لاستقطاب حازم ندا وإقناعه بشراء المواد التي سرقها عدد من المخترقين من شركة Alp Services، سمح له المخترقون بتصفح ذاكرة التخزين المؤقتة المسروقة، ومنعوه من تنزيل أي منها، لم يبذل “الرجال” أي جهد لرعاية التسريب من خلال إبراز بعض الملفات أو إخفاء البعض الآخر، كما يفعل العديد من المخترقين، وكان وقتها حازم لا يعلم ماذا يفعل، لقد رأى بعينه خيوط المؤامرة كاملة.

كشفت الملفات أن بيريرو أجرى عمليات استخباراتية للعديد من الحكومات الأجنبية، أو لأفراد مقربين منها، وشملت القائمة كازاخستان والجبل الأسود والكونغو ونيجيريا والجابون وموناكو وأنغولا وأوزبكستان والمملكة العربية السعودية، لقد عمل أيضًا نيابة عن صانع أفلام هوليوود برايان سينجر، مخرج فيلم “Bohemian Rhapsody” ، الذي اتُهم عدة مرات بالاعتداء الجنسي، ومثل المليارديرات من أوروبا الشرقية، بمن فيهم بولات أوتيموراتوف من كازاخستان، وأوليغ ديريباسكا وديمتري ريبولوفليف وفلاديمير سميرنوف من روسيا.

أخبرني حازم أنه رأى في الملفات المسروقة نسخًا احتياطية من العديد من أجهزة iPhone و BlackBerry ، مما يشير إلى أن بيريرو قد استأجر متسللين بنفسه، كان هناك قدر مذهل من المعلومات المصرفية السرية، وقد تراسل شخص ما باستخدام عنوان بريد Proton Mail مع Alp  حول الحصول على تفاصيل حسابات العملاء في بنك UBS، وأخبرني موظفو Alp السابقون أن أحد العاملين في UBS كان يسرب أحيانًا مثل هذه المعلومات إلى بيريرو  مقابل هدايا.

كما رأى ندا أدلة على ما يُسمى بأفخاخ العسل: صور لامرأة في غرف فاخرة ترتدي ملابس داخلية، ومراسلات داخلية حول إرسال فتاة ليل للتنازل عن مسؤول ضرائب سويسري، أخبرني موظف سابق في شركة Alp لم يكن على علم بالمواد المخترقة أن بريرو، أثناء عمله لدى تاجر التحف السويسري إيف بوفييه، دفع لفتاة ليل لإيقاع مسؤول ضرائب سويسري.

بعد أن اطلع حازم على هذه المعلومات ظن في البداية أن أحد المنافسين في نفس مجال شركته هو وراء كل هذا، لكن المخترقون أخبروه أن العميل الحقيقي لبيريرو هو الشيخ محمد بن زايد حاكم الإمارات العربية المتحدة.

يمكن القول إن الشيخ محمد كان أغنى شخص في العالم، وذلك بفضل سيطرته على صناديق الثروة السيادية الضخمة، كما أنه يقود الجيش الأكثر فاعلية في العالم العربي، ودفع مبالغ كبيرة لجماعات الضغط ومراكز الفكر والمسؤولين الحكوميين السابقين لزيادة نفوذه في الغرب. ومنذ انتفاضات الربيع العربي عام 2011، يقود محمد بن زايد حملة عبر الشرق الأوسط لاستعادة وتحصين النظام الاستبدادي في المنطقة.

أخبرني حازم أنه حين علم بحقيقة الأمر شعر “بتهديد وجودي”… “شخص يملك موارد دولة بأكملها يحاربك”

دولة الإمارات العربية المتحدة جندت بريرو ضمن خطتها طويلة الأمد لاستهداف جارتها قطر، وكما رأى العديد من المسؤولين الأمريكيين، فإن العداء المتبادل يُعد مثالاً على ما أسماه فرويد نرجسية الاختلافات الصغيرة: كانت كلتا الدولتين مدعومين من الغرب وممالك غنية بالبترول. كلاهما قام بمراجعة سجلات حقوق الإنسان؛ كلاهما كانا شريكين وثيقين مع البنتاغون، لكن الأسر الحاكمة في قطر والإمارات، تبنوا استراتيجيات مختلفة عن بعضهما لتعزيز سلطتهم.

قامت قطر بعمل متوازن: استضافت قاعدة جوية أمريكية رئيسية، لكنها أقامت أيضًا تحالفًا تكتيكيًا مع جماعة الإخوان المسلمين، لكسب نفوذ على مستوى القاعدة في المنطقة العربية وموازنة جيرانها الأكبر في الخليج العربي، ورحبت قطر بالإخوان المسلمين المنفيين في الدوحة وسلمتهم ميكروفونات على شبكة الجزيرة المملوكة للحكومة، كما دعمت قطر ثورات الربيع العربي.

في المقابل، راهن محمد بن زايد على فكرة أن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت قوة تحديث في منطقة متخلفة بشكل خطير، لقد اعتبر جماعة الإخوان – التي تأسست على أساس أن النهضة الإسلامية والحكم الإسلامي يمكن أن يعيدوا عظمة العالم العربي – تجسيدًا لذلك التخلف. وقال للزوار الغربيين إن هذا هو السبب الذي جعله يخاف من احتمال الديمقراطية العربية، وحذر من أن الإسلاميين سيفوزون في انتخابات حرة في أي دولة ذات أغلبية مسلمة، وقال “الشرق الأوسط ليس كاليفورنيا”، وبحسب برقية حصل عليها موقع ويكيليكس، فقد أخبر الدبلوماسيين الأمريكيين أن خمسين إلى ثمانين في المائة من قواته العسكرية ستستجيب لنداء “رجل دين في مكة”.

التوترات بين الإمارات وقطر وصلت ذروتها أوائل عام 2017، تباهى كل جانب بالمحامين وجماعات الضغط ومستشاري العلاقات العامة أثناء كفاحهم من أجل النفوذ في عواصم الغرب، وتسابق المحققون الخاصون أيضًا للاستفادة منها، ذكر موقع إنتليجنس أونلاين أن “المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر تتفوق بسرعة على القلة الروسية كعملاء رئيسيين لشركات التحقيق الخاصة الدولية.”

شركة Diligence ، التي حاول بريرو التفوق عليها في جنيف، أبرمت عقودًا مع قطر، ومن الواضح أن بريرو قد أوصى به للإماراتيين من قبل رولان جاكار، الصحفي الفرنسي المولود في لبنان والمستشار العرضي للحكومة الفرنسية الذي ادعى أنه خبير في التطرف السري للمسلمين الأوروبيين.

تتضمن الملفات التي تم اختراقها مستندات يبدو أنها مذكرات مكتوبة بخط اليد لجاكار لترتيب حملة ضد قطر والإسلاميين الفرنسيين، وتظهر السجلات المالية أن شركة Alp دفعت له عمولة قدرها 10 في المائة على عقودها الإماراتية.

في 12 مايو/أيار 2017، كانت توجد رسالة إلى الإمارات العربية المتحدة، كتب بريرو أن “العديد من رؤساء الدول” وغيرهم من “الأفراد ذوي الملاءة المالية العالية” قد استغلوا “قدرة شركة Alp على تعزيز أو التقليل من سمعتهم على الإنترنت”.

في ذلك الشهر حدث اختراق لوكالة الأنباء القطرية الرسمية من قبل مخترقون يُعتقد أنهم تابعون للإمارات ونُشرت تصريحات مزيفة – نُسبت زورًا إلى أمير قطر – عن العلاقة مع دونالد ترامب، وتحث على المصالحة مع إيران، وتثني على حماس، وتشهد على العلاقات الدافئة مع إسرائيل، كانت التصريحات غير المعقولة تهدف إلى إهانة واشنطن، وبعد ثواني من نشر هذه التصريحات، سرعان ما نقلتها القنوات الإخبارية التي تسيطر عليها دولة الإمارات العربية المتحدة وحليفتها المملكة العربية السعودية، وواصلوا التغطية حتى بعد أن نفت قطر أن يكون الأمير قد أدلى بأي تصريحات من هذا القبيل.

الإمارات استغلت هذه التصريحات وصعدت الخلاف مع قطر، وحشدت العديد من دول المنطقة لقطع العلاقات التجارية والدبلوماسية مع قطر، وطالب التحالف قطر بتحييد قناة الجزيرة والتخلي عن جماعة الإخوان المسلمين، لكن رد الجانب القطري جاء مشابهًا لما حدث معهم: اخترق متسللون حسابات البريد الإلكتروني للسفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة وإليوت برويدي، أحد كبار جمع التبرعات الجمهوريين المقربين من الإمارات العربية المتحدة، ثم سربوا رسائل فاضحة.

في أغسطس/آب 2017، وصل بريرو إلى فندق فيرمونت في أبو ظبي بصفته ضيفًا على حكام الإمارة، لقد أعد أربعة عشر صفحة من نقاط الحوار لإقناع الإماراتيين بالدفع له لمواجهة قطر وحلفائها من الإخوان المسلمين، كتب بريرو في الملف: “نسعى إلى تشويه سمعة أهدافنا من خلال نشر المعلومات المسيئة على نطاق واسع: في أعين وسائل الإعلام / العامة / المسؤولين، سنظهرهم على أنهم منحرفون أو فاسدون أو متطرفون… لا ينبغي الاستهانة بقوة العلاقات العامة المظلمة… لقد خسرت هيلاري كلينتون الانتخابات الرئاسية بسبب الأخبار الكاذبة التي تم نقلها على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام غير التقليدية”، وعد بريرو: “سنستخدم أدوات مماثلة ضد خصومك”.

كان عميله الاسمي مؤسسة إماراتية تسمى أرياف للدراسات والبحوث، لكن ملفات Alp توضح أن الفواتير ذهبت إلى محمد بن زايد شخصيًا، كما خاطب بريرو مضيفه باسم مطر في رسائله، ويُعتقد أنه المسؤول الإماراتي مطر حميد النيادي.

التقى بريرو في وقت لاحق مع مطر في فندق بور أو لاك، في زيورخ، جنبًا إلى جنب مع رئيس مطر – المشار إليه في الملفات باسم “سعادة” أو “علي”، التقط شخص ما في Alp صورًا للرئيس في ذلك الاجتماع، وهي تتطابق مع صور علي سعيد النيادي، المساعد الوزاري للشيخ طحنون بن زايد – مستشار الأمن القومي الإماراتي وشقيق محمد بن زايد.

أرسل بريرو خطابًا رسميًا يشكر فيه “سعادتكم” على “شرف تقديم خدماتنا لبلدكم”، وقال “أرسل تحياتي الحارة إلى صاحب السمو محمد بن زايد”.

كان بريرو يخطط لإخبار الإماراتيين أنه بالنظر إلى السرية الشديدة لجماعة الإخوان المسلمين، فإن التحقيق معهم سيكون مكلفًا بشكل غير عادي، وكتب في رسالة عبر WhatsApp بعد اجتماع أبو ظبي: “نحتاج إلى أن نكون صريحين بشأن هذه الحالة: للحصول على معلومات استخباراتية مفيدة ومثالية لتغيير قواعد اللعبة، خاصة المستندة إلى الأدلة، تظل أفعالنا معقدة للغاية ومحفوفة بالمخاطر وكثيفة الموارد”، وتابع “التعاون الأول يمكن أن يخبرك عن عملنا وفعاليتنا”.

نجح عرض بريرو، ووافقت الإمارات على ميزانية أولية من أربعة إلى ستة أشهر بمليون ونصف يورو “للحصول على” دليل ملموس “حول قطر والإخوان المسلمين في أوروبا.

لم يُذكر اسم حازم ندا في المراسلات السابقة أبدًا، في البداية اقترح بريرو استهداف الأشخاص الذين سبق وصفهم بأنهم متعاطفون مع الإخوان، على سبيل المثال، عرض إسقاط طارق رمضان، الفيلسوف السويسري وحفيد مؤسس الحركة، من خلال الكشف عن حياته الجنسية “الجامحة”، والعديد من عشيقاته الشابات وممارساته الدينية المتراخية”.

بعد ستة أشهر من اجتماع أبو ظبي، اتهمت الشرطة الفرنسية رمضان بالاعتداء الجنسي واعترف منذ ذلك الحين بممارسة الجنس مع عدة نساء، ولكن برغبتهم.

يبدو أن فكرة استهداف حازم نشأت في محادثات مع سيلفان بيسون، الصحفي السويسري في Le Temps الذي كتب سابقًا عن يوسف والد حازم، قال لي حازم: “إنها رحلة لا نهاية لها”، كان بيسون قد نسج كتابًا كاملاً، “غزو الغرب: المشروع السري للإسلاميين”، يعتمد فيها على وثيقة غير موقعة من 14 صفحة، تعود لعام 1982، يقول إنه تم تسليمها إلى يوسف ثم تم اكتشافها بعد ذلك بسنوات، أثناء مداهمة عام 2001 في منزله. يعتبر معظم العلماء الآن أن كتاب بيسون هو نظرية مؤامرة معادية للإسلام ضمن حملات الإسلاموفوبيا، ويعد مرجعًا للمتطرفين غير المسلمين، يُذكر أن أندرس بريفيك السفاح النرويجي الذي قتل مسلمين قال إن هذا الكتاب كان مرجعًا له لارتكاب جريمته.

قام بريرو بتضمين بيسون في قائمة مبكرة من المصادر المحتملة التي يمكن استخدامها من قبل الإمارات العربية المتحدة للترويج لها.

تم إرفاق اسم بيسون بمسودة مذكرة ذُكر فيها اسم ندا وعلى مخطط يظهر ندا ولورد إنيرجي في مركز شبكة مترامية الأطراف من الإسلاميين المفترضين. (أقر بيسون بأنه تحدث إلى بريرو، لكنه قال إنه لا يستطيع تذكر تفاصيل تلك المحادثات، ولن يكشف عن مصادره… وأشار إلى أنه أثناء قيامه بالحديث عن كتابه، أخبره المحققون السويسريون أن الوثيقة المكونة من 14 صفحة كانت “مهمة للغاية”. لكنه الآن يعتبر يوسف ندا “سلميًا بشكل أساسي”)

في أول تقرير رسمي لبريرو للإماراتيين بتاريخ 6 أكتوبر/تشرين الأول 2017، كتب: “لماذا حازم ندا؟” استندت إجابته، التي امتدت لثمانية وأربعين صفحة، إلى افتراض أن الابن كان امتدادًا لوالده: “يوسف ندا المليونير الذي يبلغ من العمر 86 عامًا ومن الطبيعي أن يسلم أعمال العائلة إلى الجيل القادم.”

بعد القيام بهذه القفزة، استهدف بيرورو ضد حازم ندا بشكل أساسي من خلال تحليل نسخ تم الحصول عليها خلسة من سجل مكالمات ندا لشهور يونيو/حزيران ويوليو/تموز وأغسطس/آب 2017.

أظهرت السجلات حازم اتصل بأخته كثيرًا، تقيم في قطر، وكان زوجها مهندسًا ميكانيكيًا وصادف أنه ابن داعية مسلم بارز يحظى باحترام الإخوان المسلمين.

أظهرت كذلك تواصله مع أصدقاء الطفولة، وكان بعضهم من نسل أصدقاء والده القدامى من الإخوان، كان شريك والده في العمل، وهو أيضًا من مؤيدي الإخوان المسلمين لديه ابنه يوسف همت، الذي عمل مع حازم وقاد أيضًا شبكة أوروبية من مجموعات الشباب المسلم.

وأظهرت المكالمات تواصله مع موظف إيطالي من شركة لورد إنيرجي وصديق اعتنقت عائلته الإسلام؛ حتى أن الصديق نشر رسائل على وسائل التواصل الاجتماعي تعارض الانقلاب المدعوم إماراتيًا في مصر عام 2013 والذي أطاح بمحمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان.

كانت كلها مكالمات وعلاقات عادية، لقد أخبرني حازم أن الشخص الوحيد الذي يمكن اعتباره محسوبًا على الجماعات الإسلامية في سجل مكالماته هو عضو برلماني جزائري ومدير مدرسة لغات في ميلانو، كانت زوجة ندا تدرس الإيطالية هناك.

لكن بريرو استخدم هذه المعلومات بطريقة شريرة، كتب إلى الإماراتيين: “يبدو أن لورد إنيرجي كيان مهم للغاية – وسري للغاية – داخل التنظيم الإرهابي السري للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين”. لم يصدق حازم أن الإماراتيين أصيبوا بجنون العظمة بما يكفي للدفع مقابل استهدافه والقضاء عليه، “لكن للأسف هذا ما حدث”.

كشفت الملفات المسربة التي اطلع عليها حازم أن محرر مجلة Africa Intelligence ، فيليب فاسيت ، سعى بانتظام للحصول على معلومات من عملاء Alp ، الذين كان يعرفهم جيدًا.

رأى ندا ذلك بعد أسبوع من أول مقال نُشر على مجلة Africa Intelligence ، صاغ بريرو ملفًا من ستة عشر صفحة، بعنوان “سيلفان: العلاقات المفترضة بين لورد إنيرجي وبين جماعة الإخوان المسلمين”، وعندما نشر سيلفان بيسون مقال Le Temps ، قدمه بريرو للإماراتيين كدليل على نجاحه المبكر في فضح ندى.

تمكن بريرو من إيجاد نقطة ضعف لشركة لورد إنيرجي، وهي اعتمادها على التدفق المستمر للقروض – الاقتراض لملء ناقلة عملاقة بالنفط في ليبيا، على سبيل المثال، ثم سداد الديون عند تفريغ السفينة في إندونيسيا.

أوضح عمل بريرو مع البنوك السويسرية أن إدارات الامتثال لديها قلقة بشدة بشأن مخاطر السمعة، وفي فبراير/شباط 2018، طلب المزيد من الأموال من الإماراتيين لتوسيع عمليته ضد ندا، واقترح “تنبيه قواعد بيانات الامتثال والجهات الرقابية، التي تستخدمها البنوك والشركات متعددة الجنسيات، على سبيل المثال بشأن الأنشطة الحقيقية للورد إنيرجي وروابطها بالإرهاب”، وأوضح أن “هدفه” كان منع “الحسابات المصرفية وأعمال الشركة”.

سرعان ما استغلت شركة Alp أموال الإماراتيين، وجندت موظف لديها يُدعى Raihane Hassaine الذي بدوره أرسل مسودات بالبريد الإلكتروني لـ Wikipedia، وتُظهر فاتورة بتاريخ 31 مايو/أيار 2018، أن الشركة دفعت لنينا ماي، الكاتبة المستقلة في لندن، ستمائة وخمسة وعشرين جنيهاً إسترلينياً مقابل خمس مقالات عبر الإنترنت، نُشرت بأسماء مستعارة واستناداً إلى ملاحظات قدمتها شركة Alp، والتي هاجمت شركة لورد إنيرجي وقالت إن الشركة لديها روابط وصلات بالإرهاب.

ماي والصحفية الفرنسية الوهمية التي تدعي أنها مستقلة ونشرت تحت اسم تانيا كلاين وأنها تعمل لشركة MB الأوروبية نشروا أيضًا مقالات لمهاجمة شبكة مجموعة الشباب التي يرأسها يوسف همت، ووصفت المقالات الشبكة بأنها فرع لتجنيد الإرهابيين من جماعة الإخوان المسلمين، بالرغم من أن هذه الشبكة مُولت من قبل منتدى المنظمات الشبابية والطلابية المسلمة الأوروبية والاتحاد الأوروبي، كانت هذه المقالات ضمن حملة تروج لخطاب الكراهية ضد الإسلام.

يوسف همت، الذي نشأ في سويسرا، أخبرني أنه يعتبر نفسه ليبراليًا كلاسيكيًا، مع ذلك استهدف من قبل Alp، هذه الحملة لم تجعله يخسر لم وظيفته المربحة في لورد إنيرجي فحسب؛ بل دفعت البنوك إلى إلغاء حساباته الجارية وبطاقات الائتمان الخاصة به، ولا تزال الشائعات تجعل من الصعب عليه العثور على عمل أو اقتراض الأموال أو حتى فتح حساب جاري عبر الإنترنت.

“ماذا فعلنا لنستحق هذا!”… كان هذا هو السؤال الذي دار في عقل يوسف همت كثيرًا، والآن لم يعد رئيسًا لشبكة الشباب المسلم، وأصبح بلا وظيفة باستثناء تجارة السلع بمفرده.

تفاخر عملاء شركة Alp للإماراتيين بأنهم نجحوا في إحباط جهود ندا لمحو العبارات المسيئة لشركته من ويكيبيديا، كتب بريرو في “تحديث عاجل” للإماراتيين في يونيو/حزيران 2018: “طلبنا مساعدة الوسطاء الودودين الذين تصدوا للهجمات المتكررة، ويبقى الهدف شل الشركة” وللضغط على الآخرين لتجنب العمل مع لورد إنرجي، أضافت شركة Alp مزاعم مشكوك فيها حول الشركة إلى مدخلات ويكيبيديا لكريدي سويس واحتكار النفط الجزائري، وقام أحد العملاء باستخدام الاسم المستعار لوران مارتن بممارسة الضغط على World-Check بشأن تصنيف شركة حازم كإرهابية.

لم يستطع ندا أن يصدق كم كان من السهل إقناع المقرضين بالابتعاد عنه، قال لي: “مجرد عدد قليل من المدونات وشخص يحمل اسمًا مزيفًا وحساب بريد بروتون نجحوا في ذلك”.

كتب بريرو للإماراتيين في تحديث في يوليو/تموز 2018 “نجحنا في أن يُنظر للورد إنيرجي على أنها شركة لها علاقات بتمويل الإرهاب “. وتفاخر بأن Google قد أكملت الآن البحث التلقائي عن “Lord Energy” بكلمات “مسلم” أو “الإخوان المسلمون” أو “الإرهاب”، في “تقييم التأثير لعام 2019 الذي يحمل غلافه صورة سهم يضرب عين الثور، كرر بريرو هدفه: “نجحت شركة MB التجارية في دفع شركة لورد إنيرجي نحو الإفلاس”.

بحلول ذلك الوقت، كانت الإمارات العربية المتحدة تدفع لبريرو مائتي ألف يورو شهريًا لتحديد مواقع الأهداف ومهاجمتها في جميع أنحاء أوروبا، مع رسوم إضافية لمشاريع جانبية، كان مطر مسرورًا بنتائج Alp، وقال في مكالمة هاتفية سجلها بريرو سرا “عمل ممتاز… الجميع يقدر ما قمت به.”

طمح بريرو في المزيد من الأرباح، وفي يناير/كانون الثاني 2020، كتب إلى الإماراتيين: “نحن مستعدون لبدء خطة العمل الخمسية الجديدة، والتي بحلول نهايتها سنكون قد غطينا حوالي 20 دولة أوروبية”، أصبح الاثنان قريبين جدًا لدرجة أن مطر خاطب بريرو في الرسائل النصية المشفرة على أنه “أبي العزيز”. (تشير الملفات المخترقة أيضًا إلى أن بريرو قام بإعداد عنوان بريد إلكتروني لمطر ثم قام بتسجيل الدخول لمراقبة موكله)

فوجئ حازم ندا برؤية الصحفيين والباحثين الرئيسيين يتقاضون رواتب من بريرو، أثناء عمله نيابة عن الإمارات العربية المتحدة، سجل بريرو أكثر من خمسة آلاف يورو مدفوعات لإيان هامل، مراسل جنيف لمجلة لو بوينت الفرنسية، وخمسة آلاف يورو أخرى للصحفي الفرنسي لويس دي راغوينيل.

واحدة من أولى خطوات بريرو بعد توقيعه مع الإمارات العربية المتحدة كعميل هي تجنيد لورنزو فيدينو، مدير برنامج التطرف في جامعة جورج واشنطن ومستشار لعدة حكومات أوروبية، ويقول فيدينو ، وهو مواطن مزدوج من إيطاليا والولايات المتحدة، بأنه حتى المنظمات الإسلامية الأكثر اعتدالًا في الغرب مرشحة لتبني العنف.

ندا، مثل العديد من المسلمين، اعتقد أنه ببساطة يروج للتعصب في لغة أكاديمية، وصفت مبادرة جسر جامعة جورج تاون، التي تدرس الإسلاموفوبيا، فيدينو بأنه شخص “يروج لنظريات المؤامرة حول جماعة الإخوان المسلمين” و “مرتبط بالعديد من مراكز الفكر المعادية للمسلمين”، وفي عام 2020، استشهدت وزارة الداخلية النمساوية بتقرير صادر عن فيدينو كأساس لتنفيذ مداهمات على عشرات المواطنين أو المنظمات المشتبه في ارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين.

قال فريد حافظ، الباحث النمساوي في مجال الإسلاموفوبيا الذي قُبض عليه في تلك المداهمات وهو الآن أستاذ في كلية ويليامز وزميل في جامعة جورج تاون، إن فيدينو يصور تقريبًا جميع منظمات المجتمع المدني الإسلامية البارزة على أنها داعمة للإخوان، قال حافظ “فيدينو مثل الثعلب… لديه علاقات بأشخاص على صلة بالإخوان المسلمين… لا يمكنك مقاضاته بتهمة التشهير، لأنه لا يقول صراحة أنك عضو في جماعة الإخوان المسلمين! “

تظهر سجلات Alp أنه في 12 يناير/كانون الثاني 2018، قام بريرو لتجنيد فيدينو في عشاء بقيمة ألف دولار في فندق Beau Rivage في جنيف، في نقاط نقاش معدة سلفًا، أشار بريرو إلى أنه يخطط للكذب بشأن العمل في الإمارات العربية المتحدة، وبدلاً من ذلك قال لفيدينو إن شركة محاماة في لندن وظفته لفحص جماعة الإخوان المسلمين في أوروبا، مع التركيز على شركة “لورد إنيرجي” لأنها قد تكون متورطة في شيء.

تشير ملاحظات بريرو عن العشاء إلى أنه كان يهدف إلى تقديم اقتراح لـ فيدينو: “هل سيكون متاحًا للعمل كمستشار لشركة MB الأوروبية؟، بعد أسبوعين من العشاء، وقع فيدينو عقدًا أوليًا يدفع له ثلاثة آلاف يورو مقابل “خيوط / شائعات مثيرة للاهتمام” حول جماعة الإخوان المسلمين، جنبًا إلى جنب مع “قائمة بالأعضاء المزعومين لمنظمات الدرجة الأولى في البلدان الأوروبية”.

في حديثه معي قال فيدينو بأنه كان يعمل لصالح شركة Alp ، مضيفًا أنه غالبًا ما أجرى أبحاثًا لشركات خاصة، قال: “إنه نفس البحث الذي أقوم به بغض النظر عن أي شيء، لذلك لا يهم حقًا من هو العميل النهائي… لقد أجريت أبحاثًا حول جماعة الإخوان المسلمين في أوروبا لما يقرب من خمسة وعشرين عامًا… لم أستبعد أن الإمارات هي العميل، كانوا العميل المنطقي على الرغم من أنه لم يكن واضحًا ما إذا كان الإماراتيون أم السعوديون أم الإسرائيليون أم كيانًا خاصًا ما في الولايات المتحدة هو وراء ذلك”.

سلم فيدينو إلى Alp سلسلة من تقارير “القيل والقال” حول وصول الإخوان المسلمين، ودعمت هذه التقارير عمل بريرو أمام الإماراتيين.

بعد تدمير شركة لورد إنيرجي، أقنع بريرو الإماراتيين بدفع المال له لملاحقة المزيد من الأشخاص في قائمة فيدينو للإسلاميين المشتبه بهم. بحلول نوفمبر/تشرين الثاني 2019، اقترح بريرو على الإماراتيين أكثر من خمسين هدفًا أوروبيًا محتملاً.

في مرحلة ما، سأل فيدينو عن “عناصر / شائعات مثيرة للاهتمام” على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، وقال بريرو “قد تكون فرصة لإظهار أننا يمكن أن نكون مفيدين في هذا الاختصاص القضائي أيضًا”.

وبحسب السجلات الجزئية في الملفات المخترقة، بحلول أبريل/نيسان 2020، كان بريرو قد دفع لـ فيدينو أكثر من ثلاثة عشر ألف يورو، وتشير تقارير الحسابات الداخلية لشركة Alp إلى أنه في الفترة ما بين 21 أغسطس/آب 2017 و 30 يونيو/حزيران 2020، كانت دولة الإمارات العربية المتحدة قد دفعت لبيريرو 5.7 مليون يورو على الأقل.

للاطلاع على الجزء الأول من التقرير اضغط هنا

 

النص كاملًا من المصدر هنا

يتبع…