العدسة – بشير أبو معلا

في 8 نوفمبر 2016، أدهش دونالد ترامب أمريكا والعالم بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية، وعقب عام من الحكم، أصبح الرئيس ألأقل شعبية في تاريخ الولايات المتحدة الحديث، ومعظم المخاوف التي أثيرت بعد فوزه تحقق حتى الآن بالفعل، باستثناء انهيار سوق الأسهم.

وصوله إلى البيت الأبيض جاء في لحظة كان فيها الشارع السياسي الأمريكي منقسمًا بعد حملة انتخابية أثارت الفوضى، ومنذ ذلك الحين لا تزال القرارات التي يتخذها “ترامب” تُرهب العالم والكثير من الأمريكيين في ظل انعدام الخبرة، والعفوية في الحكم، والتي كان آخرها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

خلال هذه المدة لم يسلم العالم من انتقاداته اللاذعة، بل شتائمه المباشرة للبعض، عبر حسابه الرسمي بموقع التغريدات القصيرة “تويتر”، الذي استخدمه للتعبير عما يجول بخاطره دون أدنى حساب لتأثير ذلك على المسئولين أو المواطنين في أمريكا أو غيرها.

رئيس تحرير صحيفة “كورييه إنترناسيونال” الفرنسية “إريك كول” سلطت الضوء في افتتاحية الصحيفة على السياسة التي ينتهجها الرئيس الأمريكي وتأثيرها على صورة الولايات المتحدة الأمريكية في العالم بعد قراره الأخير بشأن القدس.

مظاهرات نصرة “القدس”

 

لا يزال أمام دونالد ترامب 1,132 يوما في السلطة قبل مغادرة البيت الأبيض، ما لم يمنحه الناخبون فترة ولاية ثانية.

في نيويورك، على أرصفة النهر الشرقي، تتحرك عقارب الساعة، لكن إلى أين تذهب أمريكا؟ .

كل أسبوع، السؤال الذي يطرح نفسه، بعد التغريدة الصباحية، من خلال إعلان عدواني، أو رد فعل لا يمكن التنبؤ به، هل جاء دونالد ترامب لقلب النظام الدولي.

” دونالد ترامب “

 

لمدة عشرة أشهر، بدأ الناس في التعود على أسلوبه وتجاوزاته، حتى اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، لأنه، في هذه المرة، قد أظهر رجل الأعمال قبل كل شيء أنه يحب التفكك، ولن يغادر حتى يشعل النار في الشرق الأوسط الذي تسوده بالفعل حالة من الفوضى.

قراراته السابقة لم تكن بناءة- الانسحاب من اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ، ومن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، ومن اتفاق باريس، وعدم التصديق على الاتفاق مع إيران … ولكن هذه المرة، القدس عاصمة لإسرائيل، فالدبلوماسية الأمريكية التي بدأها دونالد ترامب تأخذ منعطفا جديدا، أكثر إثارة للقلق.

مهما كانت دوافعه: دعمه الذي لا يتزعزع لنظام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أو الوفاء بوعد قطعه على نفسه خلال الحملة الانتخابية أو الإيحاءات المتعمدة لناخبيه… دونالد ترامب يظهر أن تصرفاته لا تزال غير خاضعة للرقابة، وأنه في الإدارة الأمريكية “الخط الشعبوي يبدو سائدا”، كما تم تحليلها بشكل جيد جدا من خلال تقرير مكرس لبداية رئاسة “ترامب”.

يجب علينا ألا نندهش بعد ذلك عندما نجد صورة الولايات المتحدة في العالم آخذة في السقوط الحر، ونزلت من  المركز الأول إلى السادس، وفقا لأحدث تصنيف أجراه “أنولت-جي إف كي روبر” السنوي المتعلق بمؤشرات تصنيف الأمم.