تعرض الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» لهجوم رسمي وإعلامي واسع، عقب إعادته نشر تغريدات لسياسية بريطانية متطرفة تضم مقاطع فيديو معادية للمسلمين على حسابه بـ«تويتر»، وفقا لـ”الخليج الجديد”.

وزعمت التغريدات، أن محتوى «الفيديو» الأول، يتعلق بمهاجر مسلم يضرب مراهقا هولنديا يستخدم «عكازين»، فيما يظهر في شريط آخر عدد من الإسلاميين في الإسكندرية بمصر، يلقون بمراهق من على سطح بناية، ويظهر في المقطع الثالث، شخص ملتح يحطم تمثال ما يعتقد أنه العذراء مريم.

وانتقد التليفزيون الهولندي الرسمي «إن. أو.إس» نشر الرئيس الأمريكي لأكاذيب تعزز الكراهية، مستشهدا بالتغريدة التي زعمت تصوير مهاجر مسلم، خلال اعتدائه على مراهق هولندي يستخدم «عكازين»، إذ كشف التليفزيون الهولندي، أن بطل المقطع الذي تم تصويره قبل نحو ستة أشهر، والذي يظهر كأنه يعتدي على مراهق، ليس مهاجرا وليس مسلما.

كما أكد مكتب المدعي العام في شمال هولندا عبر حسابه الرسمي في «تويتر» (الأربعاء)، أن الحادثة تعود لمنتصف مايو الماضي، وكانت عبارة عن مزحة بين مراهقين اثنين، كلاهما مواطنين، ومن مواليد هولندا، مضيفا أن القضية تمت معالجتها بإيجابية.

من جهتها، انتقدت رئيسة الحكومة البريطانية «تيريزا ماي»، خطوة «ترامب»، وقال متحدث باسمها، إن الرئيس الأمريكي «ارتكب خطأ»، بإعادة نشر تغريدات معادية للمسلمين، سبق أن نشرتها نائبة زعيم حزب «بريطانيا أولا»، «جايدا فرانسن».

وأضاف: «حزب (بريطانيا أولا)، يسعى إلى بث الفرقة في صفوف المجموعات السكانية، عبر استخدام عبارات كراهية تنشر الأكاذيب وتؤجج التوتر».

كذلك أعرب حزب العمال البريطاني، عن استنكاره خطوة «ترامب»، وأعرب كثيرون من أعضائه عن أسفهم لتوفير الرئيس الأمريكي منبرا عالميا للحزب اليميني المتطرف.

وقال رئيس الحزب «جيرمي كوربن»، إن التغريدات التي أعاد نشرها «ترامب» «مشينة وخطيرة وتشكل تهديدا لمجتمعنا».

بدوره، وصف وزير شؤون الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية «أليستر بيرت»، تغريدات «ترامب» بالمخيبة للآمال.

وقال «بيرت» في حسابه الرسمي للخارجية البريطانية في «تويتر»: «بحكم منصبي وزيرا لشؤون الشرق الأوسط، أفتخر بعلاقاتنا مع العالم الإسلامي وكل شعوبه، إن تغريدات البيت الأبيض اليوم مقلقة جداً ومخيبة للأمل، هذا ليس الاتجاه الذي نريد العالم أن يمضي فيه».

من جهته، قال النائب البرلماني عن حزب العمال المعارض «ديفيد لامي»، إن «رئيس الولايات المتحدة يروج لجماعة كراهية فاشية وعنصرية ومتطرفة سبق وأوقف وأدين قادتها»، وأضاف: «ترامب ليس حليفا ولا صديقا لنا».

وانتقدت صحيفة «واشنطن بوست» الخطوة، كما فتحت شبكة «سي إن إن» النار على الرئيس الأمريكي، ولم تكتف بتسليط الضوء على ما قد تسببه التغريدات التي أعاد «ترامب» نشرها، إذ سخرت من تعليق البيت الأبيض على الأمر، إذ اعتبرت المتحدثة باسم البيت الأبيض «سارة ساندرز»، أن صحة المقاطع والتسجيلات المرفقة ليست القضية الأساسية.

وقالت إن «التهديد حقيقي، وهذا ما يعنيه الرئيس.. الحاجة إلى الأمن القومي والنفقات العسكرية، إنها أمور حقيقية جدا، لا زيف إطلاقا في هذا الموضوع».

في المقابل، هاجم الرئيس الأمريكي «تيريزا ماي»، وقال في تغريدة مباشرة وجهها إلى رئيسة الوزراء البريطاني عبر حسابه الرسمي في «تويتر»: «لا تركزي عليَّ، ركزي على الإرهاب الإسلامي المتطرف والمدمر الذي يحدث في بريطانيا، نحن نبلي بلاء حسنا».