العدسة – باسم الشجاعي
واحدة تلو الأخرى يحاول عبدالفتاح السيسي انتزاع أوراق اللعبة من الإمارات التي ظلت تدعمه لما يقرب من 5 سنوات.
فبعد أن انتزع السيسي ورقة شفيق من أبو ظبي بدى أكثر جرأة في انتزاع باقي الأوراق التي كان يخاف أن يتم استخدامها للضغط عليه في المستقبل.
آخر هذه الأوراق كانت ورقة رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة ، المعروف بقربه من الإمارات وخاصة أنور قرقاش وزير الدولة للشئون الخارجية، ومحمد دحلان المستشار الأمني لولي عهد أبو ظبي.
ويعد “أبو هشيمة” أحد أهم الأعضاء بتنظيم الأيادي السوداء في اللوبي الإماراتي حيث ظهر اسم “أحمد أبوهشيمة” كإمبراطور لإعلام العهد الجديد في مصر، وبصورة شبيهة بتلك التي يمثلها رجل الأعمال الأمريكي، روبرت ماردوخ، للإعلام الغربي، حيث يمثل رجل الأعمال الشهير “واجهة” لملكية المخابرات المصرية مع لوبي الإمارات الإعلامي الناطق بالعربية.
” 582 يوما” هي عمر رجل الأعمال المصري “أحمد أبو هشيمة” في مجال الإعلام؛ حيث كان قد استحوذ على نسبة 100% من كامل أسهم الشركة المالكة لقناة “ON TV” بعد توقيع عقد مع رجل الأعمال المهندس “نجيب ساويرس”، في مايو 2016، ولكن سرعان، ما انسحب الأول، والذي لقب بـ”إمبراطور الإعلام”، بطريقة مفاجئة وغامضة، وسط تساؤلات كثيرة وجدل واسع حول الأسباب والدوافع، وخاصة مع اقتراب موعد الإعلان عن الانتخابات الرئاسية نهاية الشهر الجاري.
وتقدم هذه العلاقة الوظيفية غير المباشرة بين أبوهشيمة، من جانب ودحلان من جانب آخر، تفسيرا لحملة الاستغناءات التي أقامت بها إدارة مجموعة قنوات ON TV، وشملت نحو 200 صحفي ومعد برامج في عملية تشبه “التطهير”، واستبدالها بعناصر أخرى من الموالين بوضوح لنظام السيسي.
كل هذه الأمور تؤكد أن “أبو هشيمة” أجبر على التنازل عن المنظومة الإعلامية التي كان يديرها لصالح الإمارات بحيث تصبح تبعية هذه المجموعة لنظام السيسي الذي يخشى من انقلابات إعلامية خلال الأيام القادمة التي ستشهد إجراء انتخابات رئاسية.
فالرجل لم يعمر في مجال الإعلام سوى ” 582 يوما”؛ حيث كان قد استحوذ على نسبة 100% من كامل أسهم الشركة المالكة لقناة “ON TV” بعد توقيع عقد مع رجل الأعمال المهندس “نجيب ساويرس”، في مايو 2016، ولكن سرعان، ما انسحب الأول، والذي لقب بـ”إمبراطور الإعلام”، بطريقة مفاجئة وغامضة، وسط تساؤلات كثيرة وجدل واسع حول الأسباب والدوافع، وخاصة مع اقتراب موعد الإعلان عن الانتخابات الرئاسية نهاية الشهر الجاري..
هل الإمارات السبب؟
السبب الرئيسي والأساسي، وفقا لترجيحات خبراء الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2018، هو محاولة سيطرة الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” على الإعلام في حال ترشُّح مرشح عسكري آخر، وعلى رأسهم رئيس الوزراء الأسبق “أحمد شفيق” (الذي مازال موقفه “غير محدد” من الانتخابات بعد إعلانه الترشح ثم التراجع)، وسحب البساط من تحت أقدام الإمارات، خاصة وأنه لم يعد يثق فيهم مع قرب انتهاء ولايته.
فوفقا للكاتب المصري “جمال سلطان”، فإن “صفقة الاستحواذ على مجموعة “إعلام المصريين” المالكة لعدد من الصحف والقنوات والمواقع الإلكترونية، جاءت للسيطرة على أذرع الإمارات في مصر”.
وتحدث “سلطان”، في مقالة له تحت عنوان “صفقات إعلامية غامضة” (منشورة على صفحات صيحفة “المصريون” ، جريدة مصرية مستقلة)، عن أن “الهيمنة الإماراتية على الإعلام الخاص لم تكن مرضية لجزء مهم من الأجهزة المصرية (لم يحددها)، رغم أن الهدف واحد، لكن بعض الممارسات الفجة كان فيها فرض وصاية غير لائقة ومستفزة، خاصة من قبل وزير الدولة الإماراتي “سلطان الجابر” الذي كان يوصف في أبو ظبي بأنه سلطان مصر، لسيطرته على قطاعات واسعة من الإعلام ومشروعات أخرى”.
وألمح إلى أن 90% من المال الإعلامي في مصر منذ ثورة 25 يناير 2011 وحتى الآن، هو إماراتي، لاستهداف الربيع العربي، والحد من توابعه، وخاصة بعد وصول جماعة الإخوان المسلمين لمنصب الرئاسة في مصر، بعد نجاح الرئيس “محمد مرسي” في انتخابات 2012، الذي جرى الانقلاب عليه لاحقا في العام 2013.
أسباب اقتصادية
أما السبب الآخر، فاقتصادي؛ حيث قالت مصادر مقربة من رجل الأعمال “أحمد أبوهشيمة”، إن صفقة بيع إعلام المصريين إلى شركة “إيجل كابيتال”، للاستثمار “صفقة تجارية بحتة لاعلاقة لها بالسياسة”، وذلك بحسب صحيفة “المصري اليوم“.
بينما أورد موقع “مصراوي” على لسان مصادر خاصه (لم يسمها) أنّ السبب الرئيسي في عملية البيع يرجع إلى رغبة رجل الأعمال”أحمد أبو هشيمة” في تنويع مصادر استثماراته داخل مصر وخارجها خلال الفترة المقبلة”، مضيفةً (المصادر) أنّ “النسبة التي حصلت عليها “إيجل ديجيتال” تُقدّر بـ 60 % من شركة “أبو هشيمة”، بمبلغ مالي قيمته 600 مليون جنيه مصري، يُدفع على مدى عامين”.
ونقل المصدر ذاته، عن “أبو هشيمة” رغبته في ضخ استثمارات صناعية وزراعية في دولتي السودان والإمارات.
من المالك والمدير الجديد؟
الغموض الذي صاحب “أبو هشيمة” أثناء دخوله مجال الإعلام والخروج منه، زاد مع المالك الجديد، وزيرة الاستثمار المصرية السابقة “داليا خورشيد”، والتي ليست لديها خبرة كافية في الإعلام، فضلا عن استعانتها بالمهندس”أسامة الشيخ”، المقرب من “عباس كامل” مدير مكتب “السيسي”، والذي كان متواجدا بالمملكة العربية السعودية.
ومن المعروف أن “داليا خورشيد” زوجة محافظ البنك المركزي “طارق عامر”، مايعزز أن الصفقة التي تمت ليست بعيدة عن أيد النظام الحالي، وإنما هو تبديل أدورا؛ حيث إن المبلغ المعلن عن الصفقة (600 مليون جنية) لا يتناسب معها (وفق خبراء).
والملفت للانتباه أيضا، هو استعانة شركة “إيجل كابيتال”، بالمهندس “أسامة الشيخ” الرئيس الأسبق لاتحاد الإذاعة والتليفزيون “ماسبيرو”، ليصبح رئيسًا لمجلس إدارة شركة “إعلام المصريين” للتدريب والاستشارات الإعلامية، بدلاً عن “أبو هشيمة”؛ حيث كان يتردد لشهور ماضية، أنه سيتولى منصبًا قياديًّا في شبكة قنوات”دي إم سي” المصرية، الذي يساهم في إدارتها مدير مكتب “السيسي” اللواء “عباس كامل”.
وفور تولية منصب رئيس شركة “إعلام المصريين”، قال “الشيخ” في تصريحات لصحيفة “الشروق” المصرية، إنه عاد من العمل بالسعودية “بأوامر من مصر” (دون أن يوضح الجهة التي استدعته أو الشخص الذي تواصل معه للعودة).
وتجدر الإشارة إلي أن شركة “إعلام المصريين”، تمتلك نحو 17 مؤسسة إعلامية ورياضية أبرزها، صحيفة “اليوم السابع”، و”صوت الأمة”، ومجلة “عين”، و”بريزنتيشن سبورت”، و”مصر للسينما”، وشركة “هاشتاج”، وشبكة قنوات “أون تي في”.
اضف تعليقا