العدسة – باسم الشجاعي
رغم حالة الهدوء “النسبية” التي تشهدها مصر بعد توقف العمليات المسلحة، منذ الحادث الإرهابي الأخير على مسجد الروضة بمدينة بئر العبد في محافظة شمال سيناء، في 24 نوفمبر الماضي، والذي أسفر عن سقوط أكثر305 قتلى و128 مصابا، إلا أنه لم يمكن تجاهل تحذيرات الإعلامي المصري المقرب من النظام الحالي “عمرو أديب”.
فللمرة الثانية في أقل من شهر، قال “عمرو أديب”، في برنامجه “كل يوم” المُذاع على قناة “on-E” الفضائية: “هناك خطر يهدد أعياد الأقباط، ويجب علينا حمايتهم”.
“أديب”، طالب المصريين في حلقة “الاثنين” 17 ديسمبر، بالانتباه خلال الفترة المقبلة، قائلًا: “هناك خطر واضح بسبب العمليات الإرهابية، ونرى العالم حولنا كل الدول تعاني من هذا الأمر”.
لماذا “عمرو أديب”؟!
شخصية إعلامية بثقل “عمرو أديب”، لا يمكن تجاهلها، وخاصة فيما يتعلق بالأمور الأمنية؛ حيث إنه على علاقة بجهات سيادية في مصر، وذلك وفق ما أكده “محمد يسرى”، الضابط في المخابرات الحربية “سابقًا”، في تصريحات له في أبريل الماضي.
“يسري”، قال -في مداخلة هاتفية لبرنامج “مع معتز” على قناة “الشرق” الفضائية، إن هؤلاء الإعلاميين (وذكر من بينهم “عمرو أديب”) مجندون، وغير مخيرين، ويتلقون أموالا مقابل تنفيذ تعليمات الجهاز”.
عمرو أديب مع إسماعيل هنية في “غزة”
ولعل ما يعزز هذا الطرح، العلاقة القوية بين “أديب” والجهات الأمنية، التي انعكست على انتقائه دون باقي الإعلاميين البارزين في مصر (عدا زوجته “لميس الحديدي” التي تقدم برنامج “العاصمة” على قناة “CBC” الفضائية، المملوكة لرجل الأعمال “محمد الأمين” القريب أيضا من النظام)، لمرافقة وفد المخابرات العامة المصرية، أثناء زيارتهم لقطاع غزة في 3 أكتوبر الماضي، وتغطية أجواء المصالحة الفلسطينية، وإجراء مقابلات مع قيادات “فتح” و”حماس” والرئيس الفلسطيني “محمود عباس”.
أول اختبار للداخلية بعد فشلها
من المؤكد أن وزارة الداخلية ستكون أمام اختبار جديد “صعب” حسب تحذيرات “أديب”، وخاصة بعدما فشلت فيه العام الماضي.
فقد شهدت مصر في أيام مماثلة، وتحديدًا في 11 ديسمبر 2016، تفجير كنيسة البطرسية، الملاصقة للمقر الرئيسي للكنيسة المصرية شرق القاهرة، قبيل احتفالات عيد الميلاد، والذي تبناه تنظيم الدولة، وراح ضحيته 29 شخصا.
وزارة الداخلية المصرية، كالمعتاد خرجت “الأحد” 17 ديسمبر، بإعلان رفع الحالة الأمنية للدرجة القصوى خلال فترة عيد الميلاد المقبلة، وهي أعلى درجة في درجات الاستعداد للشرطية بالبلاد تجاه الأعمال العدائية، وتستمر هذه الحالة حتى 7 يناير المقبل.
ولكن البيان الصادر عن وزارة الداخلية، عقب اجتماع ترَأَّسه الوزير “مجدي عبد الغفار”، ومساعدو الوزير على مستوى القطاعات الأمنية بالبلاد، لم يخرج عن المعتاد من بيانات الوزارة الموسمية.
إلا أن “عبد الغفار”، حذر من أن الحملة الأمنية التي تديرها القوات المسلحة في شبه جزيرة سيناء، وخاصة مدن الشمال “رفح والشيخ زويد والعريش” قد تدفع عناصر تلك التنظيمات إلى الفرار ومحاولة التسلل إلى داخل المدن، دون أن يحدد ما اذا كانت الوزارة رصدت أمورا مشابهة أم لا.
الإعلام والتنبؤات
تحذير “أديب” الذي تكرر في أقل من شهر، يعيد للأذهان ما أعلنته الإعلامية “لميس الحديدي” على قناة “سي بي سي” في 11 ديسمبر 2011، عن حرق مجمع البحوث العلمي قبل إضرام النار فيه، ولم تفسر الإعلامية حتى الآن، كيف حصلت على تلك المعلومة.
ليست هذه الواقعة الأولي لـ”لميس الحديدي”، بل عادت في فبراير 2012، وأعلنت عن حريق مبنى مصلحة الضرائب الذي يقع بالقرب من وزارة الداخلية قبلها بأربع ساعات تقريبًا.
حريق ” المجمع العلمي “
حريق ” مصلحة الضرائب “
كما تنبأ الإعلامي “عمرو أديب”، بتفجيرات القنصلية الإيطالية، التي وقعت في 11 يوليو 2015، والموجودة في محيط وسط القاهرة، وذلك قبل وقوعها بأكثر من 45 يومًا.
من المستفيد؟!
وبمنطق، “ابحث عن المستفيد تعرف الفاعل”، نجد أن النظام المصري الحالي، هو المستفيد الأكبر من وراء العمليات الإرهابية التي تشهدها البلاد منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق “محمد مرسي” في 2013.
فبعيدًا عن من يقف خلف تلك التفجيرات، إلا أن النظام الحالي دائما ما يستغل هذه الحوادث الإرهابية، لفرض مزيد من الإجراءات القمعية، بزعم محاربة الإرهاب.
كما أن “السيسي” ، بحسب خبراء، يسعى للحصول على دعم دولي جديد، وخاصة مع قرب انتخابات الرئاسة في 2018، فضلا عن توظيف تلك الأحداث في تحقيق عدة أهداف ضد المعارضين، وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين.
وعلى ما يبدوا أن “نغمة” مكافحة الإرهاب، تؤتي أكلها مع “السيسي”، على عكس ما طرحه في تسريب له، حينما كان وزيرا للدفاع في عهد الرئيس محمد مرسي، ونشر في 2014.
“السيسي”، كان اقترح حين ذاك سيناريو للقضاء على الإرهاب في سيناء، قائلًا: “هو أنا لوظابط جيش مش سهل عليا أجي على رفح والشيخ زويد واجي محاصرها ومطلع السكان منها واروح مفجر المباني اللي موجودة فيها؟ مش هنقتل حد ولا حاجة .. ممكن نعمل كدة .. خلي بالك الكلام دة احنا بنقوله مع بعض .. ماهي دبابة واحدة ورشاش واحد ممكن يعملك حاجات كتير بس في النهاية دول أهلك .. ولازم نستدعي سيناريو جنوب السودان بدأت من 50 سنة وكانت المعالجة أمنية فقط”.
اضف تعليقا