نشبت تظاهرات في عدد من عواصم الدول العربية في عام 2019 للمطالبات بإصلاحات حكومية في الجزائر والمغرب علاوة عن الثورة السودانية التي أطاحت بالرئيس عمر البشير.

وعلى الرغم من أن تلك المطالبات لم تكن واحدة إلا أن الهتاف الموحد الذي جمع كل هؤلاء هو هتاف هاجم قائد الانقلاب في مصر الجنرال عبد الفتاح السيسي الجاثم على الشعب المصري منذ نجاح انقلابه على الرئيس الشرعي للبلاد الدكتور الراحل محمد مرسي عام 2013.

صنفت الشعوب العربية السيسي بعدو للشعوب و الثورات والديمقراطية في الوطن العربي وهي نظرة ثاقبة تخطت ما فعله هذا الانقلابي في الشعب المصري والمجازر التي أقامها في حقهم إلى أبعد من ذلك.

والحقيقة أن السيسي يقوم بدور خبيث في المنطقة العربية ويحاول تهيئة الظروف للانقلابيين والمستبدين ويسعى دائما إلى تبييض جرائم القتلة كما هو الحال في ليبيا وتونس والسودان ومؤخراً انضمت للقائمة سوريا الجريحة فكيف يقوم بذلك؟!.

بين حفتر وقيس 

اندلعت الثورة الليبية في 15 فبراير من عام 2011 والتي أطاحت بحكم القذافي المستبد لكن فلول نظامه وبقاياه أبو إلا أن يفسدوا على الشعب الليبي فرحته وحولوا ذلك المشهد إلى حرب طاحنة.

تشرذمت القوى السياسية في ليبيا وتحول الصراع إلى احتدام مسلح واستحواذ على المناطق الليبية الشرقية منها والغربية وطفا على السطح أحد أخبث وأفشل القيادات في عصر ليبيا الحديث ألا وهو اللواء متقاعد الانقلابي خليفة حفتر.

تكبد حفتر الكثير من الهزائم في ليبيا كان آخرها في عام 2020 وكذلك قام بجرائم فظيعة في حق أبناء الشعب الليبي وعلى رأسها مجازر مدينة ترهونة وإقامة المقابر الجماعية فيها.

لكن في كل مرة كان يذوق فيها الويلات كان يلجأ حفتر إلى القاهرة من أجل عودته للمشهد من جديد ويقوم السيسي باستقباله علناً أما في الخفاء فقد دعمه السيسي بالسلاح والقوات من أجل استمرار مجازره الدامية.

ومن ليبيا إلى تونس فقد دعم السيسي انقلاباً من نوع آخر قام به قيس سعيد والذي امتدح السيسي مشيراً إلى أنه أنقذ مصر من الأخطار وتمنى تكرار تجربته في تونس وقد كان.. فقام بفتح السجون والانقلاب على الدستور واغلق مجلس الشعب بالدبابات تماماً كما فعل السيسي.

مجرم سوريا 

مؤخراً تنادت دعوات من المستبدين والديكتاتوريين في المنطقة العربية أمثال محمد بن زايد الرئيس الإماراتي ومحمد بن سلمان ولي العهد السعودي بعودة المجرم بشار الأسد لمشهد الدولي مرة أخرى بعد عزة استمرت أكثر من 11 عام.

الأسد الذي لم ينل من اسمه نصيب قام بقتل أبناء شعبه وقصفهم بالأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً وقتل الأطفال ونكل بالنساء وقام رجاله بقتل الشباب السوري في السجون بعدما أذاقوهم أصنافاً من التعذيب.

لكن الانقلابي المصري الذي قام بمثل ما فعل بشار يحاول الآن إعادته للمشهد بعد كل ذلك ولا عزاء لدماء الشعب السوري فقام بإرسال وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى دمشق ومن ثم استقبل الأخير فيصل المقداد وزير الخارجية في النظام السوري.

كما تحدثت صحيفة وول ستريت جورنال عن لقاء مرتقب بين سفاحي العصر بشار الأسد وعبد الفتاح السيسي لإعادة العلاقات بشكل كامل علاوة عن أنه يتوسط للنظام السوري للعودة إلى جامعة الدول العربية.

الخلاصة أن السيسي يدعم كل ديكتاتوري المنطقة وعلى رأسهم بشار الأسد ليس لقوة منه أو لأنه يجيد لعب تلك الأدوار لكنه يستخدم في ذلك اسم مصر الدولة الرائدة في المنطقة والإقليم خدمة لهؤلاء المستبدين.



اقرأ أيضًا : كيف تآمر محمد بن زايد على الشعب المصري؟