فرض ولي العهد محمد بن سلمان قبضة أمنية محكمة على أبناء الشعب السعودي حتى بات المواطنين يخشون انتقاد السلطات في الخفاء أو حتى على مواقع التواصل الإجتماعي.

استخدم بن سلمان قوة السلاح تجاه شعبه من أجل بث الرهبة والخوف في قلوبهم بالإضافة إلى تسييس القضاء الذي يستخدمه في إصدار أحكام طويلة الأمد تقضي على آمال المعتقلين في التخلص من كابوس الاعتقال.

علوة على ذلك فإن الانتهاكات والتعذيب النفسي الذي يقيمه محمد بن سلمان في سجون المملكة كفيلاً بأن يقضي على أي معارضة في البلاد بسبب كم القمع والتنكيل الذي يتعرض له المعتقلين.

ومنذ صعود ولي العهد لسدة الحكم واتخاذه تلك الإجراءات باتت المملكة منقسمة اجتماعياً حيث أنه وضع المواطنين بين خيارين لا ثالث لهم أولهم أن يكونوا في صف ولي العهد ويدعمون الاستبداد والثاني هو انتقاد ما يقوم به ديكتاتور السعودية وهنا يصبح المواطن في مهب الاتهامات بالخيانة والعمالة.. وهذا ما حدث مع مجموعة من القضاة في المملكة.

التنكيل بالقضاة 

قام محمد بن سلمان في الآونة الأخيرة باعتقال عشرة من القضاة الذين كانوا موالين له لكن على ما يبدو أنه أراد أن يستبدلهم لأنهم لم ينخرطوا بشكل كامل في نظامه الاستبدادي.

تحدث صحيفة واشنطن بوست عن قضية اعتقال القضاة التي تمت في شهر إبريل من العام الماضي وتم الكشف عن أسمائهم وهم: عبد الله بن خالد اللحيدان وعبد العزيز بن مداوي آل جابر وجندب آل مفرح وعبد العزيز بن فهد الداوود وطلال الحميدان وفهد الصغير وهم تابعين المحكمة الجزائية المتخصصة.

إضافة إلى أربعة قضاة من المحكمة العليا هم: خالد بن عويض القحطاني وناصر بن سعود الحربي ومحمد العمري ومحمد بن مسفر الغامدي، وأبرزت الصحيفة أنه تم توجيه تهمة “الرضا عن المجرمين في قضايا أمن الدولة” للقضاة المعتقلين غير أنها جريمة غير معروفة بالقانون السعودي.

درجة الولاء 

كشفت منظمة (dawn) أن القاضي الذي سيترأس قضية القضاة المعتقلين هو عوض الاحمري رئيس المحكمة الجزائية المتخصصة بالمملكة العربية السعودية وهو المعروف عنه قساوته تجاه المعارضين والمعتقلين.

كما أن بن سلمان قام بإرسال الأحمري مع الوفد السعودي الذي ذهب إلى إسطنبول عام 2018 للتحقيق في قضية مقتل خاشقجي أو بمعنى أوضح لتضليل الرأي العام ونفي التهمة عن ولي العهد.

أما من جهة القضاة فقد أكد تقارير أن محمد بن سلمان يراهم متساهلين مع المعارضين وهو لا يسمح بذلك لهذا قام بإيداعهم السجن والتنكيل بهم لأنهم لا يواكبوا مدى القمع والتنكيل على الرغم من أنهم مؤيدين له.

الخلاصة أن الولاء عن ولي العهد درجات فمن قل ولائه أو أصبح لا يواكب مدى القمع والتنكيل الذي يقوم به ولي العهد قام بسجنه وسحقه كما يسحق المعارضة كما أنه يحاول إظهار مدى القسوة والشدة التي يريدها تجاه معارضيه فلا يمكن لمؤيده وأتباعه أن يظهروا درجة أقل من درجته في القمع.. هذا يدل على أن ما وصل إليه محمد بن سلمان من الديكتاتورية لا يمكن وصفه.

اقرأ أيضًا : لعبة الغولف.. أداة بن سلمان في غسيل السمعة وتبييض الجرائم