العدسة – ربى الطاهر

كشف موقع “daily medical info” أن بعض الأشخاص يلجأون لتناول الفلفل الحار للحصول على دفعة من مادة كيميائية يفزرها المخ تسمى بـ”الإندورفين”، وهي التي يمكن أن يحصل عليها الفرد حين يتناول المخدرات أو يمارس بعض التمارين، ويصل بها الشخص لذروة النشوة، لذلك يصبح البعض مدمنًا لهذا الشعور الذي يمنحه إياه الفلفل!.

ومادة “الإندورفين” يفرزها جسم الإنسان طبيعيا، ويعتبر مسكنا طبيعيا للألم، حيث إنه يساعد على التخلص من الإجهاد ويزيد من الشعور بالراحة، كما أنه في الوقت ذاته يساعد على تحمل الطعم الحار عند تناول الفلفل، ويقلل من الشعور بالحرقان.

وعلى الرغم مما قد يسببه الفلفل الحار من بعض المشاكل الصحية إلا أن هناك دراسات أخرى تؤكد أن للفلفل الحار فوائد جمة، إضافة إلى عشق البعض للأطعمة الحريفة، فربما يتناوله البعض بشكل عادي دون أن يثير لديه أي شعور بالحرقة أو الألم.

ولعل هذا يرجع إلى أن الفلفل الحار يحتوي على مادة “الكابسيسين” المسؤولة عن الشعور بالطعم الحار، وهذه المادة غير قابلة للذوبان في الماء، وهذا هو السبب في أن شرب الماء بعد تناول الفلفل يثير المزيد من الشعور بالألم، لذلك ينصح بشرب الحليب، حيث إن الدهون الموجودة فيه سريعة الذوبان والتحلل في “الكابسيسين”، وهو ما يقلل من الشعور بالحرقان في الفم.

وأكدت الكثير من الدراسات أن من أكثر الاعتقادات الخاطئة أن الطعام الحار مضر على المعدة وأعضاء الجهاز الهضمي، في حين أن العكس تماما هو الصحيح فاللفلفل الأحمر والعديد من التوابل الأخرى الكثير من المزايا.

وكشفت مجموعة من العلماء الصينيون نتائج مذهلة للفلفل الحار، حيث وجدوا أنها تساعد بشكل كبير على تقليل الوزن وتقليل الرغبة في التناول المفرط للملح، وهو ما يؤثر بشكل إيجابي على  صحة القلب والأوعية الدموية.

كما وجد العلماء، أن الطعام الحار يفيد في حرق الدهون، بدلاً من تخزين السعرات الحرارية، وتسريع عملية الاستقلاب، والحد من المستوى العام للالتهاب.

وكشف “زيمينج تشو” العالم في الطب الصيني أن استخدام الطعام الحار يخفض الضغط في الأوعية الدموية بمقدار 8.5 ملم من الزئبق؛ حيث أجرى مع مجموعة من زملائه بحثا اشترك فيه حوالي 600 من المتطوعين الذين وافقوا لفترة من الوقت على تناول الطعام الحار جدا، ويرجع ذلك إلى أن المتطوعين بدأوا بتناول كميات أقل من الملح.

ومن فوائد الفلفل الحار، أنه يساعد على القضاء على السالمونيلا التي تعد من الأسباب الرئيسية للتسمم الغذائي.

وأضافت دراسة أخرى أجراها باحثون في جامعة “بكين” الصينية أن من يأكلون الأطعمة الحارة بشكل يومي، تقل لديهم حالات الوفاة الناتجة عن السرطان، وأمراض السكتة الدماغية والقلب، والوفاة بسبب الالتهابات، وأمراض التنفس لدى الجنسين، بنسبة تصل إلى 14%، مقارنة بالأشخاص الذين لا يتنالون الأطعمة الحارة بشكل منتظم، وترتفع النسبة إلى 25 % لدى من يأكلون الأطعمة الحريفة مرة كل أسبوع.

وأكد الباحثون أن هذه النتائج تكون أقوى لدى من لا يتناولون المشروبات الكحولية والمخدرات.

وأشاروا إلى أن “كابسيسين” وهو المركب الرئيسي النشط في الفلفل الحار، يتمتع بخصائص مضادة للأكسدة، ومضادة للالتهابات، ومضاد لارتفاع ضغط الدم، ومضاد للسرطان، كما أنه يرتبط ارتباطا وثيقا بالتخلص من السمنة، مما يحافظ على الصحة العامة ويقي من الأمراض.

وقالت الدراسة إن لدى الأطعمة الحارة تاريخا طويلا في حفظ الأغذية، وفي أغراض طبية أيضا.

كما نشرت مجلة PLoS ONE’ ” العلمية أن لتناول الأطعمة الحارة عدداً من الفوائد تتلخص في:

اعتبرت الدراسة أن مادة الكابسيسين، المتوفرة في الأطعمة الحريفة كالفلفل والكركم تساعد على اتساع الأوعية الدموية، وبالتالي انخفاض ضغط الدم، كما أن الكركم يمتلك أيضاً بعض الخصائص المضادة للالتهابات، مما يحمى بدوره القلب، بالإضافة إلى أنها تساهم بشكل ملحوظ في تقليل نسبة الكولسترول الضار في الجسم، والدهون الثلاثية، ما يحافظ على صحة القلب، ويحمي بشكل خاص من تصلب الشرايين.

كما أن كميات العرق التي تفرز أثناء تناول الأطعمة الحارة يزيد من درجة حرارة الجسم، والذى بدوره يزيد من معدل حرق السعرات الحرارية، إضافة إلى أن الأشخاص الذين يتناولون الأطعمة الحارة، غالبا ما يتناولون كميات أقل من الطعام خلال الوجبة الرئيسية، وهو ما يساعد على فقدان بعض الوزن .

كما أظهرت الدراسات أيضا أن الكركمين له تأثير كبير على الخلايا السرطانية، فهي تساعد على تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي، وسرطان المعدة وأيضاً سرطان عنق الرحم .

ومن ناحية أخرى، يعتقد البعض أن الكابسيسين يقلل من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، استنادا إلى بعض التجارب على الفئران، وهو ما يعد أمراً واعداً في المجال الدوائي والطبي بشكل عام .

كما أن الفلفل يحتوي على بعض العناصر الغذائية كفيتامينات “أ” و “ج”، ومركب “بيتاكاروتين” الذي يتحول في الجسم إلى فيتامين “أ”، وفيتامينات “ب” المركبة، بالإضافة إلى الكثير من العناصر مثل الحديد، والكالسيوم، والمنجنيز، والمغنيسيوم، والبوتاسيوم، والصوديوم، والبروتين.

بالإضافة إلى أن الأطعمة الحارة تقلل من الكميات الحمضية التى تفرز بالمعدة، وهو ما يقوم بدوره بتقليل خطر الإصابة بالقرحة الهضمية بنسبة تصل إلى 50 %.

كما أن للأطعمة الحارة، القدرة على ضبط الحالة المزاجية، حيث يقوم كل من الكابسيسين والكركمين الموجودين بالفلفل بدفع المخ لإفراز هرمونات السعادة والتى تسمى بالسيروتونين، وهو ما يساعد على مواجهة أي تقلبات مزاجية أو أي أزمات تتعلق بالاكتئاب أو القلق.

بالإضافة إلى أنها تقلل من الشعور بالإجهاد، فالفلفل الأحمر يعزز من طاقة ومناعة الجسم بسبب الفيتامين “ج”، كما أنه يقلل من الشعور بالإجهاد والتعب السريع.

وكذلك تقي الأطعمة الحارة من الإصابة بمرض السكري، فالمادة الحارة في الفلفل تساعد على تنشيط البنكرياس، وتحسن من معدل إنتاج الأنسولين، وبالتالي تساعد على الوقاية من مرض السكرى من النوع الأول.

وتساعد أيضا الأطعمة الحارة في الوقاية من مشاكل الجهاز الهضمي، من خلال القضاء على البكتريا الموجودة في المعدة، وبالتالى تسهم في الوقاية من قرحة المعدة والقولون، إذ إن مركب الكابسيسين يساعد في الوقاية من مشاكل الجهاز الهضمي، كما أنه منظف جيد للأمعاء.

وتدخل المادة الحارة كذلك في تكوين الكثير من المراهم التي تعالج الأمراض الجلدية مثل القوباء، كما يساعد الفلفل الحار على تحسين وتنظيم ضغط الدم، والوقاية من الكثير من المضاعفات.

وتقوم كذلك الأطعمة الحارة بتنشيط الدورة الدموية، وتزيد من سيولة الدم، لذلك نادراً ما يصاب من يتناولونه بانتظام بأمراض تجلط الدم.

وعن أضرار الأطعمة الحارة، أكد المتخصصون أن تناول الأفراد الأصحاء لوجبات الطعام الحار لا يؤدي إلى أية أضرار ببطانة المعدة أو الأمعاء، مع ملاحظة أن الأطعمة الحارة تكون مؤثرة أو منشطة حتى لو أخذت بكمية قليلة أي أنه لا داعي للإفراط في تناولها.