هذا الحلم ذو اللون الأبيض الذي يراود كل أنثى منذ نعومة أظافرها… لم يكن يحمل قبل القرون الوسطى هذا اللون…. ولم تكن هناك علامة مميزة لهذا الفرح بالانتقال من حياة لأخرى.

ورغم طغيان اللون الأبيض الآن على هذه المناسبة الأثيرة فلا زال الفلكلور الشعبي الخاص بكل حضارة عبر العالم يفرض نفسه بل ويعود بقوة بالسنوات الأخيرة في محاولة للحفاظ على الطابع الشعبي.

فعبر التاريخ تنوعت أثواب الزفاف حسب البيئة، فكان الفرو الأحمر هو المميز للعروسة في الأفراح بالصين واليابان وفيتنام ومنطقة جنوب شرق آسيا بشكل عام   أما في المغرب العربي على سبيل المثال فكان ولا زال “البرنس” هو الرمز لثوب الزفاف حيث يتم ارتداء ما يشبه القفطان المزركش ذو القبعة القماشية المرتبطة بالثوب، ولا زالت ألوانه المميزة والمبهجة مساحة للتنافس فى التصميم.

ولعل أبرز فستان زفاف اكتسب شهرة في هذا المجال،  هو ثوب زفاف المطربة الأمريكية الكندية الشهيرة “سيلين ديون”؛ حيث ارتدب “برنسا” مغربيا مزركشا بالألوان البهجة؛ وذلك بسبب أصول زوجها التي تعود للمغرب العربي.

أما في منطقة الصحراء العربية فكانت ولا زالت العباءات الفضفاضة المزركشة والمحلاة بالذهب رمزا لقيمة وقامة عائلة العروس بينما يبقي اللونان الأحمر والأسود هما اللونان المميزان لثوب الزفاف الفلسطيني التقليدي.

ومن الألوان المزركشة على امتداد العالم إلى اللون الأبيض مرة أخرى، هذا اللون الذي وحد العالم وأصبح رمزا لـ”العروس” في كل مكان.

ورغم الانطباع الأول الذي يربط بين هذا الثوب والرغبة في إعطاء انطباع بالملائكية أو أن من ترتديه هى أميرة جميلة صغيرة ساحرة إلا أن قصصا من التاريخ تربط بينه وبين استخدام الراية البيضاء لإعلان الاستسلام في الحروب وكأنه إعلان عن قبول الفتاة والاستسلام للزوج ليأخذها إلى حياته.

أما ما هو موثق بالكتب التراثية فيشير إلى أن ختيار اللون الأبيض لثوب الزفاف يعود إلى إسكتلندا عندما تزوجت الملكة ماري، ملكة إسكتلندا زوجها الأول فارنسس دوفن ملك فرنسا عام 1559 فارتدت ثوبا أبيض لأنه اللون المفضل لديها على الرغم من أن اللون الأبيض كان يعتبر اللون الذي يلبس في المآتم عند الفرنسيين في ذلك الوقت، وقد تكرر الأمر بعد ذلك بسنوات فى حفل أسطوري مع الأميرة الإنجليزية فيليبا أول أميرة في التاريخ ترتدي البدلة البيضاء في زفاف ملكي وارتدت قلنسوة بيضاء أيضا من الحرير.

ومنذ عام 1840 وخاصة بعد زواج الملكة فكتوريا الشهيرة تحول اللون الأبيض إلى رمز عام للزفاف، وتم تعليق لوحة الزفاف للملكة وهي ترتدي هذه البدلة في ميدان شهير بلندن فبدأ كثير من السيدات في اختيار اللون الأبيض  لونا مميزا لأثواب زفافهن مقتديات في ذلك بالملكة فكتوريا.

وبالعصر الحالي لا زالت لقصص أثواب الزفاف بهجتها، فقد تندرت الصحف قبل سنوات على قصة فستان تناوبت فتيات أسرة أمريكية على ارتدائه لمدة 120 عاماً، فقد ارتدت “أبيجايل كينجستون” البالغة من العمر 30 عاما من بنسلفانيا في عام 2016 ثوب زفاف تم استعارته 10 مرات من قبل، وتناقل بين عرائس الأسرة حتى وصل إليها لتكون المرأة رقم 11 التي سترتديه، بينما كان أول من ارتدته هي الجدة ماري عام 1895.

وبالطبع كان لثوب الزفاف الأبيض مكانه داخل صالات المزادات الشهيرة، ولعل أبرز الأثواب التي عرفت العرض بهذه الصالات هو فستان المطربة الشهيرة “مادونا” و الممثلة “إليزابيث تيليور”، ففي عام 2015 قالت دار مزادات كريستي، اليوم، إن الفستان الذي ارتدته النجمة إليزابيث تايلور أثناء زفافها الأول إلى كونراد هيلتون في عام 1950 سيعرض للبيع الشهر المقبل، وقد ارتدته تايلور حين كان عمرها 18 عاما، وقد جلب 50 ألف جنيه استرليني (75300 دولار)، هذا بينما أقامت صالة مزادات بيفرلي هيلز الشهيرة”جوليانز أوكشينز”مزادا كبيرا لعرض وبيع أشياء ومقتنيات وملابس نجمة البوب مادونا ومن بينها ثوب زفافها من الممثل سين بين في أغسطس 1985وقد تم بيعه بمبلغ 47 ألف يورو.

وفيما يلي، صور لأثواب الزفاف التراثية ..

فستان زفاف الملكة فيكتوريا 1840

 

ثوب الزفاف المغربي “البرنس”

 

الثوب الأسيوي

 

ثوب الزفاف الفلسطينى

 

اما الثوب الخليجي فكان كما يبدو بالصورة

 

واخيرا ثوب الزفاف التركي