تأسست دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1971 وكانت عبارة عن دويلة صغيرة لا تملك مركزاً بين دول العالم لكن اكتشاف النفط غير مجريات الأمور في تلك البقعة. 

وبعد مرور تلك السنوات استخدم حكام دولة الإمارات تلك الموارد التي خلفت ثروات هائلة في بسط النفوذ والسيطرة وزعزعة استقرار دول المنطقة وحتى الدول البعيدة نسبيا عنها على خريطة العالم.

ولعل أهم الأحداث التي بينت سعي حكام دولة الإمارات بقيادة محمد بن زايد إلى المصالح والمنافع الشخصية على حساب أمن واستقرار العالم هي الحرب الروسية الأوكرانية والتي مالت فيها أبوظبي إلى كافة المعتدي على حساب أصحاب الأرض.

رفضت دولة الإمارات إدانة هذا الغزو الشنيع الذي تم في شهر فبراير شباط 2022 وكذلك بعد مرور أكثر من عام على بداية الحرب فقد اتضح أن دولة الإمارات قد ساعدت روسيا في ذلك وقامت بتقديم المساعدة لها للتهرب من العقوبات التي فرضت عليها.

 

لعبة النفط 

أكدت وكالة رويترز أن الإمارات العربية المتحدة أحد أكبر منتجي النفط في العالم قامت باستيراد أكثر من مليوني برميل نفط روسي في خلال الأشهر الأربعة الماضية.

كما أكدت الوكالة أن بيانات تتبع السفن التجارية تؤكد وصول شحنات النفط الروسية للموانئ الإماراتية.. ذهبت الوكالة إلى أن الأمر أبعد من كونه تعاون اقتصادي بين البلدين ولكنها استراتيجية تقوم بها أبو ظبي لافلات موسكو من العقوبات المفروضة عليها.

كما لفتت الوكالة الأمريكية إلى أن الإمارات واجهت ضغوط من الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي من أجل المساعدة في عزل روسيا التي تشن حربا ضارية على المدنيين وتتبع سياسة الأرض المحروقة في أوكرانيا.

 

سوق العقارات 

أشارت تقارير غربية إلى انتعاش سوق العقارات في دولة الإمارات حيث توجد المنتجعات السياحية الفاخرة واليخوت والأبنية الشاهقة والتي أرجعتها إلى عاملين مهمين.

العامل الأول هو مساعدة الأثرياء الروس في الهروب من العقوبات حيث يتم تمليكها لهم مقابل تهريب أموالهم في عدد من دول العالم وهو ما أكدته تلك التقارير أنه قد شوهدت يخوت تابعة للأثرياء الروس المقربين من الرئيس فلاديمير بوتين في دبي.

والعامل الثاني هي تجارة غسيل الأموال وهي أيضًا شريكة مع روسيا في تلك النقطة لأنها تتبع طرق مشبوهة في تهريب الأموال علاوة عن ذلك فإن أبوظبي قد سمحت لبنك روسي بالعمل في الإمارات على الرغم من العقوبات.

الخلاصة أن الإمارات تتخذ منحى دعم الحكومة الروسية في حربها على أوكرانيا من أجل المصالح وبسط النفوذ لكنها لا تأبه لتلك المبادئ التي تحث الدول على مساعدة البقع المظلومة والمنكوبة بالعالم.

 

اقرأ أيضًا : قمع لا محدود.. عريضة الإصلاح وفساد نظام أبناء زايد