تصدر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش عناوين الأخبار مجددًا بتصريحات جديدة مستفزة أهان فيها الفلسطينيين قائلًا إنه “لا يوجد شيء اسمه شعب فلسطيني”، وأن وجودهم ما هو إلا “اختراع” لتضليل الرأي العام وإخفاء الحقائق.

جاءت هذه التصريحات الاستفزازية أثناء خطابه في باريس، إذ قال إن فكرة وجود شعب فلسطيني مستحدثة ومصطنعة لأغراض معينة، مضيفًا أنه “لا يوجد شيء اسمه أمة فلسطينية… لا يوجد تاريخ فلسطيني… لا توجد لغة فلسطينية”.

وشدد في خطابه على أن خطة الحكومة الإسرائيلية الجديدة تضم توسعات استيطانية تشمل الضفة الغربية وأجزاء من غور الأردن، ليؤكد بذلك الاتهامات الموجهة للحكومة الجديدة بأنها متشددة ومتطرفة أكثر من غيرها.

جاء هذا الخطاب بعد يوم واحد من تعهد وفد إسرائيلي وفلسطيني في اجتماع في مصر، بوساطة مسؤولين مصريين وأردنيين وأمريكيين، باتخاذ خطوات لتهدئة التوترات التي تعصف بالمنطقة قبل موسم عطلات حساس، إذ تشهد الأسابيع المقبلة مناسبات إسلامية ويهودية.

وعقدت قمة الأحد قبل حلول شهر رمضان المبارك الذي يبدأ هذا الأسبوع، ومن المقرر أن يقام عيد الفصح اليهودي في أبريل/نيسان، بالتزامن مع شهر رمضان.

هذه التصريحات عكست التأثير المحدود الذي يبدو أن إدارة بايدن تتمتع به على حكومة إسرائيل اليمينية المتطرفة وأثار تساؤلات حول محاولات خفض التوترات، داخل إسرائيل ومع الفلسطينيين.

من جانبه، قال رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، إن تصريحات سموتريتش “دليل قاطع على الفكر الصهيوني المتطرف والعنصري الذي يحكم أحزاب الحكومة الإسرائيلية الحالية”.

ليست هذه المرة الأولى التي يستفز فيها سموتريتش الفلسطينيين، لديه تاريخًا حافلًا بالتصريحات الهجومية أحدثها ما دعواته الشهر الماضي بضرورة “محو” بلدة حوارة الفلسطينية في الضفة الغربية، وتشجعيه الهجمات العنيفة التي نفذها المستوطنون ضد أهالي البلدة، مناشدًا القوات الإسرائيلي بأن تنفذ هي هذه الهجمات بنفسها.

ويُعد سموتريتش اليميني أحد زعماء جماعات المستوطنيين المتطرفة ويعارض فكرة قيام وتأسيس دولة فلسطينية من الأساس، ولا يريد أي وجود لفلسطين والفلسطينيين ويدعم كافة الممارسات والقوانين التي تعرقل حياة الفلسطينيين الذي يكافحون من أجل تحرير أراضيهم التي وقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967.

وحسب خبراء فإن الفترة القادمة حساسة لأنه من المتوقع أن تتدفق أعداد كبيرة من المتدينين اليهود والمسلمين على البلدة القديمة في القدس، ومن المتوقع أيضًا أن يزور عدد كبير من اليهود موقعًا مقدسًا رئيسيًا في القدس، والمعروف لدى المسلمين باسم الحرم النبيل واليهود باسم جبل الهيكل – في ممارسات يعتبرها المسلمون استفزازية واعتداء على مقدساتهم الإسلامية.

قبل عامين تسببت هذه الممارسات الاستفزازية في اندلاع اندلاع حرب استمرت 11 يومًا بين إسرائيل وحركة حماس التي تحكم قطاع غزة سقط خلالها عشرات القتلى الفلسطينيين بينهم أطفال، كما دُمرت البنية التحتية في القطاع المحاصر.

 العام الماضي صُنف حسب الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية كبيرة بأنه أكثر الأعوام دموية التي مرت على الفلسطينيين منذ الانتفاضة، لكن هذا العام لا يبدو أنه أقل دموية، إذ قتل منذ يناير/كانون الثاني 85 فلسطينيًا، وفقًا لوكالة أسوشيتيد برس بينهم أطفال.

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا