العدسة – بشير أبو معلا
يبدو أن رفض السلطات السعودية منح تأشيرات دخول لسبعة لاعبين إسرائيليين للمشاركة في بطولة الشطرنج العالمية التي تستضيفها الرياض، جاء بالاتفاق المسبق مع تل أبيب، حفظا لماء وجه المملكة بعد موقفها الفاتر من إعلان دونالد ترامب بأن القدس عاصمة لإسرائيل.
هذا ما كشفته صحيفة” algeriepatriotique” الناطقة بالفرنسية، والتي قالت في تقرير لها: خوفا من رد فعل الشارع العنيف، وانتقادات الرأي العام الإسلامي، توصل آل سعود أخيرا إلى اتفاق مع حلفائهم في تل أبيب على عدم إحراج النظام في المملكة، مفضلين تجنب مشاركة اللاعبين الإسرائيليين في بطولة الشطرنج العالمية التي تستضيفا السعودية”.
وأوضحت الصحيفة أنه رفض منح التأشيرات للاعبين الإسرائيليين كشف النقاب عنه من قبل الموقع الإلكتروني لصحيفة “جي إس إس نيوز” الموالية للحركة الصهيونية، والتي أشارت إلى نائب رئيس اتحاد الشطرنج العالمي (فيد)، أكد أن السعودية رفضت طلبات التأشيرة المقدمة من اللاعبين الإسرائيليين الذين يرغبون في المشاركة في بطولة الشطرنج، التي تنظم في المملكة هذا الأسبوع.
وتعتقد “جي إس إنس نيوز” أن هذا الرفض “أعلن في اللحظة الأخيرة بعد تفاؤل كبير بأن المملكة العربية السعودية سترحب للمرة الأولى بالإسرائيليين علنا على أراضيها، الأمر الذي كان سيشكل تحولا في سياسة المملكة الخليجية القائمة منذ فترة طويلة، وهي رفض الاعتراف بإسرائيل، أو إقامة علاقات دبلوماسية رسمية معها.
وتؤكد وسائل إعلامية أن الرياض باتت أقرب إلى الكيان الصهيوني؛ لـ “مكافحة العدوان الإيراني في المنطقة”، فيما ذكرت وسائل إعلام مؤيدة لإسرائيل أن “السعوديين اختاروا حتى الآن، عدم السير رسميا في هذا الاتجاه”، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن هناك بالفعل اتصالات بين السلطات السعودية وإسرائيل.
وكشفت الصحيفة الإسرائيلية أيضا أن السلطات السعودية أعلنت أنه “يمكن إصدار تأشيرات للاعبين الإسرائيليين للسفر إلى المملكة من أجل المشاركة في بطولة ديسمبر”، لكن تراجع آل سعود في نهاية المطاف جاء لإدراكهم أن الوقت لم يحن بعد لإظهار علاقاتهم السرية مع إسرائيل إلى العلن.
وكان مراسل هيئة الإذاعة الإسرائيلية، نقل عن نائب رئيس اتحاد الشطرنج العالمي مطلع ديسمبر الجاري أن “ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، اتخذ القرار حول مشاركة لاعبين إسرائيليين في بطولة الملك سلمان للشطرنج المزمع عقدها بالمملكة”.
وقال الصحفي شمعون آران عبر حسابه بتويتر “نائب رئيس اتحاد الشطرنج العالمي إسرائيل، غيلفار: ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اتخذ القرار على الأرجح، وننتظر تلقي الرد من السلطات السعودية بشأن تأشيرات الدخول الـVisa للاعبين الإسرائيليين الـسبعة للمشاركة في مسابقة الشطرنج 26-30/12 في الرياض، الجواب يتوقع الأسبوع القادم”.
وتنطلق فعاليات بطولة العالم للشطرنج في العاصمة الرياض، بمشاركة لاعبين دوليين من مختلف أنحاء العالم؛ بعد أن وقع تركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة في أكتوبر الماضي، اتفاقية مع رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج جيوفري بورج، تضمنت استضافة المملكة للبطولة بحضور أبرز أبطال هذه اللعبة.
وبعد رد الفعل السعودي على إعلان “ترامب” القدس عاصمة لإسرائيل، والذي كان أكثر خجلا من المعتاد في الظروف المماثلة، لاحظ الجميع غياب الملك سلمان عن المؤتمر الاستثنائي لـ “منظمة التعاون الإسلامي” الذي عقد في مدينة إسطنبول التركية، وكرس الاجتماع لموضوع القدس وإدانته للقرار الأمريكي وإعداد رد عليه.
وكان موقع “jforum” سلط الضوء أيضا على المحادثات الغير ظاهرة للعلن، وازدهار الروابط التجارية بين عدد من الدول الخليجية ودولة الاحتلال ما قبل التطبيع، برعاية السعودية “زعيم العالم العربي” ،كما وصفها وزير الاستخبارات الإسرائيلي “يسرائيل كاتس”.
وأوضح وزير الاستخبارات الإسرائيلي “يسرائيل كاتس”، في مقابلة أجرتها معه صحيفة “إيلاف”، عن مشروع قطار الحجاز للربط بين إسرائيل ودول الخليج: إنها “المبادرة الثانية” في أقل من شهر، التي يعمل فيها قسمه على مشروع “رأسمالي”، وستختتم العلاقات بين بلاده والسعودية، بإعادة إنشاء خط السكك الحديدية عبر الحدود، الذي كان متصلا في الماضي بشبه الجزيرة العربية وبلدان الشام.
وأكد “أنها ليست حلما على الإطلاق، بل هو شيء سيقع، عندما يكون متاحا”، وأن كل هذه المشاريع ستساعد على ” وقف التوسع الإيراني في المنطقة”، وتدعم تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية.
اضف تعليقا