة الفساد التي أنشئت بموجب مرسوم من والده قبل ساعات من تنفيذ عملية الاعتقالات ومنحت اللجنة سلطة احتجاز أي شخص، ومصادرة أي أصول للمتهمين وفقا لتقدير اللجنة.
وقال مسؤولون سعوديون وأجانب وثيقو الصلة بالعائلة المالكة: إن الهدف الرئيس من عملية الاعتقالات كانت استعادة مئات المليارات والأصول المتراكمة للمتهمين، بعد مواجتهم بأدلة اتهامهم المزعومة من اللجنة المختصة وإجبارهم على التنازل مقابل حريتهم، وبهذه الطريقة تتجنب المملكة الدخول في أية عمليات قضائية.
وأوضحت الصحيفة أن العديد من الأصول التي يملكها المتهمون موجودة بالخارج في (نيويورك ولندن وزيورخ)، والحصول على أموال المتهمين بالطريقة السابقة (المساومة) يجنب المملكة الطريق الصعب، وهو إقناع السلطات القضائية الغربية بالاعتراف بشرعية الأحكام القضائية الصادرة بحق المتهمين في المملكة؛ لأنها سوف تقول وقتها إنها أحكام سياسية، وأقصي ما في الأمر أنها ستجمد تلك الأموال، ولن تستفيد منها المملكة أو المتهمون، وهو ما تم بالفعل حتى الآن.
وكان موقع “بي بي سي” النسخة الإنجليزية قد نقل عن مسؤولين قضائيين بفندق الريتز، قولهم إنهم يأملون أن يتم سحب جميع المتهمين في الفندق بنهاية هذا العام أو مطلع يناير.
كما نصح مستثمر كبير في حدثيه للموقع ذاته، ولي العهد السعودي بسرعة إغلاق قصة المحتجزين في الفندق بأسرع وقت، ملمحا إلي أنه إذا استمر الأمر فسيتواصل طرح الأسئلة حول المعتقلين.
” الوليد بن طلال “
” وليد آل إبراهيم “
” محمد العمودي “
وقالت الصحيفة الأمريكية: إن السلطات السعودية أفرجت بجانب “متعب” عن عدد من الشخصيات المحتجة الأقل رتبة منهم، كما تم إلغاء تجميد 600 حساب بنكي لأسر المتحجزين في الفندق.
وتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية، خبر الإفراج عن وزير الحرس الوطني السابق وابن العاهل السعودي الراحل الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، الذي تم توقيفه مع بعض الأمراء والوزراء والمسؤولين مطلع الشهر الجاري في قضايا تتعلق بالفساد.
واستند ناشطون إلى تغريدة للأميرة نوف بنت عبد الله بن محمد بن سعود، شقيقة زوجة الأمير متعب التي غرّدت في حسابها: “الحمد والفضل والمنة لله رب العالمين، دمت لنا سالماً يا أبو عبد الله”.
كذلك، كتبت العضو في الأسرة الحاكمة السعودية عبير بنت خالد بن عبد الله على “تويتر”: “اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا”، وأضافت إلى جوار صورة أرشيفية للأمير متعب: “الله يطول عمرك، ويعطيك طولة العمر بالصحة والعافية، ويخليك لنا”.
عكس الاتجاه
وفي المقابل أكد المغرد الشهير “مجتهد” أن محمد بن سلمان، تم إجباره على قرار الإفراج عن الأمير متعب بن عبد الله.
” محمد بن سلمان “
وكذب “مجتهد” الذي يحظى بمتابعة 2 مليون شخص على تويتر، راوية التسوية المالية بين النظام والأمير متعب التي أدت للإفراج عنه، مؤكدا أن مصدر هذه الرواية هو “بن سلمان” ذاته ولا أساس لها من الصحة.
وتابع: كان يفترض أن يبقى متعب لأجل غير مسمى في السجن ولو دفع تريليون ريال، لكن حصلت تطورات دخلت فيها عدة أطراف وأجبرت ابن سلمان على إخراجه.
اضف تعليقا