العدسة – هادي أحمد
اعتبرت مجلة نيويوركر الأمريكية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ألقى قنبلة دبلوماسية على عملية السلام في الشرق الأوسط، أمس (الأربعاء 6 نوفمبر2017) بقراريه التوأم بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب.
وذكرت المجلة أن “ترامب” كسر بهذا القرار سبعة عقود من السياسة الأمريكية من تجميد القرار، عبر الإدارات المتعاقبة للبيت الأبيض، سواء الجمهوريين أو الديمقراطيين.
وأشارت إلى أن “ترامب” تحدى بالقرار كل حلفائه، من أجل إنقاذ إسرائيل، كما تجاهل حملة عالمية دشنت مؤخرا، وتضمن شخصيات من الديانات السماوية الثلاث في العالم “البابا فرنسيس ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومجموعات يهودية أمريكية”.
ولفتت إلى أن “ترامب” حقق فقط وعدا كان قد قطعه على نفسه، خلال حملته الانتخابية، لكن القرار في الوقت ذاته أصبح يهدد بإنهاء أكبر تعهداته فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، وهي التوسط في السلام بين الإسرائيليين و الفلسطينيين الذين دعوا إلى ثلاثة أيام من الغضب ردا على قرار “ترامب”.
وفى بيان مقتضب، قال “ترامب”، قررت أنه آن الأوان للاعتراف رسمياً بالقدس عاصمة لإسرائيل، واصفا القرار بأنه مقاربة جديدة تجاه النزاع العربي- الإسرائيلي، وخطوة ضرورية طال انتظارها لتعزيز عملية السلام .
اعتبر “ترامب” أن خطوته ترسيخ للواقع، ولا تستبق مفاوضات الحل النهائي، وقال: “طوال الأعوام الماضية حاول الرؤساء السابقون عدم نقل السفارة للدفع بعملية السلام، ونحن اليوم سنعتمد نهجاً مختلفاً”.
ونوهت الصحيفة أنه للمرة الأولى أعرب “ترامب” عن تأييده لحل الدولتين، إذا وافق الجانبان على هذه الصيغة كحل، ويعد هذا تنازلا؛ نظرا لأن سابقيه الجمهوريين والديمقراطيين أيدوا مبدأ حل الدولتين.
كما أشار “ترامب” إلى أن قراه لا يهدف إلى التأثير على الحدود النهائية أو حدود الدولة، مشيرا إلى أن نائبه مايك بنس سيتوجه إلى المنطقة قريبا لتعزيز الالتزامات الأمريكية.
وقال “ترامب”: سيكون هناك بالطبع خلاف ومعارضة بشأن هذا الإعلان، لكننا واثقون من في نهاية المطاف أننا سوف نعمل على حل تلك الخلافات، وسوف نصل إلي مكان أكبر من التفاهم والتعاون، نريد اتفاقا واسعا بالنسبة للإسرائيليين وكثيرا من الفلسطينيين.
من جانبهم، قال مسؤولون أمريكيون، إن الجانب الغريب والمتناقض تقريبا في إعلان “ترامب” هو التوقيت، لاسيما وأن هذا التحرك قد لا يتم حتى يتم تحديد مكان السفارة أو بناؤها، وهو الأمر الذي قد يستغرق ما بين 3 إلى 4 سنوات، وفقا للمجلة الأمريكية.
قال “ترامب”: إن النهج الحالي لعملية السلام فشل في إيجاد حل، وأصبحت هناك حاجة للتغيير.
ونقلت المجلة أن رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، رأى أن هذا الإعلان يدمر عملية السلام، مشيرة إلى أن هذا تحذير يكرره العديد من كبار الفلسطينيين الذين يشاركون في مفاوضات السلام وانخرطوا مع الإسرائيليين، منذ أكثر من ربع قرن، منذ اتفاق أوسلو عام 1993.
من جانبها، قالت حنان عشراوي (مشرعة فلسطينية) في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الإخبارية أمس الأربعاء، إن الرئيس “ترامب” دمر في ضربة واحدة ، ليس فقط فرص السلام، وإنما الاستقرار في المنطقة بأسرها.
وأضافت: لقد قوض “ترامب” حلفاءه في العالم العربي، ووضع جميع المتطرفين، في جميع العالم على استعداد لارتكاب أعمال عنف، وأعطي لهم ذريعة كاملة لأنه أثار المشاعر الروحية والنزعة الدينية إلى حد لا نعرف إلى أي مدى ستكون تداعياته.
وتساءل هارون ديفيد ميلر، الذي عمل على عملية السلام تحت ستة وزراء خارجية، ” كيف يخدم ذلك مصالحنا الوطنية “، وأضاف أن بيانا واحدا سيقوض كل ما يريدون القيام به”.
اضف تعليقا