العدسة – غراس غزوان

أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس كثيرا من الجدل حينما أعلن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وإعلان المدينة المحتلة عاصمة لإسرائيل، بسبب الرفض العالمي للقرار.

إلا أن تسريبا لمكالمات مسجلة لمسؤولين مصريين كشفت ما كان يتكأ عليه أوباما عندما اتخذ قراره بشأن نقل السفارة الأمريكية للقدس.

المكالمات تشير إلى قبول النظام المصري بنقل واشنطن سفارتها إلى القدس وهو أمر عكس ما حاولت القاهرة الترويج له.

ونشرت الصحيفة بعضا مما دار خلال المكالمات التي تمت بين ضابط بالمخابرات المصرية يدعى “أشرف الخولي” والعديد من مذيعي البرامج الحوارية التي وصفتها الصحيفة بالمؤثرة في مصر.

وخلال المكالمة يقول الضابط أشرف الخولي للمذيعين أن مصر شأنه في ذلك شأن جميع الدول العربية ، ستنكر هذا القرار علنا، وأن الصراع مع إسرائيل لم يكن في مصلحة مصر الوطنية.

وطالب ضابط المخابرات المذيعين بإقناع المشاهدين بقبول القرار بدلا من إدانته وأنه على الفلسطينيين أن يتطرقوا إلى الضفة الغربية.

وقالت الصحيفة أنها حصلت على أربعة تسجيلات للضابط المصري بالمخابرات أشرف الخولي، مع كل من عزمي مجاهد ومفيد فوزي وسعيد حساسين والفنانة يسرا.

على مدى عقود، انتقدت دول عربية قوية مثل مصر والسعودية علنا ​​معاملة إسرائيل للفلسطينيين، لكن الأمر الواقع جعل هذه الدول تتحالف وتنشئ تعاونا أوثق مع عدوهم الذي لم يسبق له مثيل ضد خصوم مشتركين مثل إيران والإخوان المسلمين وثورات الربيع العربي وداعش.

ومنذ إعلان ترامب القرار أعلنت وسائل الإعلام المصرية أن عبدالفتاح السيسي احتج شخصيا على ترامب ورفضت القيادات الدينية المقربة من الحكومة لقاء نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس، وقدمت مصر قرارا لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يطالب بعكس قرار ترامب، لكن القرار صيغ بطريقة تساعد الولايات المتحدة على معارضة القرار داخل المجلس، وهو ما يمكن أن يستند عليه في صحة هذه التسريبات التي أعلنتها الصحيفة الأمريكية.

ووفقا لما نشرته الصحيفة فإن “الخولي” أكد للمذيعين أن ما سيمليه عليهم هو موقف جهاز الأمن القومي المصري وما يمكن أن تستفيد منه “مصر” في هذه المسالة من إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، وهو ما جعل “عضو البرلمان” الحالي ومقدم البرامج سعيد حساسين يرد خلال المكالمة الهاتفية بالقول “أنا تحت أمرك، أعطني الأوامر يا فندم”.

وقال الضابط بالمخابرات : “نحن مثل كل اشقائنا العرب ينددون بهذه المسألة” ، مشيرا إلى أن القرار الذي اتخذه ترامب سيصبح واقعا ولا يمكن للفلسطينيين أن يقاوموا، كما أكد على أن جهازه الأمني لا يريد أن تذهب الأمور إلى الحرب .

وخوفا من إعادة إحياء حركة المقاومة الإسلامية حماس نفسها عبر انتفاضة جديدة أكد الخولي على المذيعين الأربعة بأن هذه النقطة هي الأخطر وأن قيام انتفاضة فلسطينية لن تخدم مصالح الأمن القومي المصري لأنها ستساهم في إحياء حركة حماس من جديد، وهي الحركة التي وصفها النظام المصري الحالي بالإرهابية ويحاكم الرئيس محمد مرسي بتهمة “التخابر مع حماس”.

وقال في نهاية حديثه مع الإعلامي وعضو البرلمان سعيد حساسين إن القدس لن تختلف كثيرا عن رام الله، وما يهم هو إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني  بامتيازات لا بد منها، وأضاف سنذهب لأن تكون رام الله عاصمة فلسطين، لإنهاء الحرب وحتى لا يموت أحد آخر”.

وبحسب الصحيفة الأمريكية تعهد جميع المذيعين الثلاثة لنداءات ضابط المخابرات بنقل رسالته، وردد البعض حججه في برامجهم، وزاد بعضهم على ذلك.

وخلال الأسابيع الأخيرة تبنى الإعلامي عزمي مجاهد في برنامجه “الملف” المذاع على قناة العاصمة التي يديرها ويمتلكها سعيد حساسين، ما أملي عليه من ضابط المخابرات المصري “أشرف الخولي”.

وخلال المحادثة بين مجاهد والخولي قال الأول أنه سيضيف أيضا أن الأمير تميم وقطر لديهما علاقات سرية مع إسرائيل.

واتهم “مجاهد” قطر وأميرها تميم بن حمد بالتعاون مع إسرائيل للتغطية على التعتيم الإعلامي الذي تبنته أغلب القنوات المحلية والفضائيات الخاصة في مصر للأحداث في فلسطين عقب قرار ترامب.