العدسة – ربى الطاهر
أثار إعلان الطبيب الإيطالي، “سيرجيو كانافيرو” بإمكانية زراعة رأس بشري حي للمرة الأولي خلال الايام القليلة القادمة الكثير من الجدل ما بين منتقد ومشكك واعتبرها بعض الأطباء عملية وصفوها بـ”غير الأخلاقية وربما إجرامية”، والبعض الآخر نفي إمكانية حدوث ذلك من الأصل.
أما الطبيب الإيطالي الذي ذكر موقع “مترو” البريطاني أنه مدير هيئة طبية إيطالية لتعديل العمليات العصبية المتقدمة فقد مضى قدما في إجراء أول عملية جراحية من أجل زراعة “رأس بشري حي” تاركا كل هذا الجدل خلف ظهره.
وقد حقق كانافيرو شهرة واسعة بعد قراره بإجراء تلك العملية، مؤكدا أن الوقت قد حان لإجراء عملية نقل رأس لأول مرة في التاريخ، وأنه لم يعد هناك ما يحول دون تنفيذها، والمرحلة التالية هي نقل رأس لأجسام المتبرعين الذين ماتت أدمغتهم.
ويفتخر الطبيب الجراح بأنه أول من قام بإجراء تلك العملية، فبعد نجاح زراعة رأس على إحدى الجثث في الصين، أكد “كانافيرو” أنهم على استعداد لإجراء العملية على شخص حي، وصرح أن العملية أجريت بنجاح، وأنه كان من الواضح أن ذلك لن يتحقق فعليا إلا إذا خضع شخص ما لهذه العملية وتمكن من العيش فعليا بعدها”، مضيفا “هذا يؤكد أن خططي ستعمل”.
وعقد ” كانافيرو” مؤتمرا بالعاصمة النمساوية فيينا ليعلن فيه إجراء العملية في الصين، مشيرا إلى أن مجتمعات طبية عديدة في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا رفضت قبول إجراء هذه العملية المثيرة للجدل والانتقادات، معلقا بقوله إن “الأمريكيين لم يفهموا ذلك”.
عملية معقدة
ووعد كانافيرو بإجراء هذه العملية الجراحية بين شخصين ولكنهما على قيد الحياة، من خلال قطع الرأس وسحب النخاع الشوكي للشخص الذى يهدف لإجراء العملية، ونقلهما إلى جسد توفي حديثا، ثم تحفيزهما فيه عن طريق النبضات الكهربائية بعد شهر من الغيبوبة.
حيث إن نجاح عملية الزراعة على الجثة يوضح أن التقنيات التى أعاد تطويرها لربط العمود والأعصاب والأوعية الدموية للسماح للجثتين بالعيش معا “فعالة وقابلة للعمل” منوها أن مدة إجراء هذا النوع من العمليات استغرق 18 ساعة.
الحصول على متبرع
” فاليري سبيريدونوف “
وتحدث كانافيرو عن أنه سجل أول مريض له سيحتفظ برأسه مجمدا ثم يتم وضعه على جسم مانح جديد، وهو رجل روسي يدعى فاليري سبيريدونوف.
وكان هذا الشاب الروسي يعاني من مرض جينى نادر وقاتل في الحادي والثلاثين من عمره وقد أقدم على التبرع لإجراء هذه العملية، حيث يريد نقل رأسه إلى جسم آخر بعدما سئم من احتياجه الدائم إلى من يعتني به، بسبب تنقله على كرسي متحرك، ولكنه واجه معارضة شديدة من صديقته، وتشير التقارير أنه تراجع عن تنفيذ الفكرة.
وكان من المفترض تنفيذ العملية الجراحية في فترة أعياد الميلاد من العام الحالي، حسب اقتراح ” كانافيرو”، الذي رجح أن نسبة نجاح العملية تصل إلى 90% مشيرا إلى أنه بحاجة إلى مشاركة 80 جراحا وتكلفة مادية تصل إلى 10 ملايين دولار.
يشار إلى أن الحكومة الصينية والطبيب شياو بينج، الذي يُشارك كانافيرو في القيام بهذه العملية، يتحمسان لإجراء تلك العملية مؤكدين أنها ستبدأ خلال الأيام القليلة القادمة، وعلق شياو بينج بقوله إن الحكومة الصينية تريد إعادة الصين إلى العظمة بدعمها لتلك العملية الجراحية.
انتقادات حادة
من جهة أخرى، أثارت الأجواء حول هذه العملية استياء جموع الأطباء وانتقدوا هذا الطبيب الإيطالى الذي يدعي أنه على وشك القيام بعملية زرع رأس بشرى لاثنين من الأحياء، ووصفوا ما قد يقدم عليه بإجراء هذه العملية بأنه يتخطى كونه غير أخلاقي لكونه عملا إجراميا، خاصة وأن هذا النوع من العمليات يمكن أن يسبب مشاكل مخيفة للأشخاص الذين يخضعون لها، بالإضافة إلى أنها تهدد المجتمع بصفة عامة.
تشكيك في النجاح
في حين ذهب فريق آخر من الأطباء من بينهم الطبيب البريطاني دين بورنيت، إلى أن تنفيذ مثل هذه العملية ضرب من ضروب الخيال وشككوا بإعلان نجاحها، بل أنهم عرضوا الكثير من الأسباب التى توضح أن هذا العمل الجراحى أمر لا يمكن أن ينجح على الإطلاق.
ومن جانبه قدم كانافيرو العديد من الأدلة التى تؤكد نجاح مثل هذه العملية على أشخاص أحياء حيث أنه حقق نجاحا في إجرائها على الفئران والقردة، إلا أن الأطباء يعلنون مخاوفهم من التبعات المرعبة لإجراء مثل هذه الجراحة على البشر الأحياء والتي قد تؤدي بهم إلى “ما هو أسوأ من الموت” إزاء تلك المعاناه الرهيبة التى ستنتج عن التكيف مع جسد جديد.
اضف تعليقا