العدسة – ربى الطاهر

هو الفصل الذي لا تجد حوله آراء هادئة وسطية بل يختار كل إنسان الموقف الأكثر تطرفاً منه حسب إحساسه به، فإما هو فصل الرومانسية الممثلة في الغيوم والمطر والاحتياج للدفء بالمشاعر والبيت، وإما هو رمز للاكتئاب والانزواء والخوف لدى آخرين بينما يبقى هو حقيقة صعبة قاتلة لكل من ليس لهم مأوى فيواجهون فرادى قضمات البرد، ولذا أطلق الفلاسفة على الشتاء لقب “عدو الفقراء”.

وما بين هذا وذاك يبقى الشتاء هو الفصل المرتبط بالعديد من الرموز التي يرى خبراء التغذية والـ “life style”  أنها مفيدة وأخرى ليست كذلك تماماً.

 

عادات البقاء والخروج من البيت

بالشتاء يزيد الارتباط بشاشات التلفاز، ومشاهدة الأفلام بصحبة المشروبات الساخنة وتقل ممارسة الرياضة أو التمشية والتسكع، وينصح خبراء “أسلوب الحياة” أنه رغم متعة الإحساس بالدفء إلا أن الاضطرار له والاستزادة منه قد يصيب الإنسان بالخمول والملل ويدفعه للنوم لساعات طويلة بليل الشتاء مما يصيبه بالفعل بالاكتئاب، علاوة على عدم التعرض الكافي في الصباح  لأشعة الشمس مما يفقد الجسم حيويته .

ولذا يًنصح في فصل الشتاء بالاكتفاء بشراء جاكيت ثقيل واحد للمساعدة على الحركة دون شعور زائد بالبرد وكذلك حذاء رياضي طويل وعدم الاهتمام بشراء أكثر من قطعة لأن أيا كان ما سترتديه سينتهى بتغطيته بتلك السترة وهذا الحذاء الطويل، ويفضل عدم الارتكان دوماً إلى اللون الأسود ولكن استخدام أخرى دافئة مثل الأحمر .

التسكع أو التمشية الرياضية السريعة، أيا منها، لنصف ساعة بالنهار، وأخرى بالليل خلال فصل الشتاء تساعد على “الاستمتاع بالدفء” عند العودة للمنزل وتنفض على نفسية الشخص الاكتئاب الانزواء.

الرياضة، نصيحة رئيسية أخرى حيث يرتكن ممارسي الرياضي إلى وقفها خلال فصل الشتاء مما يجعل الجسم يشعر بعدم اتزان مفاجئ فيزيد وزنه سريعاً وتصعب لياقته.

عادات الملابس

إن التعامل مع الشتاء وفق خريطة طقسه التي قد تأتي معها الشمس لمدة 3 ساعات في اليوم فتشعر بالحرارة تلسع جسدك تحت الملابس الثقلية ومن ثم وبعد ساعات قليلة تشعر بقضمة البرد تأكل أطرافك، هو شعور مربك يجعلنا غير مستقرين  في اختياراتنا للملابس بل ويكون هو السبب بأغلب الأحيان للإصابة بنوبات البرد والانفلوانزا.

لذا ينصح الأطباء فيما يتعلق بملابس الشتاء بتثبيت طقوس محددة وعدم تغييرها مهما تقلبت أوضاع الجو، ومن تلك الطقوس، إرتداء فانلة قطنية داخلية تساعد على امتصاص العرق، يليها طبقة من (فانلة ) من الصوف الخفيف يعطي الجسد الدفء الملاصق له ويمنع لفحات الهواء عند ارتداء أو خلع السترات من أن تنفذ للعظام فتصيبها برطوبة دائمة.

أما عن الملابس الخارجية فيًنصح بعدم الاستزادة فى الأثقال بل الاطمئنان لطبقة الصوف الخفيفة الملاصقة للجسم وارتداء طبقة من الكتان أو الجلد الخفيف والاكتفاء بحمل سترة يمكن استخدامها بالساعات الأخيرة من الليل أو عند هبوب الرياح أو نزول المطر.

أما النصيحة الرئيسية فهي الاهتمام بتدفئة الأطراف التي فى حالة دفئها تنقل هذا إلى باقي الجسم قدر الإمكان، مهما كانت درجة حرارته، لذا فإن ارتداء القفازات والقلنصوة فوق الرأس، والحذاء الجلد الطويل المبطن من الداخل هى الأهم بالشتاء خاصة مع هبوط المطر وعدم صرف المياه من الشوارع.

تلك النصائح السابقة هى المعممة بكل اللغات والثقافات رغم الاختلاف والتباين الشديد في درجات الحرارة، ورغم هذا ما يتم النصح به فى مدينة الضباب “لندن” هو نفسه الذي يًنصح به فى مدينة دافئة نسبياً في الشتاء كالقاهرة.

عادات الطعام

بلا شك أن الشتاء هو الأمتع مع الطعام، فما أن تأخذ درجات الحرارة في الانخفاض حتى يداعب خيالك سخونة مشروبات مثل “السحلب، حمص الشام، البليلة” بينما تصل إلى أنفك رائحة مأكولات شهيرة كـ “البطاطا المشوية”.

أطعمة محببة ولكنها خطرة خاصة إذا ما اقترنت بقلة الحركة والنوم بعد تناول الطعام حيث تؤدي إلى زيادة الوزن إلى حد السمنة إضافة الى  ثقل الحركة والشعور الدائم بالوخم، لذا ينصح الأطباء في فصل الشتاء بعدم الاستزادة من تلك المأكولات والمشروبات الممتلئة بالسكريات والكربوهيدرات والاستعاضة عنها بالسوائل المرقية (الشوربة ) بكل أنواعها وبشكل خاص (شوربة الخضروات) سواء بمرقة الخضروات نفسها أو اللحم أو (شوربة الأسماك)، إدخال الليمون إلى كل الطعام، ثم تأتي الفواكه كبديل للسكريات والكربوهيدرات المطلوبة إضافة إلى مد الجسم بالفيتامينات المطلوبة، ويأتي على رأسها بالتأكيد فواكه مثل البرتقال والكيوي ويكفي أن نعلم أن قطعة واحدة من الشيكولاتة توزاي حجم السعر الحرارية  المتراكمة عن تناول 10 حبات من الكيوي على سبيل المثال.