العدسة – ربى الطاهر
تناقلت بعض الأخبار من هنا وهناك طرقا يدعي أصحابها تنظيف مقلة العين، بل وربما معالجتها من العمى كذلك.. وعلى الرغم من أن هؤلاء الأشخاص قد يقومون ببعض التصرفات الغير آمنة صحيا في تنفيذ ذلك، إلا أن هناك من يستجيبون لهم رغم احتمالية العدوى الكبيرة، التي قد تنقل لهم بسبب تلك الأفعال.
ففي الصين اشتهرت مقاطعة “سيتشوان” بانتشار طريقة غريبة لتنظيف العيون من الغبار والأتربة، إذ تتم تلك العملية بشفرة حلاقة، فهناك يمارس الحلاقون ما يطلقون عليه فن تنظيف العين بشفرة حادة، وذلك من عدة قرون، ويقوم الشخص بتسليم عينيه لشفرة الحلاق، بدلا من استخدام القطرات المعمقة لتنظيف عينيه.
ومثلها مثل العديد من الوظائف والتقاليد القديمة الأخرى، أخذت هذه المهنة المحفوفة بالمخاطر في التلاشي، ولكنها رغم ذلك موجودة إلى يومنا هذا، ويقوم بعض الحلاقين بتقديم هذه الخدمة مقابل 5 يوانات، أي ما يعادل 0.80 دولار أميركي.
وفقا لمقولة قديمة يرددها سكان سيتشوان “نظف عينيك كي ترى جمال الحياة بوضوح”، فهذه العملية التي تندرج تحت عادات الصينيين القديمة، يقدم عليها بعض الأشخاص وهم على استعداد تام لو ضع أعينهم تحت شفرة الحلاق الحادة، حتى يروا جمال الحياة بوضوح أكبر، ولا يفوتهم شيء كما يقولون.
شفرات ملوثة
ففي البداية يقوم الحلاق بإعداد شفرة الحلاقة التي سيستخدمها في عملية تنظيف العيون، وذلك بعد أن ينظفها في تلك المياة التي استخدمها لحلاقة رؤوسهم من قبل!، حيث إنه يقوم قبلها بحلاقة رؤوسهم، وتنظيف الأذنين والرقبة بنفس الشفرة، ثم يمرر الشفرة الحادة على العين يمينا ويسارا داخل جفونهم، بعد أن يفتح أعينهم بيده اليسرى ويمرر الشفرة إلى الجفن السفلي بيده اليمنى، ثم ينتقل بعدها إلى مقلة العين نفسها.
ولا تتعدى هذه العملية الخمس دقائق، يقوم بعدها “الزبون” وقد اغرورقت عيناه بالدموع التي تكمل هي الأخرى عملية التنظيف.
ورغم أنهم يعرضون أنفسهم لمخاطر هذه العملية الغريبة، إلا أنهم يؤكدون أنهم يشعرون بتحسن كبير في عيونهم، ووضوح في الرؤية أعلى كثيرا مما كانوا عليه قبل عملية التنظيف.
يذكر أن عادة تنظيف مقلة وجفون العين في الصين، ترجع إلى الإخوة “تشو تشنج فو” و”تشو تشينج ين” اللذين ورثا هذه المهنة عن والدهما، وحققا شهرة واسعة بعد براعتهما في أسلوب تنظيف مقل العيون والأذنين والرقاب.
مهنة إلى الزوال
ورغم اندثار هذه المهنة إلا أنه لا زال هناك عدد قليل من الحلاقين يتمسكون بامتهانها، حيث يرون فيها تجارة رائجة تدر عليهم ربحا وفيرا، ولعل أشهرهم هو الحلاق “ليو ديوان” (53 عاما)، الذي يقف أمامه “الزبائن” في طابور طويل منذ أن بدأ العمل في تنظيف العيون منذ سبع سنوات.
وأوضح “ديوان” أنه تدرب على هذا العمل مدة لا تقل عن ثلاث سنوات، قبل أن يبدأ في العمل وهو في السابعة عشر من عمره، وقال إن سر شهرته يعود إلى قوة ومرونة معصمه وثبات يده.
وقد عبر أحد “الزبائن” ويدعي بنج (55 عاما) عن امتنانه من إجراء هذه العملية، ويقول إنه لا يحرك ساكنا منذ أن يمسك “ليو” مشرطه، ويقول إنه يرى الدنيا بوضوح أكبر، ويشعر بتحسن كبير بعد تنظيف عينيه.
والغريب أن كل هذه الجموع من “الزبائن” لا تترد في فتح أعينها للتنظيف بنفس الشفرة التي استخدمها الحلاق لحلاقة أشعارهم ولحاهم، هذا بخلاف أن الشفرة الواحدة تستخدم لجميع الزبائن على مدار اليوم، ولا يتم تنظيفها أو تعقيمها إلا بعد انتهاء العمل مساءً، من خلال وضعها في وعاء من الكحول إلى اليوم التالي، ويؤكد الزبائن أنهم لم يتعرضوا لأية عدوى خلال الفترة السابقة.
عجوز تلعق مقلة العين
ونترك الصين ونذهب إلى بلد آخر، حيث نجد أيضا من تلعق مقلة العين!
فهذه المرأة التي وصلت إلى العقد الثامن من عمرها، تزعم أن لها القدرة على معالجة أخطر أمراض العيون، وهو العمى، من خلال لعق مُقَلِ المرضى.
وتزعم كذلك “هافا سيليبيتش” أو “هافا نانا”، تلك السيدة التي تعيش في قرية بالبوسنة أنها معالِجة روحية، وتستطيع تسخير القوى، بل وأنها الشخص الوحيد في العالم الذي يعالج العمى بهذا الأسلوب.
تعقيم اللسان بالكحول
وتشير “هافا نانا” إلى أنها تعلمت هذا الفعل من امرأة أخرى تحمل نفس اسمها “هافا”.
وتؤكد “هافا نانا” أنها لا تفعل أكثر من غسل لسانها بالكحول، ثم بعد ذلك تبحث بلسانها داخل مقلة العين عن تلك الشوائب التي لا ترى بالعين المجردة، من نشارة الخشب والفحم والمعادن والرصاص والزجاج وغيرها، التي تلتصق بلسانها، وتقول إنها السبب وراء هذا المرض الخطير.
ووصل الأمر بـ ” هافا نانا” أن تعتقد- حسب قولها- بأن “الزبائن” سيقطعون لسانها بعد وفاتها؛ ليقومون بنفس العمل الذي تقوم به الآن.
ويظهر هذا الفيديو اقتناع عدد من المرضي بما تدعيه “هافا نانا” وقد لجأوا لها مستسلمين تماما لكل ما تفعله، فيقوم المريض برفع جفنه لكي يترك العجوز تقوم بعملها.
ولكن “هافا نانا” تتأسف لأنها لن تستطيع توريث هذه المهنة لأحد من أولادها أو أحفادها الذين يشمئزون من لعق مُقَل الآخرين.
وذكرت: “لقد أوصيت الناس هنا بأن يقوموا بالاحتفاظ بلساني لمعالجة المرضى بالطريقة ذاتها من بعدي”.
وتضيف “هافا”: “إنني أعالج من يعانون من أمراضٍ عجز الطب الحديث عن معالجتها، فهم يأتون إلي وعيونهم منتفخة، فأقوم بتنظيفها وإزالة البقع والتورمات”.
والأهم أن “هافا” قد حددت ما يعادل 10 يورو للعملية الواحدة، ولكن هذه القيمة يدفعها الأغنياء فقط، فقد تقوم بذلك مجانا للفقراء والعاطلين عن العمل.
اضف تعليقا