العدسة – باسم الشجاعي

ونحن على مشارف العام الميلادي الجديد 2018، العام الذي يأمل المصريون فيه انخفاض الأسعار، وتحسن مستوى المعيشة، بعد أيام صعبة عاشها المصريون من الغلاء وتردي الأوضاع الاقتصادية في 2017.

فعام 2017، حمل معه الكثير من العناء للمصريين، فقد توسعت خارطة العنف في البلاد، إلا أن صعود مصر إلى كأس العالم كان الحدث الراسخ في ذاكرتهم.

 

عام المرأة المصرية

مع وصول عام 2017 إلى نهايته، تأتي المرأة المصرية في المقدمة، خاصة بعد تحديد الرئيس المصري، “عبد الفتاح السيسي” هذا العام بأنه “عام المرأة المصرية“.

ومع انتهاء عام المرأة المصرية، فإن لغة الأرقام هي الأكثر دقة على الإطلاق، فقد كشفت التنسيقية المصرية للحقوق والحريات (منظمة مجتمع مدني) عن أن حوالي 44 معتقلة حاليا في السجون المصرية، من بينهن 13 محكوم عليهن بأحكام نافذة، و34 محبوسات احتياطيا، و6 مخفيات قسرا، و106 ممنوعات من السفر، و93 تمت مصادرة أموالهن.

كما كشف مركز “هشام مبارك لحقوق الإنسان” (منظمة مجتمع مدني) عن تعرض أكثر من 90 سيدة للقتل خارج إطار القانون، إلى جانب وقوع 50 حالة اغتصاب، وأكثر من 500 حالة فصل من الجامعة.

 

“الأخطر” على النساء

الأمر لم يقف عند هذا الحد وحسب، ففي أكتوبر 2017، نشرت وكالة “رويترز” تقريرا عن أخطر 10 مدن على المرأة في العالم، وكانت القاهرة في المركز الأول.

وذكر التقرير أن المرأة في مصر تتعرض لانتهاكات عديدة، وأن ظروف المعيشة غير جيدة لها، وأنها بحسب العاملين في المجتمع المدني، تعاني كثيرا من جميع أشكال العنف.

كما كشفت مدير عام إدارة التعاون الدولي والاتصالات الخارجية بالمجلس القومي للمرأة في مصر “نجلاء العادلي”، أن المعلومات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أكتوبر 2017، تشير إلى أن التكاليف الاقتصادية الناتجة عن العنف ضد المرأة، بينت أن الأسرة تكلفت 1.49 مليار جنيه سنويا.

 

الصعود لكأس العالم

الحدث الأبرز في 2017 لدى كثير من المصريين، هو عودة الفراعنة إلى كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخهم، والأولى منذ 28 عاماً، بالفوز على الكونغو بهدفين سجلهما “محمد صلاح”، مقابل هدف في مباراة تاريخية، في شهر أكتوبر، قبل أن يخوض مباراة الجولة الأخيرة أمام غانا، التي انتهت بالتعادل بهدف لكل منهما.

وخاض الفراعنة خلال عام 2017، 13 مباراة، فازوا في 7، وتعادلوا في 3، وخسروا مثلها.

 

 

ثاني أسوأ عام للصحفيين

عام 2017، احتل المرتبة الثانية في الاعتقالات التي تجري للصحفيين والإعلاميين المصريين، وذلك بواقع 35 صحافيًّا وإعلاميًّا؛ بلغ عددهم نحو 45 صحافيًّا وإعلاميًّا، وذلك بحسب المرصد العربي لحرية الإعلام.

وبحسب التقرير الصادر في ديسمبر الجاري، فقد تعرض العديد من المعتقلين للإخفاء القسري مُدداً متفاوتة، تجاوزت في بعض الأحيان 27 يومًا، فيما تم إخفاء الغالبية منهم لمدة تزيد عن ثلاثة أيام، كما حدثت كثير من الاعتقالات للصحفيين من منازلهم.

إحدى الوقفات على سلم “نقابة الصحفيين”

 

إقالة حجازي

2017 شهد العديد من قرارات الإقالة لقيادات أمنية مصرية، دون أن تطال وزير الداخلية “مجدي عبد الغفار”، على الرغم من وقوع  هجمات دامية ضد الأقباط، ومجزرة بشعة ضد المسلمين.

ففي 28 أكتوبر، أصدر الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” قرارا بعزل صهره الفريق “محمود حجازي” من رئاسة أركان الجيش، وتعيين الفريق “محمد فريد حجازي” بدلا منه.

وتضمن القرار تعيين رئيس الأركان المقال، مستشارا لرئيس الجمهورية للتخطيط الإستراتيجي وإدارة الأزمات.

وقرار إقالة “حجازي”، جاء بعد أيام من حادث الواحات البحرية؛ حيث تكبدت وزارة الداخلية خسائر فادحة، لم يتكبدها جهاز الأمن المصري منذ ثمانينيات القرن الماضي، بوقوع 58 قتيلا، بينهم 23 ضابطا (7 أمن وطني، و16 أمن مركزي وعمليات خاصة)، بالإضافة إلى 35 مجندا، بحسب وكالة “رويترز”.

الفريق “محمود حجازي”

 

محاولة اغتيال “صبحي” و”عبد الغفار”

رغم القبضة الأمنية التي تشهدها مصر منذ 2013، إلا أن الأمن المصري شهد إخفاقات كبيرة، ليس على مستوى حادث الواحات البحرية وحسب، بل وصل الأمر لمحاوله اغتيال وزير الدفاع الفريق أول “صدقي صبحي”، ووزير الداخلية اللواء “مجدي عبد الغفار”.

ففي 19 ديسمبر الجاري، أعلنت صفحة المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية، أنه تم استهداف مطار العريش أمس بقذيفة، أثناء جولة قام بها الوزيران لتفقد القوات والحالة الأمنية في مدينة العريش، ونتج عن الحادث مقتل ضابط وإصابة 2 آخرين، وإحداث أضرار جزئية بإحدى المروحيات، دون أن يلحق أي ضرر بالوزيرين.

ويأتي الهجوم وسط حالة تأهب أمني، وعملية واسعة أطلقها الجيش المصري في وسط وشمال سيناء، عقب مجزرة مسجد الروضة، التي راح ضحيتها 310 أشخاص، في 20 نوفمبر الماضي.

وزيري الدفاع والداخلية عقب عودتهما من “شمال سيناء”

 

مجزرة “مسجد الروضة”

يعتبر حادث مسجد الروضة، أحد أكثر الأيام دموية في 2017؛ حيث إن مشهد الجثث المتراصة على أرضية المسجد، ممزوجة بالدماء، وفوارغ الطلقات، كان أشبه بمشاهد تفجير المساجد في بغداد والأنبار.

ففي 24 نوفمبر الماضي، كان مسلحون مجهولون شنوا هجوما داميا على مصلين أثناء خروجهم من صلاة الجمعة من مسجد “الروضة” بمدينة بئر العبد؛ ما أسفر عن مقتل 310 أشخاص على الأقل، وإصابة نحو 109 آخرين، وفق النيابة العامة المصرية.

الهجوم لم تعلن بعد أي جهة مسؤوليتها عنه بعد، لكن بالنظر إلى طريقة تنفيذه، وحجم الخسائر الناتجة عنه، فإنه يحمل بصمة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، الذي سبق أن استهدف مساجد في العراق والبحرين والسعودية والكويت، وليس أخيرا مصر.

الهجوم على مسجد “الروضة”

ومنذ الإطاحة بالرئيس الأسبق “محمد مرسي”، في الثالث من يوليو 2013، تمثل محافظة “شمال سيناء” صداعا لقوات الأمن، رغم تمديد حالة الطوارئ بها 14 مرة، منذ أكثر من 3 سنوات.

لايوجد منافس لـ”السيسي” في الانتخابات

مع بداية العام المقبل 2018، تستعد مصر للانتخابات الرئاسية، إلا أن 2017 لم يخرج منافسا حقيقيا للرئيس الحالي “عبد الفتاح السيسي” في الانتخابات المقبلة.

فقد انسحب رئيس وزراء مصر الأسبق الفريق “أحمد شفيق”، بعد تحريك دعاوى قضائية ضده واعتقال عدد من أنصاره، وألمح البرلماني السابق “محمد أنور السادات”، إلى احتمالية انسحابه جراء تعرض حملته الانتخابية لتضييق أمني، كما أن المرشح المحتمل “خالد علي”، يواجه حكما قضائيا قد يحول بينه وبين الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة.